ضهر الدولة.. كيف تشارك المؤسسات الأهلية فى «حياة كريمة»؟

أخبار مصر , No Comment

كثفت عدة منظمات أهلية وجمعيات خيرية أنشطتها خلال الفترة الأخيرة، للإسهام فى مبادرة «حياة كريمة» التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، بهدف دعم المواطنين غير القادرين، ماديًا ومعنويًا، فى مختلف المجالات.
ودشنت مؤسسات خيرية عددًا كبيرًا من الفعاليات ضمن المبادرة، تضمنت توفير مسكن ملائم لبعض المحتاجين، وتقديم علاجات مجانية للمرضى، بالإضافة إلى تقديم المساعدات لمواطنى القرى الأكثر احتياجًا فى مختلف المحافظات.
«الدستور» ترصد فى السطور التالية بعض الفعاليات التى دشنتها الجمعيات والمؤسسات الخيرية المشاركة فى المبادرة، من أجل توفير «حياة كريمة» للمواطنين.

«صنّاع الخير».. توجيه قوافل طبية لـ20 محافظة.. و6 آلاف وصلة مياه
أعلنت مؤسسة «صناع الخير» للتنمية، منذ أيام، مشاركتها فى المبادرة الرئاسية لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا خلال العام ٢٠١٩، بتقديم عدد من الفعاليات فى مجالات الخدمات الصحية وتحسين البنية التحتية وتنمية المناطق الحدودية، بالإضافة إلى الدعم الاقتصادى للأسر الأكثر احتياجًا.
وقال هانى عبدالفتاح، المدير التنفيذى لـ«صناع الخير»، إن المؤسسة ستزيد فى أنشطتها بالمجال الصحى، على رأسها مبادرتا «عنيك فى عنينا» الهادفة لمكافحة مسببات العمى، و«أولادنا فى عنينا»، المخصصة لمكافحة أمراض العيون والأنيميا والسكرى. وأوضح أن مبادرة «عنيك فى عنينا» ستطوف عددًا أكبر من القرى الأكثر احتياجًا فى ١٠ محافظات جديدة، بعدما نجحنا فى المرحلة الأولى منها فى إجراء الكشف المجانى لأمراض العيون على ١٠٠ ألف مواطن، مع توزيع ٣٠ ألف عبوة دواء، و٣٠ ألف نظارة طبية وإجراء ما يزيد على ٣ آلاف عملية مجانية منها ١٠٠ عملية زرع قرنية.
وأضاف: «بعد مبادرة الرئيس، قررنا تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة خلال العام الجارى، فى محافظات كفرالشيخ والإسكندرية والقاهرة والسويس وبورسعيد وجنوب سيناء وأسيوط والدقهلية والشرقية والمنوفية والقليوبية والمنيا وبنى سويف، مع استمرار العمل فى محافظات المرحلة الأولى وهى: البحيرة والغربية والأقصر وقنا وسوهاج والفيوم وأسوان»، كاشفًا عن أن هذه المرحلة تستهدف الكشف عن أمراض العيون المختلفة لدى ١٠٠ ألف مواطن، كما تتضمن ٢٠٠ قافلة طبية ستزور نحو ١٠٠٠ قرية موزعة على المحافظات.
أما بخصوص مبادرة «أولادنا فى عنينا»، فقال إن المؤسسة نجحت العام الماضى فى الكشف عن أمراض العيون والأنيميا والسكرى، لنحو ١٠٣٤٧ تلميذًا فى ٩ مدارس بمحافظة الفيوم، مع علاج ١٨٨٤ حالة من الأنيميا، بالإضافة إلى توزيع ١٢٣٩ نظارة مجانية، مضيفًا: «المؤسسة ستبدأ نشاطها فى محافظات جديدة، وسيمتد عملها لدور رعاية الأطفال بلا مأوى، بالإضافة إلى تكثيف النشاط بمحافظات الصعيد، خاصة فى مجال مكافحة الأنيميا داخل المدارس التى تتخطى نسبتها ٣٠٪».
وعن ملف البنية التحتية، قال المدير التنفيذى لـ«صناع الخير»، إن المؤسسة ستستكمل خلال ٢٠١٩ تنفيذ مبادرة «شريان الحياة» الهادفة لإنشاء محطات وخطوط توصيل المياه فى منطقة حلايب وشلاتين، عبر تدشين ورفع كفاءة ٦ محطات جديدة لسد العجز الذى تعانى منه المنطقة.
وأوضح: «فى ٢٠١٨، بدأنا مشروعًا لإنشاء ٨ محطات جديدة، تضخ كل منها ٣٠ ألف لتر مياه يوميًا، بتكلفة ١٥٠ ألف جنيه للمحطة الواحدة، وفى ٢٠١٩ سنكثف أعمال توصيل المياه للمنازل المحتاجة فى محافظات البحيرة والفيوم والأقصر وأسوان وسوهاج، بإجمالى ٦ آلاف وصلة فى ٢٠١٩، ومعدل ٥٠٠ وصلة مجانية كل شهر».
وفى مجال الدعم الاقتصادى للأسر الأكثر احتياجًا، كشف «عبدالفتاح» عن أن المؤسسة ستضاعف من توزيع رءوس الماشية وماكينات الخياطة على الأسر الأكثر احتياجًا، من أجل تغيير أوضاعهم الاقتصادية نحو الأفضل. وقال مصطفى زمزم، رئيس مجلس أمناء المؤسسة، إن «صناع الخير» ستكثف أيضًا من جهودها لتوفير بعض الخدمات الطبية للمواطنين الأكثر احتياجًا، من أجل مكافحة أمراض الرمد والأنيميا والسكرى، بالإضافة إلى مرضى القلب، وستكون الأولوية لها فى المرحلة المقبلة توصيل المياه للمنازل وتوفير السكن والعمل والخدمة الطبية، حتى يستطيع المواطن الحياة بشكل كريم.
وأشاد بدعم الرئيس السيسى لمبادرة «عنيك فى عنينا»، الهادفة لجعل مصر خالية من مسببات العمى بحلول عام ٢٠٢٠، كاشفًا عن لقاء مرتقب مع الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار، من أجل عرض تفاصيل المبادرة على مجلس إدارة صندوق «تحيا مصر»، لدراسة أوجه الدعم الممكنة وآليات التعاون بين الجانبين.

