عقد مجلس أمناء صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الأمناء، اجتماعه الأول مساء أمس، وذلك عقب تشكيله الجديد، وذلك بحضور الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والمستشار عمر مروان، وزير العدل، والدكتور/خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، رئيس مجلس إدارة الصندوق، واللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، والدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، وحسن محمد شحاته، وزير العمل، وكرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، واللواء شريف رؤوف، مساعد وزير الداخلية لقطاع المخدرات، واللواء طبيب محمد عبدالكريم أبو مسلم، ممثل إدارة الخدمات الطبية للقوات المسلحة، والدكتور عمرو عثمان، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي، مدير صندوق مكافحة الإدمان.
وفى مستهل الاجتماع، استعرضت وزيرة التضامن الاجتماعي عدداً من أنشطة عمل صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى خلال عام 2023، مُشيرة إلى أنه تم الانتهاء من إعداد مشروع الخطة الوطنية لخفض الطلب على المواد المخدرة (2024-2028)، والتي تمت في إطار رؤية موحدة، وبالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية، ومراجعتها مع مكتب الأمم المتحدة المعنى بالجريمة والمخدرات.
وأشارت الوزيرة إلى تقرير يرصد مقارنة لبيانات المسح القومي الشامل للتعاطي والإدمان التي تم إجراؤها خلال العامين 2015، و2020، حيث سجلت مؤشرات المسح انخفاضاً في نسب التعاطي والإدمان خلال عام 2020 مقارنة بالبيانات والمؤشرات التي تم رصدها في عام 2015.
وأضافت الوزيرة: تم إنشاء قاعدة بيانات متكاملة للمستفيدين والمترددين على الخدمات العلاجية (بمتوسط 170 ألف متردد سنوياَ)، فضلًا عن إنشاء وتطوير قاعدة بيانات متكاملة لحملات الكشف عن التعاطي، للعاملين بالجهاز الإداري للدولة، وسائقي الحافلات المدرسية، وسائقي الطرق السريعة، وكذا إنشاء وتطوير المرصد الإعلامي لمتابعة الأعمال الدرامية وتحليل التناول الدرامي لقضية التدخين وتعاطي المخدرات.
ولفتت الوزيرة، خلال الاجتماع، إلى ما تم تنفيذه من برامج توعوية ووقائية عن أضرار المخدرات بالتعاون مع العديد من الجهات، وهو ما ساهم في اكساب المعارف لعدد من الفئات المستهدفة للوقاية من هذا الخطر، وكذا طرق وآليات الاكتشاف المبكر للتعاطي لسرعة التعامل معه، مشيرة في هذا الصدد إلى برنامج الوقاية من المخدرات الذي تم تنفيذه باستخدام الوسائل التعليمية الحديثة بالمدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم داخل 9438 مدرسة، وكذا تنفيذ برامج تنمية المهارات الحياتية بين النشء والشباب، من خلال إطلاق برامج توعوية داخل 35 جامعة حكومية ومعهد متوسط وعالي و860 مركز شباب، بالإضافة إلى إعداد 17 معسكرًا لتأهيل المتطوعين للمشاركة في تنفيذ برامج التوعية، موضحة أن صندوق مكافحة الإدمان لديه 33 ألف متطوع على مستوى محافظات الجمهورية تم تدريبهم على تنفيذ برامج الوقاية من الإدمان.
وتطرقت الوزيرة إلى جهود الصندوق في إطار تنفيذ المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، موضحة أنه يتم العمل على تنفيذ مبادرة “قرية بلا إدمان” في القرى المستهدفة، حيث تم تنفيذ العديد من الأنشطة المختلفة في 740 قرية داخل 18 محافظة حتى الآن، وتستهدف تلك الأنشطة توعية الأسر بآليات الاكتشاف المبكر للتعاطي وكيفية التواصل مع صندوق مكافحة الإدمان للحصول على الخدمات العلاجية مجانًا لأي مريض إدمان، هذا إلى جانب إطلاق دوري رياضي لأبناء هذه القرى تحت شعار “أنت أقوى من المخدرات”.
وخلال الاجتماع، استعرض الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، أهم ملامح الخطة الوطنية لخفض الطلب على المخدرات (2024-2028)، موضحاً أنه تم إعدادها بالتعاون والتنسيق مع العديد من الجهات المعنية، واعتمدت منهجية الإعداد على إجراء تحليل “SWOT” لبيان عناصر القوة والضعف والفرص والتحديات التي واجهت جهود مؤسسات الدولة في مجال خفض الطلب على المخدرات على مدار السنوات الخمس الماضية وإجراء تحليل كامل للوضع الراهن للمشكلة استناداً إلى المؤشرات الأولية لنتائج المسح القومي الشامل عن مشكلة التعاطي والإدمان، وكذلك تحليل بيانات وخصائص طالبي الخدمات العلاجية من مرضى الإدمان بالخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، فضلًا عن تحليل تقارير خفض العرض على مدار السنوات الخمس الماضية، والصادرة عن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، وكذا استقراء الوضع العالمي للظاهرة من خلال تقارير استقراء الوضع العالمي للظاهرة.
