«100 مليون صحة» تثمر مبادرة جديدة لعلاج ضعف السمع لدى الأطفال

صحة , No Comment

“الكشف الإلزامي على حاسة السمع لدى الأطفال حديثى الولادة”، أحدث روافد مبادرة “100 مليون صحة” الرئاسية واسعة النطاق، التي يتبناها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأتاحت حتى الآن للمصريين فرصة التحليل والكشف المبكر والعلاج المجانى لفيروس “سي” الكبدي والأمراض غير السارية، والسمنة والتقزم والأنيميا، والكشف عن سرطان الثدي، وتوجتها بمنظومة التأمين الصحي الشامل التي بدأت رسميا في محافظة بورسعيد؛ تمهيدا لتعميمها في باقي محافظات الجمهورية.

في 1 سبتمبر الجاري، كانت مصر على موعد مع انطلاق مبادرة رئاسية جديدة منبثقة من مبادرة “100 مليون صحة” لاكتشاف وعلاج ضعف وفقدان السمع لدى الأطفال حديثي الولادة، ومع انطلاقها إنطلقت الاستعداد لها في 1300 وحدة صحية تم تزويدها بأجهزة الاختبار السمعي.

وتعد المبادرة برنامجا مستمرا يقدم بالمجان على غرار التطعيمات الإجبارية المسجلة في شهادة ميلاد الطفل، وتتضمن الفحص الإلزامي بإجراء مقياس السمع على حديثي الولادة عند عمر أقل من شهر لدى تلقيهم تطعيمات الغدة الدرقية بالمركز الطبي أو الوحدة الصحية التابع لها.

وتهدف المبادرة إلى الحد من الإصابة بالإعاقة السمعية، حيث يوجد حوالي 4 ملايين شخص يعانون من الإعاقة السمعية بنسبة 4% من سكان مصر، وذلك بحسب المجلس القومي لشئون الإعاقة، فيما تشير الدراسات إلى أن حوالي ما نسبته 5% من الأطفال في سن المدرسة يعانون من مشكلات سمعية، وتقدر الإحصائيات أن حوالي 3 أطفال من بين كل 4000 طفل في سن المدرسة يعانون من الصمم، وأن طفلا واحدا من بين كل 2000 طفل في سن المدرسة يعانون من ضعف في السمع.

وتعد الإعاقة السمعية من المشكلات الاجتماعية التي تتطلب التصدي لأسبابها، كما يعد الاكتشاف المبكر لضعف السمع لدى الأطفال من أفضل الطرق المتاحة لخفض نسبة الإعاقة السمعية، وتقليل عدد المصابين بالصمم مستقبلا، فكلما تم اكتشاف هذا الخلل في الجهاز السمعي مبكرا، زادت فرص نجاح علاجه والنجاة من العلل النفسية المرتبطة بضعف وفقدان السمع والتعرض للحوادث الخطيرة، والتدخل المبكر لحل تلك المشكلة الصحية يسهل على الطفل التعلم والتواصل بشكل أفضل، ويؤدي إلى أن يتحدث ويسمع بشكل طبيعي عند وصوله سن المدرسة.

ويقصد بالإعاقة السمعية، تلك المشكلات التي تحول دون أن يقوم الجهاز السمعي عند الفرد بوظائفه المعتادة، أو تقلل من قدرة الفرد على سماع الأصوات المختلفة. وتتراوح الإعاقة السمعية في شدتها من الدرجات البسيطة والمتوسطة والتي ينتج عنها ضعف سمعي، إلى الدرجات الشديدة جدا والتي ينتج عنها صمم. ويقسم ذوو الإعاقة السمعية إلى فئتين رئيستين، هما الصم وضعاف السمع.

والمشكلة السمعية هي مشكلة منتشرة حول العالم وأعدادها في تضاعف مستمر، إذ يعاني 360 مليون شخص حول العالم من فقدان السمع، في حين يمكن وقاية نصف هذه الحالات بإجراءات الوقاية والتشخيص المبكر والعلاجات المناسبة.

والحالات الأكثر عرضة للإصابة بضعف السمع في مصر هي مواليد زواج الأقارب، أو من لدى أسرهم تاريخ مع ضعف السمع والصمم، أو إصابة الأم أثناء فترة الحمل بعدوى فيروسية أو بكتيرية خطيرة، إضافة إلى تشوهات الجمجمة لدى الطفل، وارتفاع نسبة الصفراء في دمه لمستوى يحتاج إلى تغييره، أو تناول بعض الأدوية التي لها تأثير سلبي على حاسة السمع وبعض الأمراض الخلقية.

وتتيح المبادرة عند اكتشاف إصابة الطفل بضعف السمع، فرصة إعادة الكشف عليه مرة أخرى بعد فترة زمنية محددة، وإجراء فحوصات متقدمة تمهيدا لتقديم العلاج المناسب له بالمجان، حيث يتم تحويله لمستشفى أكبر لإجراء الفحوصات اللازمة، وتلقي العلاج اللازم سواء بتوفير العلاج أو تركيب سماعة أو زراعة قوقعة.


بحث