«جمعية الأورمان» تعاون مع 20 جمعية للعمل فى 227 قرية من الأكثر احتياجًا
قال اللواء ممدوح شعبان، رئيس جمعية «الأورمان» الخيرية، إن الجمعية تعمل حاليًا على التنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى، من أجل دعم مبادرة «حياة كريمة»، وزيادة أنشطتها فى القرى والمناطق الأكثر احتياجًا بالجمهورية.
وأضاف: «هناك أكثر من ٢٠ جمعية قررت التعاون مع الوزارة لدعم أنشطة المبادرة، وتنسيق العمل فيما بينها فى ٢٢٧ قرية من الأكثر احتياجًا، وأنشطتنا ستستمر طوال ٢٠١٩، وفور حصر القرى وتنسيق الأدوار سنبدأ فى التوجه إليها بالفعاليات».
وتابع: «ننتظر توزيع التضامن لأنشطة الجمعيات على القرى الأكثر احتياجًا خلال أيام، ونتوقع تقسيم العمل على ٤ مجالات، تتضمن توفير المسكن، وتطوير الخدمة الصحية، وضمان المساعدات الموسمية للمحتاجين خاصة فى الشتاء، بالإضافة إلى توفير فرص العمل للأسر الفقيرة ودعم المشروعات متناهية الصغر».
وأشار إلى وجود حالة من الإقبال المتزايد من الجمعيات، فكلها يهدف للمشاركة فى مبادرة الرئيس، مختتمًا: «قريبًا سيتحدد النظام النهائى للعمل، مع توزيع الإسهامات والمشاركات، من أجل تنفيذ بنود المبادرة فى مختلف المجالات».

«البورصة للتنمية».. إطلاق «القرية النموذجية» للقضاء على البطالة والأمية
قالت الدكتورة كورين ملاك شنودة، الرئيس التنفيذى لمؤسسة «البورصة المصرية للتنمية المستدامة»، إن دعم المؤسسة مبادرة «حياة كريمة» سيتمثل فى إطلاقها مشروع «القرية النموذجية» الهادف لتحويل القرى الأكثر فقرًا إلى منتجة وخالية من الأمية والبطالة.
وأضافت: «المؤسسة تتبنى حاليًا هذه المبادرة وتعمل على تنفيذها فى عدة قرى على مستوى الجمهورية، من أجل تحقيق الحياة الكريمة للمواطنين»، مشيرة إلى أن البداية ستكون من قرية «الفقيرة» التابعة لمركز ببا بمحافظة بنى سويف، الشهر المقبل، وذلك بالقضاء على الأمية بين أبنائها، وإطلاق عدد من القوافل الطبية، بالتعاون مع عدة مؤسسات تعمل فى مجال العمل الأهلى.
وتابعت: «سنزور القرية قبل نهاية الشهر الجارى، وخطتنا تهدف لتفعيل مفهوم المثلث الذهبى للتنمية، القائم على تشجيع التعاون المثمر بين مؤسسات المجتمع المدنى والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، مع التنسيق بينها من أجل تقديم حلول وخدمات أكثر تكاملًا وفاعلية، فى مواجهة قضايا التنمية الأكثر إلحاحًا». ورأت أن المبادرة ستغير واقع القرى الفقيرة، وتحولها من أماكن منعدمة المرافق إلى قرى نموذجية تتمتع ببنية تحتية سليمة، من خدمات الكهرباء والمياه النقية والصرف الصحى، مضيفة: «القرى المعنية بمبادرة (القرية النموذجية) ستكون كاملة المرافق والخدمات، وستضم مدارس ووحدة صحية ومكتبًا للبريد ومكتبة عامة ومركزًا للشباب، بالإضافة إلى عدد من المشروعات الخدمية الصغيرة».
وواصلت: «سنقضى أيضًا على الأمية والأمراض الشائعة وسنعمل على تدريب وتأهيل ذوى القدرات الخاصة، بعد التنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى ومسئولى المحافظات ومديريات الوزارات المعنية».
وأشارت إلى أن مبادرة الرئيس لدعم المواطنين الأكثر احتياجًا أعطت الدافع لمؤسسات المجتمع المدنى من أجل تقديم أفضل ما لديها، متوقعة أنه بنهاية ٢٠١٩ سيشعر المواطنون فى هذه القرى باختلافات جذرية على مستوى البنية التحتية والخدمات الصحية، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية.
واختتمت: «مؤسستنا تستهدف تقديم فكر تنموى جديد، مصحوب بخطط ومبادرات تعمل على النهوض بقدرات المجتمع المصرى، عن طريق مساندة القطاعين الصحى والتعليمى، بما يسهم فى خلق فرص تدريب وتشغيل، ويوفر الخدمات الأساسية لغير القادرين، ويحقق استدامة التنمية».

