استقبل د. بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج يوم ١٣ يوليو الجاري بقصر التحرير مستشارة الرئيس الفرنسي للشرق الأوسط Anne-Claire Legendre، وذلك خلال الزيارة التي تقوم بها حالياً إلى مصر.
وذكر السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة ومدير إدارة الدبلوماسية العامة، أن اللقاء تناول التطورات الخاصة بالحرب على قطاع غزة والجهود المبذولة دولياً وإقليمياً لوقف الحرب والتوصل إلى وقف لإطلاق النار يسمح بتبادل الأسرى والمحتجزين، ودخول المساعدات الإنسانية. وقد استعرض الوزير عبدالعاطي فى هذا الإطار الجهود التي تبذلها مصر مع الوساطة القطرية والولايات المتحدة من أجل تقريب المواقف، فضلاً عن جهود مصر المضنية لإدخال المساعدات الإنسانية ومواجهة العراقيل التي تضعها إسرائيل في هذا الشأن.
ومن ناحية أخرى، تطرقت المناقشات للجهود التي تبذلها فرنسا من أجل حل الأزمة، ومحاولة توفير الزخم الدولي الداعم للقضية الفلسطينية، حيث استمع الوزير عبدالعاطي إلى عرض مفصل من مستشارة الرئيس الفرنسي في هذا الشأن. وقد عقب وزير الخارجية مؤكداً على أهمية أن يؤدي أي جهد إلى نتائج تضمن تحقيق الهدف المنشود بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في نهاية المطاف والاعتراف الدولي بها.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن السيد وزير الخارجية والهجرة أكد على أن الرؤية المصرية لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ووقف الحرب في غزة تقوم على ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي بمسئوليته في دعم تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على أساس خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧ وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية.
وأعرب الوزير عبدالعاطي عن قلق مصر المتنامي من تطورات الوضع في لبنان، وإزاء تزايد حدة واتساع رقعة التصعيد الجاري هناك، وما قد يحمله ذلك من تبعات جسيمة على لبنان، وعلى المنطقة ككل. وأكد سيادته أن مصر تبذل كافة الجهود الممكنة لوقف الحرب في غزة، ومنع امتداد تبعاتها إلى باقي دول المنطقة، مضيفاً أن القاهرة تدعم بشكل واضح ومطلق أمن واستقرار لبنان وصون سيادته وحماية شعبه أمام ما يواجهه من تهديدات ومخاطر، وتدعم في هذا الإطار الجهود الدولية الجارية، خاصة الفرنسية والأمريكية، من أجل تخفيض مستوى التوتر في جنوب لبنان.
وذكر المتحدث باسم الخارجية والهجرة، أن الوزير عبدالعاطي تطرق إلى أن التصعيد الجاري في لبنان، إضافة لما يشهده البحر الأحمر بالفعل من تطورات سلبية، يتسق مع التحذير المصري المبكر جداً والمتكرر من خطورة استمرار الحرب في غزة، وضرورة الوقف الفوري والمستدام لها، ومنع امتدادها واتساع نطاقها اقليمياً، على نحو ينزلق بالمنطقة –بل وبالعالم كله– إلى سيناريوهات مفتوحة لا تحمل إلا المزيد من العنف والدمار، ويصعب التكهن بمسارها أو تبعاتها الجسيمة على أمن دول المنطقة وعلى الأمن والسلم الدوليين.
وفيما يخص الفراغ الرئاسي، فقد أعاد السيد وزير الخارجية التأكيد على موقف مصر الداعي إلى سرعة إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان في أسرع وقت، لاسيما من خلال التحركات النشطة في إطار مجموعة الخماسية (التي تضم مصر وفرنسا)، مثنياً على التنسيق المصري/الفرنسي في هذا الصدد، مشيراً إلى أن كافة الاتصالات المصرية مع الأطراف اللبنانية تشدد على ضرورة الإسراع باختيار رئيس جمهورية، وفق ما تستقر عليه إرادة اللبنانيين.
ومن جانبها، أشادت المستشارة الفرنسية بالتنسيق المستمر بين مصر وفرنسا اتصالاً بالعديد من الملفات الإقليمية، والدور الكبير الذي تضطلع به مصر في محيطها الإقليمي لضمان أمن واستقرار المنطقة. وأشارت في هذا السياق إلى خطورة الأوضاع في الجنوب اللبناني، وارتفاع مستوى التصعيد القائم هناك، الأمر الذي يستوجب تكاتف جميع الأطراف الفاعلة للعمل على إقرار التهدئة في جنوب لبنان. كما استعرضت الجهود الفرنسية ذات الصلة.