كتب/ محمد الجداوي
أكد د. عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن الهجرة النبوية ليست مجرد بداية سنة هجرية جديدة، بل تمثل نقطة تحول كبرى في مسيرة الدعوة الإسلامية، وتحمل معاني عظيمة في الوجدان الإسلامي، مشيرًا إلى أن المصريين عبّروا عن حبهم لهذا الحدث الجليل بأسلوب فريد يعكس روحهم وارتباطهم العميق بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، من خلال ما يُعرف بـ”مواكب النور”.
وأوضح خلال تغطية حاصة بمناسبة العام الهجري الجديد، على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن “الهجرة في الوعي المصري الشعبي ليست فقط ذكرى دينية، لكنها تحولت إلى مشهد احتفالي راقٍ، يتمثل في مواكب الطرق الصوفية التي تخرج من عند أولياء الله الصالحين مثل سيدي صالح الجعفري، وتتجه إلى مسجد الإمام الحسين، سبط النبي ﷺ، في مشهد رمزي كأنهم يخرجون لاستقبال النبي صلى الله عليه وسلم كما استقبله أهل المدينة بالأنشودة الشهيرة (طلع البدر علينا)”.
وأضاف: “هذه المواكب، التي تُزيّن فيها الشوارع وتُرفع فيها الأناشيد والمدائح النبوية، ليست مجرد احتفال، بل هي استلهام لروح الهجرة، وتجسيد للفن والجمال في التعبير عن محبة النبي. فهي ليست بدعة، بل إبداع شعبي يجمع بين الذكر، والفرح، والتقرب إلى الله”.
وأشار إلى أن “النبي صلى الله عليه وسلم أقرّ الفرح بمقدمه إلى المدينة، وأقرّ من استقبله بالأناشيد والبهجة، بل كان يستبشر بمظاهر الجمال، لذلك فإن تعبير المصريين عن هذه المناسبة بما فيها من إطعام للطعام، ولباس جديد، وإنشاد، ومجالس ذكر، هو امتداد لهذا المعنى النبوي”.
وأكد على أن “الهجرة عند المصريين أصبحت حياة جديدة، وموسمًا للخير، والاجتماع، وإدخال السرور على القلوب، وما نراه من مواكب النور والمظاهر الاحتفالية الصوفية، إنما هو رسالة حب متجددة لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، تعبّر عن فهم عميق للمعاني الروحية للهجرة النبوية”.