«مستشفى كفافى».. عمليات بالمجان لغير القادرين
يشارك مستشفى سعاد كفافى الجامعى بمدينة السادس من أكتوبر، التابع لجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، فى مبادرة «حياة كريمة» بتوفير كشوفات وفحوصات طبية وعلاج بالمجان لغير القادرين.
ويكثف المستشفى كذلك من العيادات الميدانية التى يرسلها لدعم المناطق النائية خلال العام الجارى، وتتضمن إجراء فحوصات تشمل جميع التخصصات والعيادات والتحاليل والأشعات المطلوبة، مع إمكانية تحويل المرضى لدخول المستشفى والحصول على العلاج والعمليات الجراحية بالمجان.
وقال الدكتور عمرو بسطويسى، نائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، مدير عام المستشفى، إن الجامعة ستبدأ فى هذا العمل المجانى خلال الفترة من ١٥ يناير حتى ٢٨ فبراير المقبل، مساهمة منها فى دعم المبادرة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى. وأضاف: «إيمانًا بالدور المجتمعى لكل مؤسسات الوطن فى توفير حياة كريمة لجميع المواطنين فى مصر، سنسهم فى هذه المبادرة، وسنتوسع فى إطلاق القوافل الطبية المتكاملة للعديد من المناطق التى تحتاج إلى رعاية طبية».
وكشف عن أن العلاج المجانى بالمستشفى سيشمل أيضًا إمكانية إجراء عمليات القلب المفتوح، وعمليات القسطرة، بالتعاون مع جمعية «الأورمان»، مع عدم تحميل المرضى أى تكاليف، سواء قبل العمليات أو بعدها، مضيفًا «مشاركة المجتمع المدنى فى مثل هذه المبادرات ستسهم بشكل كبير فى تحسين حياة المواطنين، خاصة فى المناطق النائية والأكثر فقرًا، التى عانت كثيرًا فى السنوات الماضية من الإهمال وسوء الخدمات».

«معًا ضد البرد».. رعاية أطفال الشوارع وتعليمهم
كشفت دعاء عبدالسلام، منسقة حملة «معًا ضد البرد»، عن توقيع الحملة بروتوكول تعاون مع مبادرة «أطفال بلا مأوى»، لتنسيق العمل فيما بينهما لمكافحة ظاهرتى التشرد وأطفال الشوارع، مشيرة إلى أن ممثلى الحملة التقوا مؤخرًا مسئولى وزارة التضامن الاجتماعى، وبحثوا معًا إمكانية تدشين مؤسسات اجتماعية ونفسية متخصصة فى تقديم الدعم النفسى والمعنوى للمشردين ودمجهم فى المجتمع، عبر تعليمهم بعض الحرف اليدوية أو مساعدتهم على استكمال التعليم.
وأضافت أنه «منذ تدشين المبادرة نحاول العمل من أجل حماية أطفال الشوارع والمشردين، وتقديم الدعم المادى والمعنوى لهم، وتوفير ما يحتاجونه من أطعمة وملابس وبطاطين، فى الشتاء، وننسق حاليًا مع مسئولى (حياة كريمة) من أجل الوصول لشوارع بلا مشردين». ودعت إلى تنسيق الجهود بين الجمعيات المختلفة من أجل القضاء على ظاهرة أطفال الشوارع، مقترحة ضم الصغار منهم إلى بعض المدارس التعليمية العسكرية من أجل تنمية قيم الالتزام والانضباط لديهم، بما يحولهم لعناصر مفيدة فى المجتمع، مضيفة: «المدارس العسكرية قد تكون الحل المناسب لضبط سلوك المشردين من الأطفال، وندعو الدولة للتفكير فى هذا الأمر».


بحث