رئيس «النقل الجوى»: نحتاج لـ«السماوات المفتوحة» والطيران لنقاط جديدة

أخبار مصر , No Comment

يسرى عبدالوهاب قال إن القيادة السياسية نجحت فى تحريك المياه الراكدة بالقطاع
الوزير السابق حاول القضاء على الطيران الخاص
نطالب سلطة الطيران المدنى بإعادة النظر فى الاتفاقيات الثنائية مع بعض الدول
نجحنا فى جذب أسواق غير تقليدية مثل الأوكرانية والهندية واليابانية

قال يسرى عبدالوهاب، رئيس الاتحاد المصرى للنقل الجوى، إن القيادة السياسية نجحت خلال الفترة الأخيرة فى تحريك المياه الراكدة داخل قطاع الطيران، وتدخلت لحل المشكلات العالقة منذ سنوات، ما انعكس إيجابا على نمو الحركة السياحية بشكل عام.
وطالب «عبدالوهاب»، خلال حواره مع «الدستور»، بتطبيق سياسة «السماوات المفتوحة» فى المطارات المصرية، خاصة مطار القاهرة الدولى، لما لها من آثار إيجابية على الاقتصاد الوطنى، داعيًا وزير الطيران، الفريق يونس المصرى، لإتاحة الفرصة أمام الشركات الخاصة لتدشين خطوط جديدة، فى إطار سياسة التكامل بين القطاعين الخاص والحكومى.

