كتبت/ دُنيا سعيد
عقد الدكتور أحمد فؤاد هَنو وزير الثقافة رئيس المجلس الأعلى للثقافة، لقاءاً موسعاً مع أعضاء المجلس الأعلى للثقافة، لمُناقشة عدد من الآليات المُرتبطة بتطوير منظومة العمل الثقافي، والإستماع إلى آرائهم في هذا الصدد، وذلك بمقر المجلس. حيث أعرب أعضاء المجلس الأعلى للثقافة، في مُستهل الإجتماع، عن تفاؤلهم بالخطوات الجادة والهادفة من قِبَل وزير الثقافة، والتي يحرص خلالها على الإستماع لمختلف أطياف العمل الثقافي، لمُناقشة الرؤى والمُقترحات إزاء وضع منهجية مُتطورة تُعزِّز ريادة مصر الثقافية والحضارية، مُثمنين إيجابية الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الثقافة في مرحلتها الراهنة لنشر التنوير الثقافي، وتعزيز الوعي بين أبناء الوطن، بما يُؤكد إيمان الدولة المصرية بأهمية الثقافة كوسيلة لبناء المُجتمع وتطويره، ويعكس رؤية ثاقبة نحو مُستقبل أفضل.
وأكدَّ أعضاء المجلس، عن تقديرهم الكبير للمُبادرات التي تطلقها الدولة المصرية، والتي تعكس إلتزامها الراسخ بتحقيق تقدُّم ثقافي شامل، بما يُساهم في تحقيق أهداف التنمية المُستدامة، وفي مُقدِّمتها مُبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، “بداية جديدة”، والتي تهدف إلى بناء الإنسان المصري بشكل شامل.
أهم ما جاء في اللقاء
وإستهل اللقاء بالإشارة إلى عدد من المخرجات التي أسفر عنها إجتماع وزير الثقافة، بأعضاء هيئة مكتب المجلس الأعلى للثقافة، منذ أيام، والمُرتبطة بأهمية النظر بشأن إعادة صياغة قانون المجلس، وكذلك تعديل لائحة المجلس، وتوفير المناخ المُناسب للمجلس للقيام بدوره في رسم السياسة الثقافية والإبداعية، والمُساهمة في إذكاء الوعي المجتمعي بالتحديات التي تُواجه الوطن.
وناقش الإجتماع أهمية تضافر الجهود لوضع إستراتيجية ثقافية للدولة المصرية قائمة على أسس علمية تستند إلى تحليل الواقع الراهن من خلال رصد الإيجابيات وتحديد السلبيات، بما يُتيح مواجهة هذه التحديات، وتعزيز الدور الريادي للثقافة، مع أهمية تعزيز دور المُؤسسات الثقافية، في بناء المُجتمع.
كما تطرَّق اللقاء لمُناقشة عدد من التحديات التي تُواجه العمل في مجالات الثقافة والفنون في مصر، والمُرتبط بالبنية التحتية الثقافية، والوقوف على مُستوى قدرات وكفاءة الكوادر البشرية التي تعمل بالمجال الثقافي، بالإضافة لمُناقشة عدد من القضايا المُرتبطة بواقع ومُستقبل النشر الورقي مُقابل التوسع في النشر الرقمي لإصدارات الوزارة من الكتب والمجلات وغيرها، وكذلك إعتزام وزارة الثقافة تدشين منصة لتسويق الكتب إلكترونياً، إلى جانب التوسع في إنشاء عدد من المنافذ لتوزيع الكتب في العديد من المُحافظات، وإصدار وإتاحة عدد من الكتب والمجلات الثقافية رقمياً تحقيقاً لمزيد من إنتشارها، وذلك ضمن خطة الوزارة نحو التحول الرقمي، ووفق الإمكانات المتاحة، بالشكل الذي يُعزِّز دور الوزارة في نشر الإبداع، ويدعم مساعيها لمواكبة التطورات التكنولوجية المُتسارعة والتحديات المُعاصرة التي تُواجه الأجيال الجديدة في هذا الصدد.
وأكدَّ اللقاء على أهمية تعزيز البرامج الهادفة لترسيخ دور “الثقافة الشعبية” وإستثمار تأثيرها الإيجابي في غرس القيم المُجتمعية لدى مُختلف الشرائح العُمرية والإجتماعية، بإعتبارها إحدى مفردات الحفاظ على هويتنا الثقافية والحضارية.
من جانبه أعرب الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، عن حرصه على لقاء نُخبة من الرموز الإبداعية المصرية في المجالات المُتعدِّدة، مُثمناً دورهم البنَّاء في خدمة الثقافة والفنون.
