قال الكاتب والروائي صنع الله إبراهيم إن موضوعات الأدب الغربي وبخاصة الأمريكي لا تماثل الأدب العربي.
وأوضح إبراهيم في مناقشة رواية “الزوجة المكسيكية” بمكتبة مصر العامة، في حي مصر الجديدة، أن الأدب الغربي مليء بالأفكار المتحررة؛ كالمثلية الجنسية وحرية التعبير، والحديث عن تاريخ الرؤساء الأمريكيين وغيرها، وربما ساعد على ذلك تعدد البيئات والثقافات بالمجتمع الأمريكي، بينما نجد في المقابل أن موضوعات الأدب العربي محدودة للغاية، تنحصر معظم أحداث الرواية في محنة الشخص التي يمر بها جراء تجاربه العاطفية، ولذا تفتقر هذه النماذج الحديث عن تجربة ذاتية لشخصية معاصرة.
وأضاف أن معظم الروايات العربية، وبخاصة المصرية تقتصر على تسليط الضوء على الشاب العاطل الذي يعاني الظروف المجتمعية التي يمر بها؛ ولذا يفضل في قصة التي يمر بها، مؤكدا أنه على الرغم من ذلك إلا أن هناك بعض الروايات التي تناولت الحديث عن قضايا جادة؛ مثل روايات الكاتب خيري شلبي ونجيب محفوظ، وغيرهم الكثيرين.
وأوضح أن “الزوجة المكسيكية” جاءت تجسيدا لحياة شخصية تاريخية هامة وهي يوسف إدريس، كما أنها سلطت الضوء على حقبة تاريخية بعينها؛ تمثلت في عام 1953 و 1954، راسمة صورة واضحة لملامح الدولة العسكرية في هذا الوقت، ومجسدة للصراعات القائمة في تلك الفترة بين المحافظين وأصحاب الدعوة إلى التجديد، فضلا عن أن الرواية جاءت بعد بحث وتمحيص استمر لسنوات عديدة.
ومن ناحية أخرى، أعرب “صنع الله” عن استيائه الشديد من اللا معيارية التي يشهدها الأدب في تلك الفترة، مشيرا إلى أن كتابة الرواية في الوقت الحالي لم تعد تخضع لمقاييس معينة، بل أصبحت تستوعب أي نوع من الكتابة، وهو ما نجده منتشرا في هذه الأونة بشكل كبير.