كتبت / دعاء عصام
مين كان يتخيل إن الحاجة اللي بنستخدمها عشان تطحن فيها التوابل في المطبخ، ليها تاريخ طويل وعريق، وبتلعب دور مهم في الحروب والمعارك؟ أيوة، إحنا بنتكلم عن الهاون ! اللي بيجمع بين البساطة والقوة، وبين الماضي والحاضر.
الهاون مش مجرد وعاء بنحط فيه المكونات ونهرسها، ده أداة قديمة أوي، عمرها بيوصل لـ 35 ألف سنة! أيام ما كان الإنسان البدائي بيستخدمه عشان يطحن الحبوب والبذور ويجهزها للأكل. مع مرور الزمن، اتطور الهاون واتغير شكله واستخداماته، لكن وظيفته الأساسية فضلت ثابتة: تكسير وتفتيت المواد الصلبة.
في كل بيت مصري، هتلاقي الهاون موجود في المطبخ، وبيعتبر من الأدوات الأساسية. جداتنا كانوا بيستخدموه عشان يهرسوا الثوم والبصل والتوابل، ويضيفوا نكهة مميزة لأكلاتنا. صوت الهاون وهو بيطحن التوابل، كان بيعمل جو من الدفء والراحة في البيت.
المفاجأة إن الهاون له استخدام تاني خالص بعيد عن المطبخ، وهو استخدامه في الحروب! الهاون في الحروب مش نفس الهاون اللي في المطبخ طبعًا، ده سلاح بيطلق قذائف بمدى بعيد، وبيستخدم لتدمير الأهداف العسكرية.
مع التقدم التكنولوجي، اتغير شكل الهاون وتطور، وبقى فيه أنواع كتير ومختلفة، من الهاون اليدوي البسيط للي بيشتغل بالكهرباء، ومن الهاون الصغير اللي بنستخدمه في المطبخ للهاون الضخم اللي بيستخدم في الحروب.
مع ظهور الأجهزة الحديثة، زي الخلاطات والمحضرات، ممكن حد يقول إن الهاون هيختفي وهيبقى مجرد قطعة متحفية. لكن الحقيقة إن الهاون لسه عنده مكان في حياتنا، خصوصًا إن فيه ناس كتير بتفضل نكهة الأكل اللي بيتعمل بالهاون، وبتعتبره جزء من تراثنا.
الهاون قصة نجاح بتجمع بين البساطة والقوة، وبين الماضي والحاضر. هو رمز للتراث، وبرهان على قدرة الإنسان على التكيف والتطور. مهما تغير الزمن والتكنولوجيا، الهاون هيفضل موجود في حياتنا، كرمز للحضارة الإنسانية.
أقر أيضا: