في خطوة تاريخية، أعطى الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين الإذن ببدء صب الخرسانة للوحدة الرابعة والأخيرة من وحدات محطة إنتاج الكهرباء بالوقود النووي بمنطقة الضبعة على ساحل البحر المتوسط شمال غرب مصر.
ويأتي ذلك بعد أكثر من عامين من بدء صب الخرسانة للوحدة الأولى من المشروع، الذي يضم أربعة مفاعلات تعمل بالماء المضغوط، بطاقة 1200 ميغاوات لكل منها وبطاقة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات.
وتعد هذه المحطة أول محطة نووية في مصر، وهي خطوة مهمة في استراتيجية الحكومة المصرية لتنويع مصادر الطاقة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية.
شارك السيسي وبوتين في تدشين هذه المرحلة عبر تقنية “الفيديوكونفراس” من القاهرة وموسكو، الثلاثاء، في حين تجمع عدد من كبار المسؤولين من البلدين في موقع المشروع الذي يبعد نحو 170 كيلومترا إلى الغرب من الإسكندرية لمتابعة بدء التنفيذ على الأرض.
وبحسب علي عبدالنبي، النائب السابق لرئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر، فإن خطوة صب الخرسانة تعني وضع القاعدة الخرسانية التي ستقام عليها الوحدة كاملة، كأساس لتثبيت التربة أسفل وعاء الاحتواء.
ويقول عبد النبي إن وعاء الاحتواء عبارة عن “مبنى مكون من حائطين ارتفاعهما حوالي 60 مترا ويشكل وزنا كبيرا يصل إلى آلاف الأطنان فلا يمكن وضعه على التربة العادية ولكن يوضع على قاعدة خرسانية مسلحة وهذه هي الصبة الخرسانية ويكون سمكها حوالي 4 أمتار”.
وأضاف أن “المشروع يسير وفق الجدول الزمني المحدد له، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من بناء المحطة بالكامل في عام 2029”.
يمثل بدء صب الخرسانة للوحدة الرابعة والأخيرة من محطة الضبعة النووية خطوة مهمة في مسيرة مصر نحو تنويع مصادر الطاقة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية.
وتعد هذه المحطة أول محطة نووية في مصر، وهي إنجاز كبير يعكس التعاون الوثيق بين مصر وروسيا في العديد من المجالات، بما في ذلك الطاقة النووية.
ويأتي هذا الإنجاز في وقت تواجه فيه مصر تحديات كبيرة في مجال الطاقة، حيث تعتمد بشكل كبير على الغاز الطبيعي، الذي يشهد ارتفاعًا كبيرًا في أسعاره.
وتعد محطة الضبعة النووية مصدرًا مهمًا للطاقة الكهربائية في مصر، حيث ستساهم في توفير احتياجات البلاد من الكهرباء وتقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي.
كما أنها ستسهم في الحد من التلوث البيئي، حيث تعد الطاقة النووية مصدرًا نظيفًا للطاقة.
وبذلك، يصبح مشروع محطة الضبعة النووية إنجازًا مهمًا يعزز من مكانة مصر على الساحة الدولية، ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة في البلاد.