ذكرت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية “ناسا”، أن عطلا بجهاز التوقيت حال دون وصول كبسولة رواد الفضاء الجديدة غير المأهولة لشركة بوينج للمدار المطلوب لبلوغ محطة الفضاء الدولية، أمس الجمعة.
وانطلقت الكبسولة “سي.إس.تي-100 ستارلينر” بنجاح في وقت سابق من كيب كنافيرال في فلوريدا لكنها فشلت بعد ذلك في الوصول للمدار الذي كان سيضعها على الطريق للالتحام بمحطة الفضاء.
وكانت هذه الرحلة التجريبية الأولى للمحطة علامة فارقة لبوينج التي تتنافس مع “سبيس إكس” لإحياء برنامج إدارة الطيران والفضاء لرحلات الفضاء المأهولة.
وقال جيم كلينتون الرئيس التنفيذي لبرنامج الفضاء في بوينج، في مؤتمر صحفي، إن الخطة الحالية هي عودة الكبسولة للأرض وهبوطها في وايت ساندس بولاية نيو مكسيكو يوم الأحد.
وقال مدير إدارة الطيران والفضاء جيم بريندنستين، خلال المؤتمر الصحفي: “كان هذا بالتأكيد القرار الصائب لهذه المهمة”، موضحا أن الخطأ الذي حدث بجهاز التوقيت يعني أن الكبسولة كانت تحرق الوقود بسرعة أكبر من اللازم للغاية مما حرمها من الوصول للمدار المرغوب.
وانطلقت “سي.إس.تي-100 ستارلينر”، المصممة على هيئة مخروط وتضم سبعة مقاعد لرواد فضاء، من كيب كنافيرال في الساعة 0636 صباحا (1136 بتوقيت جرينتش) على متن صاروخ من طراز أطلس في.
وهذا الاختبار هو أحد أهم الإنجازات المطلوبة لبرنامج الطاقم التجاري لناسا للموافقة على استخدام الكبسولة في سفر البشر للفضاء وهو هدف تأخر كثيرا بسبب عقبات تطوير واجهت بوينج وسبيس إكس.
وحصلت بوينج على 4.2 مليار دولار بينما حصلت سبيس إكس التي يملكها إيلون ماسك على 2.5 مليار دولار من وكالة الفضاء الأمريكية في 2014 لتطوير كبسولتين منفصلتين قادرتين على نقل الرواد إلى محطة الفضاء من الأراضي الأمريكية لأول مرة منذ خروج مكوك الفضاء الأمريكي من الخدمة في عام 2011.
وكان هذا البرنامج يهدف في الأساس لإنهاء اعتماد الولايات المتحدة على برنامج الفضاء الروسي للوصول إلى محطة الفضاء الدولية، وكان من المتوقع أن تنطلق أول رحلتين مأهولتين على متن ستارلينر وكرو دراجون التابعة لسبيس إكس في نهاية 2017.
لكن مخاوف تتعلق بالتصميم والسلامة في المركبتين أدت لإرجاء الموعد المقرر.
والموعد الجديد المحدد لأول رحلة مأهولة لكل من بوينج وسبيس إكس هو منتصف 2020.
ووضعت دمية تحمل اسم روزي على أحد المقاعد المخصصة لرواد الفضاء في الكبسولة ستارلينر أمس الجمعة وتم تجهيزها بمجسات لقياس الضغط الذي قد يتعرض له رائد الفضاء أثناء السفر إلى محطة الفضاء وخلال رحلة العودة ودخول المجال الجوي للأرض مجددا.