■ بدايةً.. كيف تقيم أوضاع قطاع الطيران فى مصر بصفة عامة؟
– القيادة السياسية نجحت فى السنوات الماضية فى تحريك المياه الراكدة فى القطاع، بعدما حققت الاستقرار الأمنى وسرعة الاستجابة للمشكلات ونجحت فى دفع التعاون بين القطاعين العام والخاص من أجل مزيد من العمل والتنمية.
وبناء عليه نجحت الدولة فى قطاعات السفر والسياحة فى الاستفادة من مبادرات القطاع الخاص وقدرته على المغامرة وجنى المكاسب، رغم توقع الخسائر على المدى القصير.
وبالفعل نجحت هذه الشراكة فى جذب أسواق غير تقليدية لمصر، وأصبحنا نشهد حركة متزايدة لأسواق لم تكن موجودة من قبل، مثل الأسواق الأوكرانية واليابانية والهندية والصينية وكذلك بعض دول أمريكا الجنوبية، وكل ذلك انعكس بشكل مباشر على الحركة السياحية، ما أثر بالطبع بشكل إيجابى على قطاع الطيران.
■ ما أهم مطالبكم من سلطة الطيران المدنى؟
– مطالبنا تتلخص فى منحنا الحق فى الطيران لنقاط جديدة حول العالم، خاصة فى الخطوط القصيرة والمتوسطة، على أن تهتم الشركة الوطنية بالرحلات الطويلة، وهذه التجربة أثبتت نجاحها فى أماكن كثيرة، وعلى رأسها دولة الإمارات.، كما نطالب سلطة الطيران بأن تعيد النظر فى الاتفاقات الثنائية الموقعة بين مصر والبلدان الأخرى ومراجعة إحصائيات وبيانات السنوات الأخيرة للاستفادة من التغيرات التى طرأت على مجالنا.
ونطالب أيضا بحرية السوق التى تتيح لنا المنافسة فى تحسين الخدمة والأسعار، فإذا كانت الدولة قد أقرت بفكرة فتح أبواب الاستثمار فى مجال الطيران فيجب ألا تتم التفرقة فيه بين القطاعين الحكومى والخاص.
■ هل نقلتم وجهة نظركم هذه إلى وزير الطيران؟
– للأسف الوزير السابق حاول بكل جهد القضاء على الطيران الخاص، وكاد أن ينجح فى ذلك، رغم توجيهات الرئيس السيسى المبشرة والواعدة والداعمة لنا.
لذا نأمل أن يولى الفريق يونس المصرى، وزير الطيران المدنى الحالى، اهتمامه بهذا الملف، ومناقشته معنا، وتقدمنا بالفعل بطلب رسمى للحديث معه فى هذا الأمر منذ توليه المسئولية، وننتظر الاستجابة لطلبنا، خاصة بعدما شهدناه من رغبة حقيقية فى تحقيق طفرة بالقطاع، وحل كافة الأمور العالقة به.
■ ينادى بالبعض بتطبيق سياسة السماوات المفتوحة فى مطار القاهرة الدولى.. هل تؤيدون الدفع فى هذا الاتجاه؟
– الرئيس السيسى سبق أن وجه بدراسة هذا الأمر، وطلب من مسئولى القطاع الذين تسيطر عليهم أفكار قديمة لم تعد تصلح لهذا العصر أن يقيموا الأمر بموضوعية، وأعتقد أنه على المعترضين على تنفيذ هذه الخطوة أن يسألوا أنفسهم: هل يجب علينا أن نضحى بمصلحة مصر من أجل مصلحة شركة مصر للطيران؟.
ومن جهتى أرى أن هذا الأمر لو طبق فإنه سيحقق لمصر مكاسب هائلة، ويمكننا هنا النظر إلى تجارب بعض الدول التى قامت بفتح سماواتها، وما حققته من مكاسب بعد اتخاذ هذه الخطوة، حتى نعلم ما ينتظرنا.
فعلى سبيل المثال، تحولت دبى بعد تنفيذ هذه السياسة من مجرد إمارة خليجية عادية إلى قبلة للأغنياء من كل مكان، وتحولت تركيا- التى كانت تنظر إلينا بحسد عندما وصل عدد السياح لدينا إلى ٦ ملايين سائح دون أن تتجاوز هى ٢ مليون سائح- إلى دولة جذب سياحى هائل.
ونتيجة لاهتمام الدولة التركية بفتح أجوائها أمام العالم نجحت فى تجاوزنا سياحيا، وفى الوقت الذى حققنا فيه رقم ١٢ مليون سائح واعتبرناه طفرة، كانت تركيا قد وصلت إلى رقم ٣٥ مليون سائح فى العام الواحد.
الأمر نفسه يمكن رصده فى لندن، التى نجحت بهذه السياسة فى شغل فنادقها بنسبة ١٠٠٪، ثم بدأت الانتقاء من بين السياح لتضمن توافد السياح الأغنياء عليها بشكل منتظم.
وإذا نظرنا للأمر على المستوى المحلى، فإن لدينا تجربة فتح السماوات فى مطار الغردقة، والتى تسببت فى طفرة حقيقية للمدينة، التى استطاعت خلال سنوات أن تصل لمعدلات ٦ ملايين سائح، بدلا من ٦٠ ألفًا فقط.
■ مصر تضم عددًا من المطارات التى طبقت هذه السياسة.. فما ضرورة تطبيقها فى مطار القاهرة الدولى بالذات؟
– الشركات الكبيرة التى تعمل فى مجال الطيران تشترط عادة هبوطها فى المطارات المركزية للعواصم العالمية، مثل مطار القاهرة الدولى، لأنها تعتبرها مركز التحرك والانتقال، وفى رأيى أن تطبيق هذه الخطوة سيعيد العاصمة المصرية لمكانتها، كمركز للتجارة والاقتصاد والسياحة والمؤتمرات العالمية.
كما أن هذه السياسة تسمح بتشغيل المطارات بكامل طاقتها وتؤدى لزيادة الحركة السياحية بنسبة ١٠٠٪ فى أسرع وقت، بالإضافة إلى ذلك فإن الشركات العملاقة فى المجال تستهدف دائما هذه المطارات الكبرى لتدشين مراكز صيانة إقليمية لها، ما يعنى تشغيل آلاف الخريجين فى مجال هندسة الطيران.
وبعيدًا عن كل ذلك، فإن سياسة فتح السماوات وحركة الترانزيت تنعكس إيجابا على قطاعات أخرى مثل الصناعة والزراعة، وتشكل محورا للتنمية نظرا لقدرتها على تشغيل هذه القطاعات الاقتصادية على مدار الساعة، ما يستوعب نسبًا كبيرة من البطالة.

■ تستعد مصر لفتح عدة مطارات جديدة كيف ترى تأثير ذلك على حركة الطيران؟

– فتح مطارات جديدة يعنى فتح بوابات جديدة للدولة المصرية، وهذا بالطبع يصب فى صالح الاقتصاد المصرى، ويؤثر إيجابا على حركة السياحة والطيران.
والنقطة الأهم هنا ألا تقتصر هذه المطارات على الرحلات الداخلية فقط، بما يحرمنا من استغلالها دوليا بشكل كامل، كما أن الخطوة الأهم تتمثل فى سرعة تشغيل هذه المطارات، وفقا لسياسة السماوات المفتوحة، لأن سياسة الإغلاق لن تصب فى صالح الدولة ولن تسمح لنا باستغلال المطار الجديد بشكل كامل.


بحث