معظم الناس لا يحبون أن يقولوا “لا” ولا أن يسمعوها فهم يخافون أن تفوتهم فرصة لا تعوض او أن يقوموا بإثارة المشكلات او أن يهدموا جسور التواصل الإنساني مع الآخرين، او أن يحرجون او يحبطون شخصا يحترموه ويحبوه ورغم صعوبة رفض طلبات الناس فإن العجز عن عمل ذلك يمكن أن يفوت عليك فرصا أكبر وأهم
قول كلمة “نعم “لكل شيء ليس بالفكرة الجيّدة، فكم من مرة قلت فيها “نعم” ثم بعد دقائق فقط تتمنى لو أنك قلت “لا” ولكنك تجد أن الوقت فات ولا مجال للتراجع، فتصبح بعد ذلك حزيناً متوتراً وفي حالة نفسية سلبية.
كما قول كلمة ” لا ” لكل شيء ليس بالأمر الجيّد فإن قولك لنعم طول الوقت أيضا ليس بالفكرة الجيدة.
عليك أن تقول “لا ” للأشخاص المزعجين من حولك وللعمل الذي لا تحب القيام به وللأشخاص اللذين يجعلونك تُضَيّع وقتك معهم، فهل ما يحبه الآخرون أفضل مما تحبه ؟ هل ما يقوم به أصدقائك أكثر أهمية مما تقوم به أنت ؟
إن لم تفكر في ما يناسبك وفي ما يساعدك على تحقيق أهدافك وأعمالك فمن سيفكر في ذلك نيابة عنك ؟ إن لم تقم أنت باتخاذ قرار حول ما هو مهم بالنسبة لك وما هو ليس كذلك فمن سيتخذ القرارات عوضا عنك ؟
إن لم تقل” لا” لما تراه غير مناسب لك وأنه لا يساعدك على تحقيق أهدافك ولا يتوافق مع طريقة تفكيرك وأخلاقك فمتى ستقول “لا” ؟
إن أردت أن تحقق أهدافك وتصبح الشخص الذي تريده فعليك أن تتعلم كيف تقول “لا ” للأشياء التي تُعيقك ولا تخدم هدفك.
قول “لا ” للآخرين قد يكون بالنسبة للبعض أمرا صعبا في البداية ولكن كأي شيء آخر فإنه سيصبح سهلا مع مرور الوقت.
قول “لا ” ليس أمرا سيئا أبدا، فمن يظن بأن قول “لا ” أمرا سيئا فما هو إلا شخص أناني يحب أن يحصل على كل ما يطلبه ولا يفكر إلا في مصلحته، فهو لا يُراعي مشاعر وأوضاع الآخرين، أو أنه شخص ليس له أي ثقة بالنفس ولا شخصية قوية، فهو يخاف مما سيعتقد الآخرون ومن غضبهم عليه وانزعاجهم منه.
إن الأشخاص اللذين لا ينزعجون إن قيل لهم” لا” ورفض الآخرون بعض طلباتهم هم فقط الأشخاص المتفهمين، أشخاص يتمتعون بالثقة بالنفس والذكاء الاجتماعي، فهم يعرفون تمام المعرفة بأنهم يطلبون من الآخرين ولا يأمورنهم أو يفرضون عليهم ما لا يريدون فلهم كل الحق في القبول أو الرفض.
وهنا عليك أن تعرف ما تريده حتى يتسنى لك الإجابة وفق ذلك، فإن كنت تعرف حقاً ما تريده في داخلك وما تحب حقاً أن تقوم به فلماذا إذن تجيب ﺑ “نعم ” وقولك “لا” يخدمك أكثر.
فمعظمنا يقول “نعم ” لأنه لا يعرف ما يريده وما يخدمه ويخدم أهدافه، فتجده يوافق ويقبل بكل ما يُقَرِّرُه الآخرون من أجله وبكل ما يطلبه الآخرون منه، فهو لا يعرف سبباً يجعله يقول” لا”
عندما يطلب منك أحدهم شيئا وقبل أن تجيب ” ﺑ نعم أو ﺑ لا ” قم بالتفكير للحظة، إن أجبت ” بنعم ” كيف ستكون حالتي النفسية بعدها ؟ كيف سيكون وضعي عندها ؟ هل سأكون سعيدا ومسرورا ؟ هل سأشعر بالراحة وأحقق هدفي أم سوف أشعر بالقلق والتوتر وسوف أبتعد عما أحبه وعما أريد انجازه وتحقيقه ؟
وأحيانا قولك “لا” لشخص ما ليس هو ما يتسبب في حزنه وغضبه واستيائه بل الطريقة التي تقول له بها ذلك، فإن قلت” لا” بطريقة لائقة فالشخص الآخر سيتفهم الأمر ولا يأخذ الأمر بشكل شخصي (هذا إن كان الشخص متفهما وصاحب قِيَّمٍ وذكاءٍ اجتماعي جيّد) ولن يكون هناك طرف متضرر.
كما أنك لست مضطرا لتوضيح سبب رفضك وتبدأ في قص قصتك وإعطاء تبريرات لا تنتهي لسبب رفضك، قل فقط بأنك لا تود ذلك وانتهى، وعوض ذلك قدم له حلولا تساعده، كأن تقول له بأنك لن تساعده اليوم لأنك مشغول ولكنك ستفعل ذلك غداً أو في يوم العطلة.
والسؤال الذى يطرح نفسة لماذا يجب علينا أن تتعود على قول لا ؟:
لأننا وبكل بساطة لست مجبارين على القيام بأشياء نحن لا نريدها ولست ملزمين بإنجاز أعمال لا نحبها.
إن قولك لا عندما لا تريد شيئا يدل على ثقتك بنفسك وعلى أنك شخص يعرف ما يريده وسوف ينظر إليك الآخرون على أنك صاحب شخصية قوية وأنه لديك طريقة تفكير خاصة تَعْرِف بها ما يناسبك وتتخذ القرارات بناءً على ذلك.
سوف تظهر للآخرين بأنك شخص يحترم ويقدر نفسه، فلا يفعل أشياء لا يحبها أو ليس مقتنعا بها ويرى بأنها لا تناسبه، فأنت تقول “نعم” فقط للأمور التي ترى أنت بأنها جيدة وتعرف بأنها ذات فائدة لك، فأنت لست شخصاً ضعيف الشخصية لا يتمتع بالثقة بالنفس فيقول “نعم” لأي شيء يُعرض عليه حتى وإن كان غير مناسب له ومضر به.
وأخيرا ….قول لا بدون جرح مشاعر الطرف الأخر يتطلب مهارة عليك أن تكتسبها.لذا لابد أن تقول “لا”