ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أمس، أن أحد منفذى تفجيرات «عيد القيامة» فى سريلانكا، التى أودت بحياة 253 قتيلا ونحو 500 مصاب، تدرب فى صفوف تنظيم «داعش» الإرهابى فى سوريا.
ونقلت الصحيفة فى تقرير لها عن أحد المسئولين المطلعين على التحقيقات فى الهجمات الإرهابية فى سريلانكا، قوله إن الانتحارى يدعى جميل محمد عبداللطيف، سافر إلى مدينة الرقة فى سوريا عام 2014.
وقال المحققون إن عبداللطيف كان يخطط لتفجير نفسه فى فندق «تاج سامودرا» فى العاصمة كولومبو، بالتزامن مع تفجير انتحاريين آخرين أنفسهم فى عدد من الكنائس والفنادق، لكنهم يعتقدون أن جهاز التفجير الذى كان رفقة عبداللطيف تعطل، مما دفعه إلى مغادرة الفندق والذهاب إلى نزل صغير، حيث فجر نفسه هناك وقتل اثنين آخرين.
وذكرت الصحيفة أن عبداللطيف سافر إلى الرقة، التى كانت تعد معقلا لتنظيم داعش، فى عام 2014، حيث كانت المدينة مكان جذب للإرهابيين الأجانب من جميع أنحاء العالم.
وربطت بين عبداللطيف وعدد من المسلحين فى صفوف داعش فى الرقة علاقات قوية، وكان على صلة مع مسلح أسترالى آنذاك يدعى نيل براكاش، وكذلك البريطانى محمد اموازى، المعروف باسم الجهادى جون والذى كان وراء عمليات قطع رأسى الصحفيين الأمريكيين جيمس فولى وستيفن سوتلوف. وقُتل فى غارة لطائرة أمريكية من دون طيار فى 2015.
وقال مسئول سريلانكى على علاقة بالتحقيق فى الهجمات، إن عبداللطيف، الذى درس فى بريطانيا وأستراليا وحصل على شهادة فى هندسة الطيران، يُعتقد أنه تلقى تدريبات مع داعش لمدة 3 إلى 6 أشهر.
وبعد أن أنهى عبداللطيف تدريباته مع داعش فى سوريا، أرسله التنظيم إلى سريلانكا من أجل تجنيد شبان آخرين وشن هجمات.
وتجرى السلطات فى سريلانكا حاليا تحقيقات بشأن صلة 3 من الانتحاريين، الذين نفذوا الهجمات، بتنظيم «داعش»، إذ سبق لهم السفر إلى تركيا وسوريا والعراق.
وأعلن تنظيم داعش مسئوليته عن الهجمات فى سريلانكا، وأصدر شريطا مسجلا لثمانية أشخاص قال إنهم هم من نفذوا الهجمات. كما وصف زعيم التنظيم أبوبكر البغدادى، فى مقطع فيديو نشره التنظيم أمس الأول، هجمات سريلانكا بأنها «عمل انتقامى» بعد خسارة التنظيم جميع معاقله تقريبا فى سوريا والعراق.
فى غضون ذلك، قالت قوات الأمن السريلانكية إنها تبقى على حالة تأهب عالية بعد أن تلقت تقارير مخابرات عن أن الإرهابيين من المرجح أن ينفذوا ضربة جديدة قبل بداية شهر رمضان.
من جانبه، قال مصدر فى مكتب الرئيس السريلانكى، مايثريبالا سيريسينا إن الحكومة رفعت الحجب على منصات وسائل التواصل الاجتماعى والذى كان يهدف إلى منع انتشار الشائعات بعد تفجيرات عيد القيامة.
وقال المصدر لوكالة رويترز إن السلطات رفعت الحظر على منصات مثل فيسبوك وواتساب وفايبر بأثر فورى.
بدورها، قالت السفيرة الأمريكية لدى سريلانكا، ألاينا تبليتز فى مقابلة مع وكالة رويترز إن خطر شن المزيد من الهجمات فى سريلانكا ما زال حقيقيا، مضيفة: «لدينا بالتأكيد ما يدفعنا للاعتقاد بأن تخطيطا قيد التنفيذ».
ويساعد مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى «إف.بى.آى»، السلطات السريلانكية فى التحقيقات، لكن السفيرة لم تورد مزيدا من التفاصيل.
إلى ذلك، أعلنت السلطات السريلانكية التعرف على 42 أجنبيا بين القتلى جراء هجمات عيد القيام. وكانت حصيلة رسمية سابقة أفادت بمقتل 40 أجنبيا.
والدول التى سجلت أكبر خسائر بشرية هى الهند (11 قتيلا) وبريطانيا (6 قتلى) والصين (4 قتلى) والدنمارك (3 قتلى).
ولا يزال 12 أجنبيا فى عداد المفقودين بحسب ما أفادت وزارة الخارجية السريلانكية فى بيان، مشيرة إلى أنهم قد يكونون بين الجثث التى لم يتم التعرف عليها فى مشرحة كولومبو.
وفى الهند، أعلنت قوات الأمن، أمس الأول، اعتقال أحد أتباع زهران هاشم زعيم جماعة التوحيد الوطنية الإسلامية فى سريلانكا، الذى فجر نفسه خلال هجمات عيد القيامة ويُشتبه بأنه العقل المدبر لها.
واعتقلت وكالة التحقيق الوطنية الهندية المكلفة بملفات الإرهاب، الرجل الذى عرفت عنه باسم رياس أ. (29 عاما). وقالت الوكالة فى بيان أنه أثناء استجوابه «كشف أنه كان يتابع خطب وفيديوهات زهران هاشم من سريلانكا منذ أكثر من عام».
وتابعت: «اعترف بأنه كانت لديه نيّة تنفيذ اعتداء انتحارى فى كيرالا»، الولاية الواقعة فى جنوب الهند، مشيرة إلى أنه من المقرر مثوله أمام القضاء خلال ساعات.
وقالت مصادر عسكرية إن زهران هاشم زار ولاية تاميل نادو الهندية المجاورة لولاية كيرالا وتواصل مع إسلاميين فيها.
وأشارت وكالة التحقيق الوطنية إلى أن رياس تم اعتقاله فى إطار تحقيق فُتح عام 2016 ضد هندى مطلوب لانضمامه إلى صفوف تنظيم «داعش» الإرهابى فى الخارج، حيث تواصل رياس معه وتابع رسائله الصوتية، وبينها رسالة «تحض على ارتكاب اعتداءات إرهابية فى الهند».