وأكدَّ وزير الثقافة، أن المجلس الأعلى للثقافة يُمثِّل حجر الزاوية في تطوير المنظومة الثقافية في مصر، حيثُ يسعى إلى تعزيز القيم الثقافية والفنية عبر دعم المُبدعين والمُثقَّفين، كما يُساهم المجلس في خلق بيئة ثقافية حيوية تُشَجِّع على الإبداع، وتفتح آفاقاً جديدة للحوار والتفاعل بين جميع فئات المُجتمع، مُؤكداً لأعضاء المجلس، أهمية العمل الجاد صوب تشكيل العقل الجمعي القادر على بناء إنسان مُتكاملٍ وواعٍ.
وأوضح وزير الثقافة، أن إلتزام الوزارة بضرورة تفعيل دور المجلس هو خطوة جادة نحو بناء منظومة مُتكاملة من القيم الثقافية القادرة على مواجهة التحديات التي يواجهها الوطن، ودورها في بناء مُستقبل مُشرق للأجيال القادمة، مُشدِّداً على أهمية المضي نحو دفع عجلة الثقافة والفنون نحو آفاق جديدة متطورة.
وزير الثقافة يشدد على تنظيم أجتماعات دورية لأعضاء المجلس الأعلى للثقافة
وشدَّد وزير الثقافة على أهمية إضطلاع المجلس الأعلى، بدوره في تنظيم مجموعة من الإجتماعات الدورية لأعضائه، لوضع رؤاهم وتصوراتهم ومُقترحاتهم حول مُختلف القضايا المُرتبطة بتطوير منظومة العمل الثقافي في مصر، ومُناقشتها والوصول إلى أفضل آلية لتنفيذها.
كما أكدَّ الدكتور هَنو، حرصه على تقديم مُختلف أشكال الدعم لأية مشروعات أو مُبادرات أو مُقترحات قابلة للتنفيذ، من شأنها الإرتقاء بمستوى الخدمات الثقافية بمختلف أرجاء الجمهورية.
وأعلن وزير الثقافة، إعداد الوزارة لـِ “مشروع ثقافة مصر”، والذي يتضمَّن عدداً من الرؤى الإبداعية التي تتسِّم في تفعيلها بالإستمرارية، كحل أمثل لمجموعة الفعاليات الثقافية التي تُقام بشكل مُؤقت، والتي ربّما لا تُحقِّق المردود الإيجابي المنشود منها، مُؤكداً أن هذا المشروع يستهدف فتح آفاق التعاون البنَّاء مع مُختلف المُؤسسات والكيانات والوزارات المعنية بتفعيل رؤية الدولة المصرية لبناء الإنسان، وإحداث التكاملية اللازمة بهذا الصدد، بما يدعم مُتطلبات الدولة في مسارات التنمية البشرية المنشودة.
ولفت وزير الثقافة إلى حرص الوزارة على تقديم مُختلف أشكال الدعم اللوجيستي للنقابات والإتحادات العامة، لإقامة الفعاليات الثقافية والفنية الهادفة لنشر التنوير، من خلال فتح ساحات وقاعات وزارة الثقافة لإستضافة هذه الفعاليات، مُشدِّداً على أهمية تفعيل المسؤولية التشاركية بين الوزارة ومُختلف الجهات المعنية في الدولة لبناء الإنسان.
كما تطرَّق الإجتماع إلى عدد من المحاور المُرتبطة بالمُشكلات التي تحول دون إحداث النهوض المنشود للسينما المصرية، وفي هذا الصدد أكدَّ وزير الثقافة أهمية الإعداد لمُؤتمر عاجل، يستضيفه المجلس الأعلى للثقافة، وتدعو له لجنة السينما بالمجلس بالشراكة مع النقابات والجهات المعنية، يضُم نُخبة من المعنيين بصناعة السينما ، لبحث مُشكلات صناعة السينما المصرية، ووضع التصورات والتوصيات والحلول الداعمة لتطوير منظومة العمل السينمائي بالشكل الذي يدعم الريادة الثقافية والفنية لبلادنا.
أهم تصريحان د. أحمد فؤاد هنو:
– المجلس الأعلى للثقافة يُمثِّل حجر الزاوية في تطوير منظومة العمل الثقافي في مصر ونرحب بأية مشروعات أو مبادرات للإرتقاء بمنظومة العمل الثقافي
– إطلاق مشروع “ثقافة مصر” لضمان إستمرارية العمل الثقافي وفتح آفاق التعاون مع مختلف المُؤسسات الثقافية
– الإعداد لمُؤتمر عاجل يضُم نُخبة من المعنيين بصناعة السينما لبحث مشكلاتها ووضع التصورات والتوصيات والحلول الداعمة لتطوير منظومة العمل السينمائي
– الوزارة تحرص على تقديم مُختلف أنواع الدعم للنقابات والإتحادات لإقامة الفعاليات الثقافية والفنية
– التوسع في النشر الرقمي وتدريب الكوادر العاملة بالثقافة لمواكبة التطورات التكنولوجية المُتسارعة والتحديات المُعاصرة