الجرأة والشجاعة، سمتان ظهرت بهما عالمة الأحياء والباحثة أوشن رامزى، فى مقطع فيديو شهير أثناء غوصها بجانب سمكة قرش أبيض فى أعماق البحر، حيث سبحت بجوار سمكة القرش الأبيض الضخمة، ولم تكتف بذلك، ولكنها تعلقت بزعانف السمكة الضخمة، والتقطت معها الصور، والعجيب أنها لم تتعرض لأى هجوم، الأمر الذى أثار تعجب جميع من شاهد هذا الفيديو، فهل حقا الأمر كان شجاعة فقط.
لماذا لم يهاجمها القرش؟ سؤال محير ظل يتردد فى أذهان متابعيها عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعى، وكل من شاهد الفيديو عبر المنصات الإخبارية المختلفة، التى بدت فيه وكأنها تسبح إلى جانب دولفين، ولكن دون أن يتضح أى جواب، إلا أن عالمة الأحياء، قالت فى لقاء مع تلفزيون NBC الإخبارى الأمريكى، “لقد كان من الرائع السباحة مع هذه الجدة الجميلة الرائعة الضخمة، فى الحقيقة أسماك القرش لا تهاجم الإنسان فى العادة مثلما صورتها أفلام السينما”.
وتابعت عالمة الأحياء أوشن رامزى، الناشطة فى مجال حماية أسماك القرش، “فى الحقيقة لا يسجل فى العام أكثر من 10 هجمات للقرش على الإنسان حول العالم كله، وفى الوقت نفسه يصطاد البشر ما بين 70 و80 مليون سمكة قرش من مختلف الفصائل فقط للاستمتاع بحساء زعانف القرش”.
وكشفت أوشن رامزى، أن هناك سبب هام وراء لغز عدم مهاجمة سمكة القرش لها وفريقها، وهى أن بذلة السباحة التى كانوا يرتدونها اعتمدت على تقنية تمويه تم تقديمها فى 2013 من خلال شركة Smart Marine Systems والتى قدمتها على أنها بذلة مصممة علميًا لتعمية القرش عن رؤية السباحين.
وتعتمد البذلة التى قدمتها الشركة على طريقتين، الأولى استخدام ألوان الحوت القاتل، وهو العدو الأول لأسماك القرش التى تفر من المكان بمجرد رصده، والثانية استخدام درجات الأزرق التى تجعل جسم السباح مختفيًا فى أمواج البحر وما بين درجات المياه والإضاءة.
وأجريت تجربة على ألوان تلك البذلة، حيث أنزل الباحثون قطعة قماش بألوان بذلة الغوص العادية، فى الماء بالقرب من سمكة القرش الأبيض، والتى هاجمتها فور مشاهدتها، وكررت التجربة بألون البدلة المصممة خصيصًا للتمويه، وبالفعل عندما اقتربت منها سمكة القرش تجاهلتها وابتعدت عنها دون أن تهاجمها.