أجرى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، مباحثات سياسية مع “يوكو كاميكاوا” وزيرة خارجية اليابان، أمس، الجمعة ٢٣ أغسطس الجاري، وذلك على هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري للتيكاد ، والذي يعقد في العاصمة اليابانية طوكيو.
وصرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية الهجرة، بأن وزيرة خارجية اليابان حرصت في مستهل اللقاء علي تقديم التهنئة للدكتور عبد العاطي بمناسبة تولي سيادته مهام منصبه، معربةً عن تقدير بلادها للدور الهام الذى تضطلع به الدبلوماسية المصرية علي الساحتين الإقليمية والدولية.
ونوهت “كاميكاوا” إلي أن العام الجاري يتزامن مع مرور ٧٠ عاماً علي التعاون بين مصر واليابان، موضحةً أن بلادهما تثمن جلياً هذا التعاون علي مدار السنوات الماضية، وهو ما يتمثل في دعم اليابان لعدد كبير من المشروعات التنموية في مصر، وفي مقدمتها المتحف المصري الكبير.
وشددت وزيرة خارجية اليابان علي أن بلادها تولي أهمية كبيرة لإحلال السلم والاستقرار في العالم، بما يشمل منطقة شرق آسيا والشرق الأوسط، وأن بلادها تقدر أن ملف التعاون مع الدول الإفريقية يحظي بأهمية متقدمة، مرحبةً بمشاركة السيد الوزير في الاجتماع الوزاري للتيكاد، ومعربةً عن تطلعها لمناقشات ثرية خلال الاجتماع تثمر عن نتائج ملموسة تعزز من آفاق التعاون بين اليابان والدول الإفريقية.
من جانبه، ثمن الوزير عبد العاطي الدور الياباني الفاعل علي الساحتين الإقليمية والدولية، وتقارب الرؤي بين الجانبين المصري والياباني، لاسيما فيما يتعلق باحترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وغيرها من المبادئ الانسانية المشتركة. كما ثمن التعاون المشترك بين الدولتين الصديقتين علي مدار السنوات الماضية، مشدداً علي أهمية انعكاس ترفيع العلاقات لمستوي الشراكة الاستراتيجية علي كافة مجالات التعاون دون استثناء، وتطلع الجانب المصري للبناء على هذا الزخم من خلال خطوات تنفيذية، يتم التوافق عليها بين الجانبين، خاصةً في مجال تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.
وأردف المتحدث الرسمي بأن وزير الخارجية نوه إلى أن الأوضاع الاقتصادية العالمية ألقت بظلالها علي الدول النامية، ومن بينها مصر، خلال السنوات القليلة الماضية، مشيراً إلى التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر في الوقت الراهن، ومن بينها استضافتها لما يقرب من تسعة ملايين أجنبي علي أراضيها، الأمر الذى يزيد من الأعباء الملقاة على موارد الدولة نتيجة زيادة حجم الخدمات التي تقدمها الدولة المصرية لهؤلاء أسوةً بالمواطنين المصريين.
واتصالاً بتطورات الأوضاع في المنطقة، أشارت “كاميكاوا” إلى أن بلادها تتابع بقلق شديد ما يحدث في غزة، وحرصت علي الاستماع لتقييم الوزير عبد العاطي لآخر مستجدات جهود الوساطة المصرية/الأمريكية/القطرية لوقف اطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، معربةً عن تطلع اليابان للمساهمة بفعالية في جهود إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب. وفى هذا السياق، أشاد وزير الخارجية بآليه التعاون الثلاثي القائمة بين مصر والأردن واليابان على ضوء سعي الآلية للانخراط في تحسين الأوضاع الاقتصادية وجهود إعادة الإعمار بكل من العراق ولبنان وفلسطين، خاصة في مجالات الطاقة وخطوط الربط الكهربائي مع الأردن والعراق وتعزيز الصادرات في فلسطين وغيرها.
واختتم المتحدث الرسمي تصريحاته بالإشارة إلي أن الوزير عبد العاطي حرص في نهاية اللقاء علي الإعراب عن تطلع مصر لأن تسفر الاجتماعات الوزارية لآلية “التيكاد” عن نتائج ملموسة تعزز من مجالات التعاون القائم بين اليابان وإفريقيا، وتفتح آفاق تعاون جديدة تصب في مصلحة الجانبين، منوهاً إلي استعداد الجانب المصري للتعاون الثلاثي مع اليابان في دعم مساعي التنمية في دول إفريقيا والبناء على النماذج الإيجابية في هذا المضمار.
هذا، وقد اتفق الوزيران علي الحفاظ علي وتيرة التواصل خلال الفترة المقبلة، واستمرار التشاور والتنسيق حيال القضايا الإقليمية والدولية محل اهتمام الجانبين، بالإضافة إلي العمل المشترك علي الارتقاء بالعلاقات الثنائية في كافة المجالات اتصالاً بترفيع العلاقات الثنائية بين البلدين لمستوي الشراكة الاستراتيجية.