رئيس الوزراء يستعرض تقريرا حول التوجهات المستقبلية للتوسع في الذكاء الاصطناعي

أخبار مصر, تكنولوجيا , No Comment

استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، تقريراً أعده مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، حول التوجهات المُستقبلية للتوسُع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، في المجالات التي تخدم حياة الإنسان، كأحد أهم مخرجات الثورة الصناعية الرابعة.

وأوضح أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء، القائم بأعمال رئيس المركز، أن مصطلح الذكاء الاصطناعي يعني مُحاكاة ذكاء الإنسان وفهم طبيعته، وعمل برامج للحاسب الآلي قادرة على محاكاة السلوك الإنساني.

وأشار إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تغلغلت في كافة مجالات الحياة، بداية من المجالات التكنولوجية والتجارية، حيث تستخدم برامج الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الاقتصادية بالبورصة، وصولاً إلى المجالات السياسية والعسكرية، من خلال أنظمة الأسلحة المُعززة بالذكاء الإصطناعي، إلى جانب العديد من المجالات الاجتماعية مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والعمالة، والعدالة الجنائية، من خلال استخدام الذكاء الإصطناعي في التشخيص الطبي، وتعلم اللغات، والتنبؤ بالطقس، وتشغيل السيارات ذاتية القيادة والطيارات بدون طيار، وفحص التصاميم الصناعية.

وعرض الجوهري، أهم الاتجاهات المستقبلية لتطبيقات الذكاء الإصطناعي خلال عام 2020 وفقاً لأبرز التوقعات، مُشيراً إلى أن من بينها التوسع في تطوير بيئة الأعمال، للقيام بالمهام بطريقة أسرع، بما يتيح المجال أمام العنصر البشري لقضاء المزيد من الوقت في المهام المُعقدة والإستراتيجية والإبداعية، وكذا الاستهداف المباشر للمستخدمين لمعرفة اهتماماتهم وسلوكياتهم، والتنبؤ باحتياجاتهم بدقة متزايدة.

وأضاف أن هذا الأمر يُعزز من تقديم الخدمات الحكومية، بالإضافة إلى توفير وإتاحة البيانات بدقة أكبر، والتي يمكن استخدامها في عملية اتخاذ القرار المُستندة على الذكاء الإصطناعي.

كما تضمنت التوجهات المستقبلية انتشار الأجهزة والخدمات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، لتصبح أكثر توافراً وأقل تكلفة، الأمر الذي يُسهل من إدماجها في كافة الأجهزة والصناعات المستقبلية، وكذلك تحقيق أنماط عمل مواز بين البشر والآلات، يقوم خلالها البشر بالوظائف ذات المهارات الإبداعية والتواصل، بينما تقوم الآلات بالأعمال الروتينية والإدارية التي تستدعي القُدرة على تجميع البيانات وقياس ردود الأفعال، ووفقاً للتوقعات فإنه بحلول عام 2025 ستستثمر 75% من المؤسسات في إعادة تدريب الموظفين من أجل سد الفجوات في المهارات اللازمة للتوافق مع تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

وأضاف الجوهري أن التطبيقات والأجهزة المدعومة بالذكاء الإصطناعي ستكون قادرة على العمل حتى في الأوقات والأماكن التي لا تتوافر فيها شبكات الألياف البصرية والأجهزة المحمولة فائقة السرعة، كما سيكون بالإمكان استخدام الذكاء الإصطناعي للإكتشاف المُسبق للهجمات السيبرانية، واتاحة فرص هائلة للشركات لتقديم الخدمات بطرق جديدة ومبتكرة.

وأوضح أن إحصاءات حاضر ومستقبل الذكاء الاصطناعي، تشير إلى أنه من المتوقع تحقيق أعلى عائد في قطاعات تجارة التجزئة، والخدمات المالية، وخدمات الرعاية الصحية، حيث ستزيد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من إنتاجية تلك القطاعات، ومن ثم جودة المنتج وزيادة معدلات استهلاك الخدمات المُدعمة بالذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن ينمو حجم سوق الذكاء الإصطناعي، وفقاً لتقرير مؤسسة Technavio العالمية المتخصصة في مجال البحوث والاستشارات التكنولوجية، بنحو 75.5 مليار دولار أمريكي، خلال الفترة مابين 2019 – 2023 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 33%، مستعرضاً أبرز الشركات القائدة في مجال الذكاء الإصطناعي، والتي يمكن الاستفادة من خبراتها على الصعيد الوطني.

وحول مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الإصطناعي لعام 2019، أوضح الجوهري، أن الترتيب الأعلى لمؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي الحكومي تُهيمن عليه بُلدان تتمتع باقتصاد قوي، وحوكمة أكبر، وقطاعات خاصة مبدعة، حيثُ تأتي سنغافورة في المقام الأول كأولى الدول استعداداً للذكاء الإصطناعي، بينما تُهيمن حكومات أوروبا الغربية على بقية الدول الـ 20 الأولى، فضلاً عن كندا، وأستراليا، ونيوزيلاندا، و4 اقتصادات أسيوية أخرى، لافتا إلى أن مصر جاءت في المرتبة 111 من بين 194 دولة وإقليم، وفقاً لمؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي لعام 2019 وجاءت في المرتبة العاشرة عربياً.

وتطرق التقرير إلى التركيز على حاضر ومستقبل الذكاء الإصطناعي في مصر، حيث قال الجوهري، إن المجلس الوطني للذكاء الإصطناعي الذي تم إنشاؤه في نوفمبر 2019 يتبع مجلس الوزراء مباشرة، في دلالة على الاهتمام الحكومي بهذ الملف، ومن أهم اختصاصاته وضع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الإصطناعي، ويتم تنفيذها خلال فترة تتراوح ما بين 3 و5 سنوات، وتأخذ في الاعتبار عددا من المحاور.

وأضاف الجوهري أن محاور وضع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الإصطناعي، تتضمن: الاهتمام بمحور التعليم والتدريب، لمواجهة نقص العمالة المُدربة في مجال الذكاء الاصطناعي، وإعطاء الفرصة للشركات الناشئة للإشتراك في مشروعات مع جهات الدولة المختلفة في مجال الذكاء الاصطناعي، وعقد سلسلة من ورش العمل التي تضم ممثلي الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن تصميم المناهج المطلوبة لبناء قدرات الشباب في هذا المجال.

كما تناول التقرير التوجهات المستقبلية لإستخدام تطبيقات الذكاء الإصطناعي في مصر، حيث أشار الجوهري، إلى أنه من المنتظر أن تساهم التطبيقات في تسهيل عملية الوصول للأطفال المفقودين، عبر مقارنة صور الأطفال المفقودين مع صور أطفال الشوارع التي يتم رفعها من خلال المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب التعرف على اهتمامات السياح بالآثار والتطبيق على عرض المقتنيات بالمتحف الكبير المزمع افتتاحه قريباً.


بحث