ظهرت لعبة “بنجاك سيلات” الإندونيسية، وهي لعبة قتالية تستقطب الشباب من الجنسين، وورغم أنها لعبة عنيفة، إلا أن بعض الفتيات في مصر بدأن ينجذبن لها بشكل كبير.
و”بنجاك سيلات” “Pencak Silat”، كلمة مشتقة من معنيين في إندونيسيا، شق “سيلات” يعني فن قتالي، أما “بنجاك” اسم مدينة إندونيسية، وهي في الأصل فن من الفنون القتالية العسكرية، وتتكون من 7 مدارس مختلفة.
وانتشرت هذه اللعبة في مصر -في بادئ الأمر- في الثمانينيات من القرن الماضي عبر الطلاب الإندونيسيين، ثم أخذ الشباب في التعرف عليها مع الوقت، خاصةً بعد إنشاء اتحاد للعبة في مصر من خلال الطلاب الإندونيسيين فقط.
وفي عام 2011، تم افتتاح مدرسة رسمية للعبة تابعة للمركز الثقافي الإندونيسي.
“رقية السملوسي”، فتاة مصرية من مرسى مطروح، تعمل صحفية، عاشقة لدولة إندونيسيا وكل طقوسها ولغتها، ونتيجة لهذا وقعت في حب لعبة “السيلات”، حتى أصبحت مدربة معتمدة من اتحاد اللعبة.
وتقول “رقية”، لـ”الشروق”: “رغم كل الإصابات التي أتعرض لها أثناء التدريبات، وصعوبة اللعبة، لكن حبي لها يجعلني أستمر فيها، فهي من أهم ما يدور في حياتي”.
أما “شيماء سليمان”، من محافظة أسيوط، اختارت لعبة “السيلات”، لتكون المفضلة لها بعد تخرجها من كلية الإعلام، وتوضح أنها بدأت السماع عن اللعبة أثناء دراستها في المركز الثقافي الإندونيسي للغة الإندونيسية منذ عام مضى، وأرادت التقديم، ولكن كان قد انتهى الموعد المحدد.
لم تستطع الأيام أن تجعل ذكرى اللعبة تمر، ولكن عندما فتحت مدرسة “بنجاك سيلات تلاجو بيرو” -إحدى مدارس اللعبة- ذهبت “شيماء” وتقدمت لها في بداية عام 2019: “أحب اللعبة لأنها تساعدني على الدفاع عن نفسي، خاصةً في الشارع إذا حدثت أي مضايقات، كما أنها تضيف لي مهارات أخرى كالصبر والثقة بالنفس”.
ووصفت “شيماء” أول أيام التدريب بأنه “كان من أسعد أيام حياتها”، خاصة أن المدربين تعاملوا بـ”شكل رائع” معها، بهدوء وحكمة، وكانوا يعيدون الحركة أكثر من مرة، وأضافت أن أهلها في الصعيد لم يعترضوا مطلقاً على اللعبة، وأنهم يشجعونها على أي شيء يسعدها.
أما “فولي عبدالله”، خريجة كلية الآداب جامعة القاهرة، فهي تحب الألعاب القتالية وكانت تلعب الكاراتيه في صغرها، وتوقفت لظروف شخصية، ولكن ظل حلم تعلم رياضة قتالية في ذهنها، حتى التحقت باللعبة في 2019.
وتقول لـ”الشروق”، إنها سمعت عن اللعبة منذ عام، ولكن عملها لم يكن يسمح حينها، ولكنها ظلت متمسكة بالفكرة، حتى علمت بموعد التقديم من صديقتها، وبالفعل نجحت في الاختبار والتحقت باللعبة في شهر فبراير الماضي.
وأكملت: “وقع اختياري على هذه اللعبة لأنها ليست مجرد لعبة قتالية أدافع بها عن نفسي، بل تحوي داخلها أشياء أخرى، كالأخلاق والثقة بالنفس والصبر، كما أنها تساهم في تحسين حياتي بمقياس كبير؛ فعلمتني المسئولية، ومعاونة الغير، وبعض الأخلاقيات الجميلة، وأطمح للوصول فيها للحزام الأخير”، وتمنت أن تعلم كل الفتيات بهذه اللعبة العظيمة لأنها من أفضل الألعاب الموجودة حاليا؛ على حد وصفها.