كتبت/ إيناس أبوالفضل
تحل اليوم الذكرى الخامسة لرحيل الفنان الكبير محمود ياسين أحد أبرز نجوم السينما المصرية في جيله، وصاحب المسيرة الفنية الحافلة بالأعمال التي تركت أثرًا لا يُمحى في تاريخ الفن المصري بمختلف مجالاته؛ المسرح، والسينما، والتليفزيون.
وُلد محمود ياسين في مدينة بورسعيد عام 1941 لأسرة مصرية بسيطة، حيث كان والده يعمل موظفًا في هيئة قناة السويس، بينما كانت والدته ربة منزل. التحق بكلية الحقوق في جامعة عين شمس، لكنه اختار بعد تخرجه أن يتبع شغفه بالفن، فبدأ مشواره من المسرح القومي، حيث قدم أكثر من 20 مسرحية من بينها: الزير سالم، ليلى والمجنون، وسليمان الحلبي، وهي أعمال رسخت موهبته وفتحت له الطريق نحو النجومية.
بدأ ياسين مشواره السينمائي بأدوار صغيرة في أفلام مثل الرجل الذي فقد عقله والقضية 69، قبل أن تأتي نقطة التحول في مسيرته عام 1970 من خلال فيلم نحن لا نزرع الشوك مع الفنانة شادية، الذي منحه انطلاقة قوية نحو الصفوف الأولى في السينما المصرية.
خلال السبعينيات، قدم مجموعة من أشهر أفلامه مثل الرصاصة لا تزال في جيبي، أين عقلي، شيء من الخوف، وأفواه وأرانب مع فاتن حمامة، الذي تناول قضية تنظيم النسل وترك بصمة مجتمعية لا تُنسى.
لم يتردد محمود ياسين في التعاون مع أجيال جديدة من الفنانين، فشارك في أفلام مثل الجزيرة مع أحمد السقا، وجدو حبيبي مع بشرى، مؤكدًا انفتاحه على التجارب الفنية المختلفة حتى في سنواته الأخيرة.
وفي الدراما التلفزيونية، أدرك ياسين مبكرًا أهميتها في بناء علاقة مباشرة مع الجمهور، فقدم أعمالًا مؤثرة مثل سوق العصر، العصيان، ماما في القسم، حكاوي طرح البحر، وثورة الحريم.
حصل الفنان الراحل على عشرات الجوائز والتكريمات تقديرًا لعطائه الفني والإنساني، أبرزها جائزة الدولة عن أفلامه الحربية عام 1975، وجوائز من مهرجان طشقند عام 1980، إلى جانب جائزة أحسن ممثل من مهرجان التلفزيون لعامي 2001 و2002. وفي عام 2005، اختارته الأمم المتحدة سفيرًا للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع.
ارتبط محمود ياسين بعلاقة قوية بأسرته، إذ تزوج من الفنانة شهيرة، واستمر زواجهما لأكثر من 40 عامًا، أثمر عن إنجاب رانيا محمود ياسين وعمرو محمود ياسين، وظلت أسرته تحافظ على إرثه الفني حتى بعد رحيله عام 2020 عن عمر ناهز 79 عامًا بعد صراع مع المرض.
وفي عام 2021، كرّمته مدينة بورسعيد بمبادرة خاصة تمثلت في إزاحة الستار عن تمثال له بالمركز الثقافي “أوبرا بورسعيد”، بحضور أسرته التي أعربت عن فخرها بهذا التكريم الذي يجسد حب وتقدير أبناء المدينة للفنان الكبير.