ولفت الدكتور عمرو عثمان، إلى أن محاور العمل الرئيسية للخطة تتضمن تنفيذ برامج للوقاية، وذلك سواء من خلال الاتصال المباشر، أو حملات إعلامية، هذا إلى جانب اتاحة الكشف المبكر عن تعاطي المخدرات، ودعم وتعزيز خدمات العلاج وإعادة التأهيل والدمج المجتمعي.
وأوضح الدكتور عمرو عثمان، أن محور البرامج الوقائية يتضمن العديد من النقاط، من بينها إنشاء منصة رقمية لتدريب الطلاب على مهارات تؤهلهم لرفض ثقافة التعاطي والادمان، وتوفير تدريب للأسرة على المهارات الوالدية، وبناء قدرات الكوادر المتخصصة، إلى جانب العمل على ادماج ورقمنة المحتوى التوعوي لقضية المخدرات ضمن مناهج التعليم الأساسي، واستثمار آلية بنك المعرفة، ومنصة وزارة التربية والتعليم، فضلا عن تنفيذ برنامج مستدام بشأن المهارات الحياتية وربطها بالوقاية من المخدرات بكافة مدارس الجمهورية، وإنشاء مقرات متنقلة لتنفيذ حملات التوعية بالجامعات الحكومية والأهلية والخاصة.
كما أشار إلى أن محاور عمل الخطة تتضمن إتاحة خدمات العلاج والتأهيل لـ 170 ألف مريض سنويًا من حيث توفير وإتاحة الخدمات العلاجية بكافة محافظات الجمهورية، خاصة الأماكن المحرومة من الخدمة والأكثر احتياجًا، فضلًا عن تطوير استراتيجية الشباك الواحد لتقديم الخدمات العلاجية ونظام الإحالة لمرضى الإدمان والأمراض المصاحبة بخاصة الأمراض الفيروسية ومنها (HIV, HCV, HBV).
هذا بالإضافة إلى تطوير قاعدة بيانات إلكترونية وفقًا للمعايير الدولية للمرضى المستفيدين من الخدمات المقدمة من الخط الساخن على مستوى الجمهورية، وتعزيز دور المجتمع المدني في توفير الخدمات العلاجية لمرضى الإدمان، من خلال تعميم تجربة مراكز العزيمة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، وتوفير الخدمات العلاجية والتأهيلية المتنوعة لمرضى الإدمان من نزلاء المؤسسات العقابية، فضلا عن التوسع في تخصيص أقسام لعلاج الإناث والمراهقين ومرضى التشخيص المزدوج بالمراكز العلاجية، والتوسع في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة للمتعافين من مرض الإدمان ضمن مشروع “بداية جديدة” والتدريب المهني للمتعافين بمهن تحتاجها سوق العمل.
وخلال الاجتماع، استعرض الدكتور رضا حجازي الإجراءات التنفيذية لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في مجال التوعية بمخاطر تعاطي المخدرات، والتي تتم من خلال عدد من المحاور، منها ما يتعلق بالأنشطة الطلابية، وكذا ما يتعلق بالمناهج الدراسية.
وأوضح الوزير أن محور الأنشطة الطلابية يتضمن تنفيذ مبادرتي “مدارس بلا تدخين”، و” لا للتدخين”، هذا إلى جانب تفعيل دور الإذاعة المدرسية في توعية الطلاب بمخاطر التدخين والإدمان، وعقد مسابقات طلابية بمجال مناهضة التدخين والمخدرات، وتنظيم قوافل توعوية للطلاب حول أخطار التدخين والمخدرات بالتعاون مع “صندوق مكافحة وعلاج الإدمان”، والقيام بالأنشطة الرياضية والمعسكرات الطلابية، وعقد الندوات والعروض المسرحية، وتنظيم زيارات طلابية للإدارة العامة لمكافحة المخدرات لتوعية الطلاب، وتخطيط وتنفيذ برامج تدريبية للمعلمين بالتعاون مع الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان وإدارة مكافحة التدخين بوزارة الصحة وغيرها من المؤسسات على كيفية نقل الرسائل التوعوية بأخطار التدخين والمخدرات للطلاب.
