قال جمال الوصيف مراسل قناة “القاهرة الإخبارية” من الرياض، إنّ مجلس التعاون الخليجي أدان بشدة الهجوم الإيراني الذي استهدف القاعدة الأمريكية في دولة قطر، في بيان رسمي صدر عن الأمين العام للمجلس، جاسم البديوي، أكد فيه أن دول المجلس تعتبر أي اعتداء على إحدى دوله اعتداءً على جميع الدول الأعضاء.
وأوضح البيان أن دول الخليج تقف صفًا واحدًا في مواجهة أي تهديد يمس أمنها الجماعي.
وأضاف الوصيف في تغطية خاصة مع الإعلامية آية لطفي، عبر قناة “القاهرة الإخبارية”، أنّ بيان الأمانة العامة لمجلس التعاون أوضح أن دول الخليج كانت خلال الفترة الماضية منخرطة في جهود دبلوماسية واتصالات مكثفة، بهدف تهدئة التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، إضافة إلى دعم المباحثات الإيرانية–الأمريكية، التي كانت تُجرى في العاصمة العُمانية مسقط، وشدد البيان على أهمية العودة إلى المسارات السياسية والدبلوماسية، كخيار استراتيجي لمعالجة التصعيد الحالي.
وتابع، أنّ وزارة الخارجية السعودية أصدرت بدورها بيانًا أعربت فيه عن إدانتها الشديدة للهجوم الإيراني على دولة قطر، مؤكدة تضامن المملكة الكامل مع الدوحة، واستعدادها لتقديم كافة أشكال الدعم لمساندة الأشقاء في قطر، وفق نص البيان.
وأكدت المملكة أن أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي يشكل وحدة متكاملة لا تقبل التجزئة.
محلل سياسي: ضربة قاعدة “العديد” متفق عليها مسبقًا
وفي سياق متصل، أكد الكاتب الصحفي أشرف أبو الهول، الباحث والمحلل السياسي، أن استهداف إيران لقاعدة “العديد” الأمريكية في قطر أثار تساؤلات واسعة، خصوصًا في ظل ما كشفته تقارير دولية عن وجود تنسيق مسبق مع كل من واشنطن والدوحة بشأن توقيت الضربة، موضحًا أن كل المؤشرات الإعلامية الواردة من وكالات الأنباء الدولية، تشير إلى أن إيران أعلمت الجانبين الأمريكي والقطري بموعد الاستهداف.
وأوضح اشرف أبو الهول، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي إبراهيم عيسى، ببرنامج “حديث القاهرة”، المُذاع عبر شاشة “القاهرة والناس”، أن هذا ما يعزز احتمالية أن الضربة كانت رمزية ومتفقًا عليها ضمنيًا، بهدف حفظ ماء الوجه أمام الداخل الإيراني، مضيفًا أن هذه الضربة تعكس رغبة الطرفين في احتواء التصعيد، إذ ستقدم طهران الضربة على أنها “رد على الهجوم الأمريكي على منشآتها النووية”، وتروّج داخليًا بأنها ألحقت خسائر بالجانب الأمريكي، رغم نفي واشنطن وقطر وقوع أي خسائر بشرية أو مادية.
وأشار اشرف ابو الهول، إلى أن هذه المواجهة بين طهران وواشنطن تبدو أقرب إلى نهايتها، وأن الهدوء سيعود تدريجيًا على الجبهة الأمريكية الإيرانية، وبالتالي سينعكس على الوضع مع إسرائيل، موضحًا أن ضربة إيران لقاعدة “العديد” قد تشكل “مفتاح التهدئة” بين واشنطن وطهران، وربما تمثل خطوة نحو هدنة شاملة تخفف حدة التوتر في المنطقة.