وداعا بهاء طاهر بعد رحلة إبداع تجاوزت الـ 60 سنة

أخبار مصر , No Comment
كتب: أشرف فهمي
توفى مساء الخميس الكاتب الكبير بهاء طاهر عن عمر ناهز 87 عاما وذلك بعد صراع مع المرض.
ولد بهاء طاهر في محافظة الجيزة في 13 يناير سنة 1935، عمل مترجمًا في الهيئة العامة للاستعلامات بين عامي 1956 و1957، وعمل مخرجًا للدراما ومذيعًا في إذاعة البرنامج الثاني الذي كان من مؤسسيه حتى عام 1975 حيث منع من الكتابة. بعد منعه من الكتابة ترك مصر وسافر في أفريقيا وآسيا حيث عمل مترجما. وعاش في جنيف بين عامي 1981 و1995 حيث عمل مترجما في الأمم المتحدة عاد بعدها إلى مصر حيث يعيش إلى الآن.

يعد الكاتب والروائي بهاء طاهر، الذي وافته المنية اليوم،  أحد أهم أدباء جيل الستينيات والتي تأثرت كتاباتهم بالظروف السياسية والاجتماعية التي مرت بها مصر في تلك الفترة.

وتنوعت كتابات بهاء طاهر ما بين القصة القصيرة والرواية بالإضافة إلى ترجمة عدد من روايات الأدب العالمي إلى اللغة العربية، ويرجع ذلك إلى تمكنه و إتقانه من اللغة الانجليزية والتي اكتسبها من سفرياته حول العالم مما أثر في كتاباته على الجمع بين تصوير البيئة المصرية الخالصة من الريف والصعيد والحياه في القاهرة إلى الثقافة والبيئة الاجنبية كما في روايتي “الحب في المنفى” و”بالأمس حلمت بك” .
ولكن تظل رواية “خالتي صفية والدير” هي الأكثر شهرة وانتشارا والتي كتبها عام 1991 وطبعت عدة مرات وترجمت إلى العديد من اللغات .

تحكى الرواية عن “صفية” الفتاة القروية الجميلة والتي تقيم مع بعض أقاربها وتتطلع فى صمت لابن عمها مجازا “حربى” شاب قوى ، وسيم ، مليء بالحياة والكبرياء ولكنه لا يدرك مدى حب صفية له ، بل يصل به الأمر أن يتوسط فى زواجها من “البك القنصل” الغنى ، صاحب المقام العالي في القرية، وهنا توافق صفية على الزواج من “البك” رغم فارق السن الكبير ولكنها لا تغفر لـ “حربى” ابدا تجاهله لحبها وتتوالى أحداث الرواية وتنجب “صفية” الطفل “حسان” وتحقق حلم “البك” الذى طال انتظاره ، وتقع الكارثة وهى محاولة الاعتداء على الطفل “حسان” وهنا تأتى فرصة “صفية” من الانتقام من “حربى” وتقنع “البك أن “حربى” هو الفاعل وتتطور الأحداث في تسلسل وانسيابية فى تصوير الحياة فى قرى مصر بنظرة شديدة الواقعية إلى أن نصل إلى نهاية الرواية.

سيرة بهاء طاهر

بهاء طاهر ينتمى إلى جيل الستينيات، منح الجائزة العالمية للرواية العربية عام 2008 عن روايته “واحة الغروب”، ولد  فى محافظة الجيزة، وحصل على الشهادة الجامعية فى كلية الآداب قسم التاريخ، عام 1956 من جامعة القاهرة ودبلوم الدراسات العليا فى الإعلام شعبة إذاعة وتليفزيون سنة 1973.

عمل مترجمًا فى الهيئة العامة للاستعلامات بين عامى 1956 و1957، وعمل مخرجًا للدراما ومذيعًا في إذاعة البرنامج الثانى الذى كان من مؤسسيه حتى عام 1975 حيث منع من الكتابة، بعد منعه من الكتابة ترك مصر وسافر فى أفريقيا وآسيا، حيث عمل مترجما، وعاش فى جنيف بين عامي 1981 و1995 حيث عمل مترجما في الأمم المتحدة عاد بعدها إلى مصر حيث يعيش إلى الآن.

بعدما أصدر أول مجموعاته القصصية عام 1972 بعنوان (الخطوبة)، بعدها توالت أعماله بين مجموعة قصصية مثل: (بالأمس حلمت بك)، (أنا الملك جئت)، (ذهبت إلى شلال)، و(لم أكن أعرف أن الطووايس تطير)، وروايات مثل: (شرق النخيل)، (قالت ضحى)، (خالتي صفية والدير)، (الحب في المنفى)، (نقطة النور)، و(واحة الغروب).

حصل بهاء طاهر على جائزة البوكر عن روايته (واحة الغروب) عام 2008، كما حاز على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1998، حصل على جائزة جوزيبي اكيربي الإيطالية سنة 2000 عن خالتي صفية والدير، حصل على جائزة آلزياتور  الإيطالية لعام 2008 عن الحب في المنفى – تعديل خالد خير، ورد بهاء طاهر جائزة مبارك للآداب التي حصل عليها عام 2009 في العام 2011 أثناء الاحتجاجات التي شهدتها مصر، كذلك تم تكريم الكاتب الكبير بافتتاح وزير الثقافة الدكتور صابر عرب ومحافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين لقصر ثقافة بهاء طاهر بالأقصر، وفى 2021 منح الروائى بهاء طاهر، درع غسان كنفانى للرواية العربية تقديرًا لدوره فى تاريخِ الروايةِ العربية وتطورها وأثرهِ وإرثه الواضحِ فى إغنائها وتطورها وتقدّمها.


بحث