دائماً وأبداً.. يبقى الإعلام مرآة للشعب والمسؤول معاً، فهو ينقل الحدث ولايصنعه . والإعلام المهنى هو الذى يتحرى الحقيقة، منطلقاً من أرضية وطنية خالصة. الإعلام الحقيقى هو من يدعم الوطن وليس من يهدمه، هو الذى ينشر الحقيقة، لا الذى يروج الأكاذيب.
والمتعارف عليه – يا سيادة وزيرة الصحة والسكان- أن ألاعلام هو الذى يتصدر لنقل الأحداث، ولا يُخفيها، ليس لأى شيء سوى نقل الحقائق كاملة، حتى يعلم الرأى العام ما يدور خلف الكواليس . فمن حق القارئ أن يعلم الحقائق ويعلم كيف تدور الأحداث .ويعلم أيضاً كيف يتعب رئيسنا عبد الفتاح السيسى حتى ينهض بهذا الشعب ..ولكن كيف ينهض بالشعب ومَن وراءه لايدركون خطورة الإعلام وخطورة الكلمة، بل وخطورة نقل المعلومة؟ يا معالى الوزيرة.. كيف نهدر مجهود وتعب رئيسنا بتصرفات وأفكار خاطئة من بعض من يقوم بتنفيذ هذه السياسات ؟ نحن نحارب الإرهاب وهذه سياسة السيد الرئيس. ولكى نحارب الإرهاب.. لابد أن يعلم الجميع ما يحدث من قبل الإرهابيين .وما حدث في المنيا صباح الجمعة الماضية من استشهاد مواطنين مصريين.. إرهاب بكل المعانى والمقاييس. وعند مطالبة الإعلاميين بنقل الحدث وكتابة الأخبار، فإن هذا يعكس مدى نضج هؤلاء الإعلاميين وتعاطيهم لما يحدث داخل البلد ومدى حرصهم على نقل الأحداث أولاً بأول، حتى يكون القارىء على علم ويقين بما يحدث، ولا يلجأ إلى وسائل أخرى مغرضة لا تريد لمصر ولرئيسها الخير، فضلاً عن مشاركة أهالى المنيا وإخواننا ألاقباط فى عموم مصر أحزانهم في مُصابهم الأليم، الذى ليس مُصابهم وحدهم، بل مُصاب الوطن بأكمله .وإذا تقاعس المكتب الإعلامى لوزارة الصحة والسكان عن تلبية مطالب الإعلاميين، فإن هذا لايعطيه الحق فى حذف أسماء من يقوم بطلب البيانات الصحيحة من سجلات المكتب الإعلامى لدى سيادتكم. إن الهدف من الحصول على المعلومات الدقيقة من مصادرها الشرعية يهدف إلى نقل المعلومات صحيحة وكاملة غير منقوصة، ويقطع الطريق على وسائل الإعلام المغرضة التى تتصيد فى المياه العكرة. وفضلاً عن ذلك.. فإن من يطلبون هذه المعلومات يسعون إلى إبراز مجهودات الوزارة فى مثل هذه المواقف العصيبة، حيث يكون مطلوباً من الوزارة تحريك سيارات الإسعاف اللازمة وتجهيز غرف العناية المركزة لإنقاذ من يمكن إنقاذه من المصابين، حتى لا يتضاعف أعداد الضحايا.
لقد طالبنا مراراً وتكراراً بوجود متحدث رسمي كُفء للوزارة ، يكون ذا علم ودراية بالتعامل مع الإعلاميين، ولكن دون جدوى، بل الأغرب من ذلك أن يتم التجديد له عاماً بعد الآخر، ولا ندرى لصالح من ؟ هل المتحدث الرسمي يمتلك الصلاحية في أن يحذف أي أعلامى من قوائم صحفيى الوزارة، لمجرد أنه اعترض على أدائه فى القيام بدوره؟ .كيف يكون لدى المتحدث الرسمي السلطة لمنع إعلامى أن يكتب عن التضارب في أرقام الوفيات أو نشر صور لبعض الضحايا لمجرد أنه لا يعلم ما هي المعلومة الصحيحة، أو لانه مُقصر في عمله؟ عمل المتحدث الإعلامى – ياسيادة الوزيرة – هو نقل كل مايحدث داخل الوزارة وليس حذف الصحفيين لمجرد الانتقاد، سياسة الانتقام وتصفية الحسابات تصرف لا يليق بدولة تحكمها الديمقراطية.
هل من حق المتحدث الإعلامى – معالى الوزيرة- أن يحذف اسم صحفية تمتلك من الخبرة فى الصحافة الطبية، ما لا يمتلكه كثيرون غيرها، كيف يهدر خبرات السنين المتراكمة من العمل الميدانى، ومن الدراسة الأكاديمية متمثلة فى ماجستير عن “تأثير نقل المعلومة الطبية”؟ هل أصدرتِ – معالى الوزيرة- تعليمات إلى المتحدث الرسمى، بأن يركز فقط مع الإعلام المرئى، ويتجاهل الصحافة الورقية والألكترونية؟ لمصلحة من – معالى الوزيرة- يمنع المتحدث الإعلامى للوزارة الصحفيين من متابعة ومباشرة عملهم وتغطية حدث جلل بهذه الأهمية، عقابا لهم على السؤال والاستفسار وتحرى الحقيقة، إذ لا يصح المغامرة بنشر أى معلومات عن هذه الحوادث دون التحرى عنها من مصادرها الصحيحة.
سيادة الوزيرة.. دور الإعلام كبير في النهوض بالوطن، والإعلام هو المنوط بإلقاء الضوء على الدور الكبير الذى يبذله رئيس الجمهورية فى جميع الملفات، ومن بينها: الصحة. …سيادة الوزيرة.. لقد أثبتت الأحداث المتعاقبة أن المسؤولية كبيرة على المتحدث الإعلامى الحالى للوزارة .هذه رسالتى إليكِ- معالى الوزيرة- لعلها تصل إليكِ، وتكون دافعاَ إلى تصحيح وضع خاطئ…أعان الله رئيسنا في مسيرته بالنهوض ببلادنا ووفقه إلى ما فيه الخير.