قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن الأمة الإسلامية في حاجة ملحة إلى ثورة حقيقية في الفكر الديني، ليس على الدين، إنما على الأفكار الجامدة والمتطرفة، ثورة على المتاجرة بالدين والتفسيرات الخاطئة والمنحرفة لجماعات التطرف والإرهاب.
وأضاف جمعة، خلال كلمته في احتفالية الوزارة بالمولد النبوي الشريف، اليوم الخميس، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي وكبار رجال الدولة: “نحتاج إلى ثورة تعود بالخطاب الديني إلى مساره الصحيح دون إفراط أو تفريط بحيث تكون المصلحة المعتبرة للبلاد والعباد هي الحاكمة لمسارات الاجتهاد والتجديد”، متابعا أنه تم توسيع عمل الوزارة التثقيفي المشترك مع وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والثقافة والشباب والرياضة والهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة، فضلا عن العمل المشترك مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية.
ولفت إلى أن خطة الوزارة في المرحلة المقبلة تقوم على أساسين، الأول استكمال مسيرة التجديد والتي سيكون أول أعمالها إصدار دار كتاب خلال أيام تحت عنوان “مفاهيم يجب أن تصحح في فقه السيرة والسنة”، والأمر الآخر والأهم هو التحول بهذا النسق المعرفي المستنير من ثقافة النخبة إلى ثقافة مجتمع وثقافة شعب وثقافة أمة والعمل على نشر هذا النموذج عالميا لتصحيح صورة الإسلام.
ونوه بأنه تترجم خطبة الجمعة أسبوعيا إلى 18 لغة وننشرها مكتوبة ومسموعة ومرئية بهذه اللغات بالتعاون مع الإذاعات والبرامج الموجهة بالهيئة الوطنية للإعلام، وهو ما يلقى صدى وإعجابا وتفاعلا عالميا ودوليا واسعا وأن نطلق حملتنا العالمية طوال هذا الشهر الكريم “شهر ربيع الأول” من هذا العام تحت عنوان “هذا هو الاسلام” بـ20 لغة وبشراكة دولية واسعة.
وأوضح وزير الأوقاف أهمية أن نبني نسقا معرفيا مستنيرا يقوم على إعمال العقل في فهم صحيح النص وإحلال مناهج الفهم والتفكير محل مناهج الحفظ والتلقين دون تأمل أو تحليل، والانتقال من فكر الجماعة النفعي إلى فقه بناء الدول، ومن فقه دولة الأغلبية القديمة إلى دولة المواطنة المتكافئة الحديثة متجاوزين مصطلح الأقلية والأكثرية إلى مصطلح الدولة الوطنية.
وأكد على ضرورة الانتقال من مصطلح الثقافة المغلقة إلى آفاق الثقافة الرحبة بما يسهم في بناء الشخصية واسعة الأفق القادرة على فهم التحديات وفك شفراتها ووضع الحلول المنطقية لمعالجتها، وكذلك الانتقال من فقه ما قبل الدولة الأولى الحديثة إلى فقه ما بعد الدولة الحديثة، بل من فقه ما قبل النظام العالمي إلى فقه ما بعد النظام العالمي.
وقدم وزير الأوقاف الشكر للرئيس السيسي على الاهتمام بتحسين الأحوال المعيشية والمالية للائمة، مشيرا إلى أن بناء على توجيهاتكم في آخر لقاء مع الرئيس وبناء على تدبير التمويل اللازم من الموارد الذاتية لوزارة الأوقاف صدر قرار رئيس الوزراء بزيادة في بدل صعود المنبر قدرها 600 جنيه لجميع الأئمة الحاصلين على درجة الليسانس، و800 جنيه للحاصلين على درجة الماجستير، و1000 جنيه للحاصلين على درجة الدكتوراه، ويطبق ذلك من أول ديسمبر المقبل، إضافة إلى 100 جنيه شهريا بواقع 1200 جنيه سنويا لكل إمام لتوفير الزي اللائق له بمعرفة وزارة الأوقاف.