كتبت/ إيناس أبو الفضل
أحدث الذكاء الاصطناعي تحولًا جذريًا في سوق العمل بعدما باتت الشركات تعتمد على أدواته في إنجاز المهام اليومية، الأمر الذي فرض إعادة النظر في استراتيجيات التوظيف والمهارات المطلوبة للنجاح.
ويؤكد خبراء أن الذكاء الاصطناعي رغم أهميته، لا يُغني عن الموظف الموهوب القادر على توظيف هذه الأدوات بذكاء وإبداع، مشددين على أن المرحلة المقبلة ستشهد تنافسًا محمومًا على العقول المبتكرة أكثر من أي وقت مضى.
تقرير صادر عن McKinsey أشار إلى أن المؤسسات الرائدة لم تعُد تكتفي برد الفعل بل ترسم خرائط مستقبلية للقوى العاملة، تحدد فيها الفجوات الوظيفية والمهارات الجديدة التي فرضها الذكاء الاصطناعي وتضع خططًا لتأهيل كوادرها، بما يجعل الاستثمار في المواهب البشرية لا يقل أهمية عن الاستثمار المالي.
وينصح خبراء مثل Josh Bersin بأن يكون تطوير الموظفين جزءًا من ثقافة المؤسسة اليومية عبر إعادة التدريب، وتبادل المهارات بين الأدوار والاستعانة بالتوظيف الخارجي عند الحاجة، بدلًا من الاكتفاء ببرامج موسمية محدودة الأثر.
ورغم الثورة التي أحدثتها الخوارزميات، تكشف الأرقام عن فجوة ثقة لدى المتقدمين للوظائف حيث 37% فقط يثقون بقرارات الذكاء الاصطناعي، و 79% يطالبون بقدر أكبر من الشفافية في طريقة استخدامه.
ويشير الخبراء إلى أن الكفاءات الموهوبة لم تعد تبحث عن الراتب فقط، بل عن بيئة عمل إيجابية توفر السلام النفسي، المرونة، والتوازن بين الحياة الشخصية والعملية إضافة إلى مشاريع مبتكرة تشعل شغفهم.
في عصر يمكن للآلة أن تنسخ وتكرر، تظل قيمة الإنسان في قدرته على التفكير النقدي والإبداع. ولهذا فإن الشركات التي تراهن على استقطاب العقول المبتكرة ستقود المنافسة، بينما ستتراجع تلك التي تتمسك بالنماذج التقليدية للتوظيف.