كتبت-هاله الابراهيم
تطرق الأستاذ الدكتور أحمد السبكي أستاذ الأنف والأذن والحنجره بطب المنصوره للحديث عن مشكلة الشخير التي يعاني منها الكثير من الأشخاص في مجتمعنا، وكشف عن أسبابه وأنواعه وطرق علاجه، ففي البداية يقول السبكي : “هناك الكثير من الأشخاص يعتقدون أن الشخير هو مجرد صوت مزعج أثناء النوم لكن الأمر له عواقب كثيرة منها أنه من الممكن أن يؤدي بالشخص للإصابة بمرض الضغط العالي، مرض السكري، جلطات على القلب، جلطات على المخ، ووفاة مفاجئة، حيث كان الشخير قديماً يُمثل مشكلة اجتماعية فقط، ولكن الأبحاث الحديثة تؤكد أن الشخير حتى وإن كان بسيطاً متعلق بإنسداد في مجرى التنفس أو تصلب في الشرايين”.
وكشف السبكي عن أنواع الانسداد المتواجد في مجرى التنفس لمريض الشخير إما إعوجاج في الحاجز الأنفي أو تضخم في الأنف أو تضخم اللوز، وهناك إنسداد ديناميكي لا يحدث إلا عند وجود انسداد في التنفس أثناء الضغط السلبي، وهذه الانسداد الديناميكي يتم تشخيصه عندما يكون المريض نائماً.
وحدد أنواع مرضى الشخير إلى نوعين، فهناك مريض وظيفي وهو المريض الذي يكون لديه ارتخاء أو يعاني من تناقص الاكسجين مما يؤدي إلى شعوره بالاختناق أثناء النوم فيستيقظ سريعاً، أما النوع الآخر يُسمى مريض تشريحي وهو المريض الذي تظهر عليه أعرض المرض بوضوح أثناء ممارسته لحياته اليومية لذلك يكون تشخيصه سهلاً أما المريض الذي لا تظهر عليه أي مشكلات أثناء فحصه يصبح تشخيصه صعباً، لذلك نضطر إلى توسيع انسداد الضغط السلبي الذي يحدث له أثناء النوم وذلك عن طريق توسيع جدران البلعوم إما بتغيير عضم الوجه أو تغيير وضع اللسان، أما المريض الذي يعاني من الشخير لكن بعد الكشف عليه يتضح عدم وجود أسباب رئيسية في المشكلة، يحتاج إلى الفحص بمنظار البلعوم للتأكد من وجود ورم من عدمه.
وحدد السبكي المعايير التي تتحكم في إجراء العمليات الجراحية بالقول : “هناك عدة معايير تتحكم في إمكانية إجراء عملية جراحية لمرضى الشخير منها وزن المريض، فإذا كان يعاني من سمنة مفرطة يكون حجم الرئة صغير، كذلك لو البطن وجدران الصدر بها دهون كثيرة يكون حجم الرئة أقل، وهنا تتمثل الصعوبة في إجراء الجراحة، أما المريض الذي تكون حجم رئته كبيرة وحجم اللوز كبيرة يكون علاجه سهلاً، وأولاً وأخيراً يرجع ذلك لرغبة المريض في إجراء حراجة من عدمها”.
وكشف السبكي أن مشكلة التنفس لا تتوقف فقط عند مريض الشخير، فالمريض الذي يفتح فمه أثناء النوم يكون أيضاً لديه نفس المشكلة لإن لسانه يرجع للوراء فيسبب ضيق تنفس، وهذا المريض يكون علاجه في منتهى الصعوبة لإنه من الممكن أن يخضع لعملية جراحية لتوسيع الأنف لذلك في بداية الأمر نقوم بفحص الأنف للتأكد أنه لا يوجد ما يسبب انسداد للأنف سواء حاجز أنفي أو حساسية أو مشاكل في البلعوم ثم نلجأ لبعض الحلول منها ربط رأس المريض أثناء النوم بحيث يكون الفم مغلقاً مع التأكد أن المريض ينتفس بصورة طبيعية من الأنف، أما الحل الآخر يتمثل في تمارين يقوم المرض ببمارستها لتنشيط البلعوم، وهدف هذه التمارين هو تدريب المريض على استعمال مجرى التنفس بصورة طبيعية.