من حقنا جميعا أن نتحاور، نتناقش ونتبادل الرؤى والأفكار ، وحق لنا أن نختلف أو نتفق، أن نرفض أو نقبل، نعترض أو نتقبل فكرة ما أو رأى.. لكن ليس من حقنا أن نتجاوز أو نهين أو نجرح بعضنا البعض.. ليس من حقنا أن نتهم الآخرين أو نشكك فى ذمتهم وضمائرهم لمجرد الخلاف فى الرأى. فالحياه ليست بين الأبيض والأسود فقط، فهناك اللون الرمادي أيضًا، وحتى في الأبيض والأسود درجات، تماما كالنفس البشريه التى قد تصل إلى حد التناقض بين لحظة وأخرى.. علينا أن نتقبل بعضنا البعضـ باختلافاتنا فى الرؤى والتوجهات طالما أن أرض الله واسعة، تسع الجميع على تنوعهم واختلافهم وثقافاتهم، ولا يعقل أن نختلف ونتمزق ونحن قطاع واحد فى النهاية، يخدم الإنسان الذى هو فى الأصل بالنسبه لنا: أخ، وأب، وأم، وزوجة وابنة أو ابن.
ما يحدث الآن بين قطاع الأدوية لشركات «التول» وبين وزارة الصحه لا يليق بكونهما مصدرا لراحة المريض، ولا يعقل التشكيك والتخوين من وزارة يفترض أنها تحتوى هذه الشركات الصغيرة حتى تساعد على ازدهار قطاع الأدوية، باعتبار هذا القطاع بمثابة الماء والهواء للمريض.. هذه الشركات لابد أن تاخذ حقها كاملا فى الإنتاج مقارنة ببعض المصانع الكبيرة حتى لو كانت شركات مكملة للقطاع. لابد أن يكون التفكير فى المريض بالدرجة الأولى بعيدا عن كل هذه الاختلافات.. ومهما وصل الخلاف، لا يجب أن يصل لهذا المستوى المنحدر من البذاءات، والإهانات والتجريح والتخوين.. لا يمكن أن يكون من ليس معى هو ضدى، ومن لا يرى ما لا أراه هو أعمى لا يرى أصلا!!
من حقنا ان نختلف، لكن ليس من حقنا أن نفقد ما كسبناه فى سنوات العمر من علاقات إنسانية… أن نحتاج، أن نضع نصب أعيننا، مصلحه المريض، وكذلك ثقافة وأخلاقيات الخلاف حتى لا نخسر.