كتب- محسن سليم
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم بويكو بوريسوف رئيس وزراء بلغاريا، والذي يقوم بزيارة لمصر لمدة يومين.
وصرح السفير بسام راضي المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس عقد جلسة مباحثات ثنائية مع رئيس الوزراء البلغاري، تلتها جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس بالضيف البلغاري في مصر، مشيداً سيادته بالعلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين والتي أكملت عامها التسعين في عام 2016، وتأسست على الثقة والاحترام المتبادل، والسعي لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وأوضح الرئيس أن هذه الزيارة، التي تأتي بعد أقل من شهر من لقاء سيادته برئيس الوزراء البلغاري بنيويورك الشهر الماضي، تؤكد الإرادة السياسية القوية والحرص المتبادل على تعزيز مستوى العلاقات بين البلدين خلال الفترة المقبلة، في ضوء توفر آفاق متعددة للتعاون على كافة الأصعدة، ولاسيما أن مصر تعد من أكبر الشركاء التجاريين لبلغاريا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
وأضاف المتحدث الرسمي أن رئيس الوزراء البلغاري أكد من جانبه تطلع بلاده لتبادل الزيارات بين الجانبين على مستوى كبار المسئولين، في ضوء رغبة بلغاريا في تطوير وتعزيز علاقاتها مع مصر، فضلاً عن كونها ركيزة أساسية لاستقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط، فضلًا عن حرص بلغاريا على استمرار التنسيق والتشاور مع مصر لتطوير التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين، وخاصة التعاون الاقتصادي والتجاري، في ضوء التقدم الاقتصادي الملموس في مصر وما يتم إنجازه من مشروعات تنموية كبرى توفر فرصاً استثمارية متميزة للشركات البلغارية.
وذكر السفير بسام راضي أنه تم خلال المباحثات استعراض سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، وفرص تعزيز الاستثمارات بينهما، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة تضم الوزراء المختصين من الجانبين برئاسة وزيري الخارجية على أن تنعقد أولى اجتماعاتها في مطلع العام المقبل، كما تم الاتفاق على الإسراع من تشكيل منتدى الأعمال المصري البلغاري، وذلك في ضوء الطفرة التي تشهدها حركة التجارة بين البلدين مع اقتراب الميزان التجاري من مليار يورو.
كما تم خلال المباحثات استعراض عدد من الملفات ذات الصلة بالأوضاع الإقليمية، وسبل التوصل لحلول سياسية لأزمات المنطقة، حيث تم التوافق على تكثيف التشاور السياسي والتنسيق بين البلدين في ضوء ما تشهده المنطقة من تزايد التحديات الأمنية، ولاسيما اتساع دائرة خطر الإرهاب وامتدادها من الشرق الأوسط إلى أوروبا والبلقان، حيث أكد السيد الرئيس أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للتوصل إلى حلول سلمية للصراعات القائمة بما يحفظ مفهوم وكيان الدولة الوطنية، ويعالج جذور مشكلة الإرهاب من خلال مقاربة شاملة تتضمن البعدين الاقتصادي والاجتماعي فضلاً عن المواجهة الأمنية والعسكرية.
وأضاف المتحدث الرسمي أنه تم كذلك بحث ظاهرة الهجرة غير الشرعية، حيث أكد الرئيس حرص مصر على مكافحة تلك الظاهرة، مشيراً سيادته إلى أن الجهود المصرية في هذا الصدد ساهمت في التصدي لانتقال اللاجئين عبر المتوسط بصفة عامة، ومؤكداً أنه من خلال التوصل لحلول سياسية للأزمات التي تشهدها دول المنطقة وإعادة الاستقرار والأمن إليها ستتم السيطرة على تلك الظاهرة إلى حد كبير.
كما أكد الرئيس أهمية التعامل مع هذا الملف في إطار من تقاسم الأعباء والمسئولية المشتركة بين جميع أعضاء المجتمع الدولي، موجهاً التحية في هذا الصدد إلى رئيس الوزراء البلغاري على الدور الهام الذي قامت به بلغاريا أثناء رئاستها الناجحة للاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من العام الحالي، وأعرب السيد الرئيس عن ثقته في أن بلغاريا ستستمر في دورها الفاعل والمتوازن داخل الاتحاد الأوروبي لتحقيق مصالح دول الجوار ومن بينها مصر.