ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح الخميس، كلمة للشعب المصري، بمناسبة ذكرى تحرير سيناء.
وفيما يلي ننشر نص كلمة «السيسي»:
«شعب مصر العظيم أتحدث إليكم في ذكرى تحرير بقعة غالية من أرض الوطن، أرض سيناء الحبيبة، ذات المكانة المتميزة في قلوب المصريين، مكانة صاغتها الجغرافيا وأكدها التاريخ عبر العصور لتصبح همزة الوصل التي أكسبت مصر عمقًا استراتيجيًا مضاعفًا، بجانب انتمائها للقارة الإفريقية والوطن العربي.
عودة تحرير سيناء وعودتها للوطن الأم مصر، سيظل خالدًا في وجدان المصريين وصفحة مضيئة في مسيرة الوطن، يومًا فاصلًا بين الفقدان والاسترداد، وبين الهزيمة والنصر، ذكرى نستعيد معها أحداث مصيرية في تاريخنا المعاصر، وملحمة تعكس قيمة غالية في وعي الأمة وضميرها ووجدانها، تلك القيمة التي تزداد وتتوهج بتواصلها وتفاعلها مع الأمة ورؤى مستقبلها.
ولقد جسدت بطولات استعادة سيناء بالحرب والتفاوض ملحمة وطنية رائعة، ومصدر فخر للأمة المصرية، وعلامة فارقة في تاريخ شعبنا العظيم، ومنبعًا تنهل منه الأجيال القادمة معاني العزة والولاء والانتماء، ومثالًا يحتذى به في الإصرار على صون الكرامة الوطنية، ودرسًا في الحفاظ على التراب الوطني بالعمل والاجتهاد والعلم وليس بالأماني والشعارات الرنانة.
احتفالنا بتحرير سيناء يتعين أن يولد قوة دفع متجددة للعمل والسهر على حماية كل شبر من أرجاء الوطن، وتحقيق طموحات شعبه الكريم في حاضر زاهر ومستقبل مشرق، ترفرف عاليًا في سمائه رايات الحرية والكرامة، ويزدهر فيه البناء والتنمية والتقدم.
وها نحن اليوم نمضي ببأس لا يحيد على خطى تغيير الواقع المصري إلى حال أفضل مستلهمين روح النصر الخالد، ومستيعنين بفضل وعقول وسواعد أبناء الوطن المخلصين، نواجه خطر الإرهاب الأسود، ونرسي أساسًا متينًا للتنمية الاقتصادية من خلال الصبر والتضحية، ويحق لنا الشعور بالفخر لما حققناه مع استمرار تطلعنا للمزيد.
تحية واجبة لكل من شارك في صناعة هذا اليوم المجيد، تحية احترام لشهداء الواجب الذين حققوا للوطن النصر العظيم، وسيظل هذا اليوم عيدًا لكل المصريين، وتخليدًا لذكرى النصر والسلام القائم على الحق، وبرهانًا على بطولات وتضحيات العسكرية المصرية وبراعة المفاوض المصري في الحفاظ على تراب الوطن بإصرار وعزيمة لا تلين.
كل عام وشعب مصر العظيم بخير وقوة وعزة وتقدم، وعاشت مصرنا العزيزة وطنًا كريمًا نعيش فيه ويجري في عروقنا، ونبذل من أجله كل غال ونفيس.
وأخيرًا ودائمًا تحيا مصر».