وأضاف الوزير: فيما يتعلق بالمناهج الدراسية، يتم تضمين المناهج الدراسية في المرحلة الابتدائية والإعدادية بملفات الصحة كقضية أساسية وتناول موضوع أضرار التدخين وتعاطي المخدرات من خلالها، بالإضافة إلى العمل على تمكين الطلاب -من خلال المناهج- من مهارتي التفكير الناقد، واتخاذ القرار كآليات حماية لهم من الوقوع في براثن الإدمان وتعاطي المخدرات، إلى جانب إصدار كتيبات توعوية عن خطورة الإدمان للمرحلة الابتدائية بالتعاون مع صندوق مكافحة الإدمان بعنوان (معًا لحياة أفضل)، متضمنة أنشطة شيقة تناسب الفئة العمرية لتلاميذ المرحلة الابتدائية، فضلاً عن تضمين مناهج علم النفس والاجتماع في المرحلة الثانوية مجموعة من الأساليب التي تجنب الطلاب الوقوع في مشكلات الإدمان.
واستكمالا لاستعراض نشاط عمل صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، خلال عام 2023، تمت الإشارة إلى أنه فيما يتعلق بالحملات الإعلامية، فقد تم إنتاج وتنفيذ سلسلة من الحملات الوقائية بمشاركة الكابتن محمد صلاح، ووصل متوسط المشاهدات سنويًا لكل حملة نحو 25 مليون مشاهدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وساهمت تلك الحملات في زيادة الاتصالات الواردة للخط الساخن بنسبة 400%، كما تمت ترجمة الحملة لخمس لغات، وتم تكريمها في ثلاثة محافل لمكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات، وحصلت كذلك على جائزة الإبداع بمسابقة دبي لينكس العالمية.
وفي سياقٍ متصل، تمت الإشارة إلى أنه تنفيذًا لتكليفات السيد رئيس الجمهورية لوزارة التضامن الاجتماعي، وفي إطار رؤية الدولة للارتقاء بالخصائص السكانية وتحقيق التنمية الاجتماعية بالمناطق المطورة “بديلة العشوائيات ” بدأ العمل بتنفيذ برامج توعوية عن أضرار الإدمان بمنطقة “الأسمرات”، ثم امتد النشاط إلى المناطق المطورة التالية: المحروسة، روضة السيدة، بشاير الخير، أهالينا، حي الضواحي بمحافظة بورسعيد، منطقة معًا، الخيالة، منطقة عشش السودان؛ كما تم تجهيز وتشغيل 6 عيادات تابعة للخط الساخن لاستقبال طالبي الخدمات العلاجية، وجار افتتاح 4 عيادات جديدة، وقد استقبلت العيادات ما يقرب من 20 ألف متردد من مرضى الإدمان من أبناء المناطق المطورة على مدار عام 2023 ويتم توفير كافة الخدمات العلاجية مجانًا وفى سرية تامة.
فضلًا عما سبق، تم تنفيذ 170 ألف زيارة منزلية متكررة للتوعية بأضرار تعاطي المخدرات لكل الوحدات المشغولة بالوحدات السكنية بالمناطق المطورة والأحياء المحيطة من خلال 250 كادرا متطوعا من شباب المناطق، بالإضافة إلى تنفيذ سلسلة من الأنشطة الفنية والرياضية بمشاركة ما يقرب من 7500 طفل، وكذا تنفيذ 25 إعلان طرق للتعريف بخدمات علاج الإدمان المجانية.
وفيما يتعلق بالكشف المبكر على العاملين بالجهاز الإداري للدولة خلال 2023، تمت الإشارة إلى أنه تم الكشف على 179.472 موظف، بـ 29 وزارة وجهة تابعة، بجميع المحافظات مع التركيز على المرافق الحيوية وربط كافة الحركات الإدارية بالكشف عن المخدرات، وتم التأكيد أن نسبة الحالات الإيجابية انخفضت إلى أقل من 1% مقارنةً بـ 8% عام 2019، في السياق ذاته، تم الكشف عن تعاطى المواد المخدرة لـ 10814 سائق حافلة مدرسية على مستوى جميع المحافظات، خلال العام الدراسي 2022/2023، وبلغت نسبة الحالات الإيجابية 0.4% مقارنة بـ 12% عام 2017.
وعن دعم وإتاحة خدمات العلاج وإعادة التأهيل، يقدم الصندوق العديد من الخدمات من خلال الخط الساخن “16023” مثل المشورة والدمج المجتمعي والعلاج والتأهيل واستقبال البلاغات، وقد تم تقديم الخدمات العلاجية لعدد 177450 مترددًا، سواءً حالات جديدة أو متابعة حالات.
كما يتم تقديم قروض للمتعافين بالتعاون مع بنك ناصر الاجتماعي بمتوسط 70 ألف جنيه للقرض الواحد. وتم تنفيذ برامج التأهيل المهني لـ 14000 متعافي من الإدمان على مهن تتطلبها سوق العمل وذلك في إطار الحرص على تقديم خدمات ما بعد العلاج لإعادة دمج المتعافين في المجتمع والحد من انتكاستهم. بالإضافة إلى ما سبق، يتم تنفيذ أنشطة رياضية واجتماعية للمتعافين، وقد استفاد منها 40 ألف مريض سنويًا.