على رأى المثل “اللى يعيش ياما يشوف واللى يمشى يشوف أكثر”.. كنت زمان اتمنى السفر إلى أى دولة فى الخارج .. بلاد الجن والملائكة على رأى نور الشريف وأسعدنى الحظ بالسفر إلى عدة دول أوروبية وعربية .. كان أولها إسبانيا مع مجموعة من المصريين فى رحلة سياحية جميل، وبعد يوم اتصل بى صديق مصرى يسأل عن أخبارى وأخبار إسبانيا ومدى حبى لها، فقلت له إنها بلاد تعبانة فتعجب كل العجب .. لماذا؟ فقلت له ياسيدى ليس بها ميكروباص ولا بلاعات مفتوحة ولا مطبات ولا شوارع متهالكة ولا صرف صحى عائم بالشوارع ولا باعة جائلين يغلقون الميادين ولا عربات كارو تبيع فاكهة على النواصى ولا زحام فى المواصلات ولا يوجد لديهم من يسمى نفسه “سايس” سيارات بالشوارع والميادين وهو فى الحقيقة بلطجى يظهر لك وقت الخروج بالسيارة ويطلب من 5 إلى 10 جنيهات ولا تعرف ولا تعلم متى قامت الحكومة ببيع الشوارع والميادين لمثل هؤلاء ولا تاكسى مستغل .. ولا ولا ولا .. فكيف تكون بلاد جميلة، ومع ذلك لم ابلغه بما حدث لنا عند وصولنا الفندق إناس منا كل همهم الشراء وآخرون يرغبون فى التمتع بالمعالم السياحية وما ادراك ما المعالم السياحية واستغلال شركة السياحة لنا بعروضها الإضافية على البرنامج ومن برنامجها الذهاب إلى التمتع بمصارعة الثيران، فقامت بحجز تذاكر للجميع ودخلنا الاستاد لمشاهدة هذه المصارعة ووجدنا أنفسنا جميعا نجلس فى الشمس حسب أرقام التذاكر، وسرعان ما قام بعض الزملاء والأصدقاء بترك أماكنهم والانتقال إلى أماكن بها ظل واتضح ان تذكرة الظل بيورو ونصف وفى الشمس بيورو واحد فحضر إليهم فرد أمن وقال لهم التزموا بأرقام التذاكر، وعادوا لأماكنهم مرة أخرى.
لم تمر دقائق إلا وقاموا بتغيير أماكنهم مرة أخرى بالفهلوة المصرية، وكانت الطامة الكبرى أن انقض عليهم بعض الضباط وأصروا على خروجهم من الاستاد فوراً ، فأخرج أحد المصريين وهو لاعب كرة مشهور كارنيها بأنه فلان اعتقاداً منه بأنه معروف والأخر مدير كبير والأخر والأخر والأخرى شهادة مرضية .. وتحايلات كثيرة بصفة استثنائية، وكان الرد عليهم قاسياً لو تم استثناء أحد لضاع النظام كما لو نام القاضى فى دولهم لضاعت العدالة ودفعوا غرامات وأخرجوهم واتجهنا بعدها إلى فرنسا وعندما وقف الاتوبيسأمام الفندق سمعنا صوتاً عالياً يقول أنا حمادة المصرى، فطلب أحد المحترمين بالأتوبيس من السائق عدم نزولنا الآن، وفى المترو والبعض يقوم بالركوب دون تذاكر، والحمد لله تم معاقبتهم بمبلغ 50 يورو، والحمد لله منا الكثير أصحاب مبادئ ونظام وقدوة لبلده.
وبعد فترة من هذه الرحلة سافرنا إلى إيطاليا فتقابلت مع دكتور محترم متزوج من سورية ونجله بالابتدائية بايطاليا يقول فى عيد ميلاد ابنه توجهت زوجتى للمدرسة ومعها جاتوهات وبعض الحلوى وهى خبيرة فى ذلك فرفضت المدرسة ان تأخذها منها إلا بفاتورة من أى محل حتى يكون مسئول فى حالة لاقدر الله ————وأيضا مررنا بأحد الشوارع فوجدنا عجباً، لودر يقوم بحفر الشارع لتغيير المواسير وخلفه لودر آخر يضع الرمل وآخر يضع المواسير وآخر يعيد الشارع إلى ما كان عليه وأحسن ، وهنا تذكرت العديد من شوارعنا المحفورة من سنين ولم تعد لعدم وجود ميزانية .. فيا سادة نقطة نظام واهتمام ، ويا حبذا لو بعض الاحترام وننظف شوارعنا من البلطجية والمطبات ونعطى الطريق حقه ونلغى الاستثناءات فى التعامل ونكون سفراء وقدوة لبلادنا ! .