دين “خالد منتصر”!! بقلم…مختار محمود

مقالات , No Comment

كان مشهداً قدرياً بامتياز. بعد أيام قليلةٍ من تقيؤه مقالاً مُهترئاً مُفككاَ مُشتتاً مُرتبكاً مُتوتراً، عن المطالبة بنسخ أحكام القرآن الكريم والتأكيد على أن ما كان يصلح فى زمن البعثة النبوية لم يعدْ يصلحُ الآن.. شاءتْ الأقدار أن تهدى وزارة الداخلية “خالد منتصر” نُسخة من المصحف الشريف.
الكاتبُ المثيرُ للغط والغلط دوماً، كان قد ادَّعى أنه تعرَّض لاعتداء داخل معرض الكتاب، فكلفت الوزارة مَن استقبله وأهداه نُسخة من القرآن الكريم.. “وتمكرون ويمكرُ الله واللهُ خيرُ الماكرين”.
بدا وجهُ “خالد منتصر” باهتاً مُنطفئاً لحظة تسلمه المُصحف الشريف، ولولا الخوفُ مما لا يُحمد عقباه، لاعتذر عن عدم تسلمه، ولاعتكف على كتابة سلسلة مقالاتٍ يتهم فيها الوزارة بالتطرف، لأنها أهدته مُصحفاً، وليس “صندوق ويسكى” .
المذكورُ ثالثُ ثلاثة يعيثون فساداً فى أدمغة المصريين، ويهرفون بما لا يعرفون، ويحسبون أنها يُحسنون صُنعاً، ويُحبُّون أن يُحمَدوا بما لم يفعلوا. أولُ هؤلاء: “إبراهيم عيسى” الذى يسخرُ من فريضة صوم رمضان ويراها بلا قيمة أو جدوى، وثانيهم: الفتى “إسلام بحيرى” الذى ثبت للقاصى والدانى جهلُه المُركَّب ورداءة بضاعته وسُخفها، وثالثهم: طبيب التحاليل الذى لم يتحقق طبيباً أو مفكراً حتى الآن، ويحذو حذو من بال فى بئر زمزم، ليعرفه الناسُ، فطالب مؤخراً بنسخ أحكام القرآن الكريم..
العلَّامَة، الذى لا يحملُ من اسمه حظاً مذكوراً، يطالبُ من خلال دعوته الخبيثة، إلى نسخ تحريم شرب الخمر والزنا والشذوذ، وإباحة جميع المُحرَّمات، بزعم أنه لم يعدْ هناك حاجة لتحريمها.
الفهَّامةُ، الذي يظنُّ نفسه بديلاً لمُفكرين كبار مثل: “فرج فودة”، يهدف من هذا الطرح  الذى لم تلتفتْ إليه أو تحتفِ به كالعادة سوى مواقع اللادينيين والملاحدة والأقباط المتطرفين، إلى خلق واقع جديد، لا وجودَ فيه لشرع الله أو أحكام السماء، ولا تصنيف للحلال والحرام، أو المعروف والمُنكر.
دعْكَ من الأسانيد والبراهين والأدلة التى حاول المذكور أن يحشدها فى أطروحته الماكرة المرفوضة ابتداء وانتهاء، وجملة وتفصيلاً، فهى ليست سوى شتاتٍ لا يبنى حُجة ولا يدعمُ منطقاً، ولكن ما يجب أن يلتفت إليه المُغرمون  والمُتيمون بـ “خالد منتصر”،  هو أنه دائماً وأبداً لا يأتى بما لم تأتِ به الأوائلُ، ولكنه يظلُّ مُجرد “ببغاء بنصف لسان”، يردد ما ردده المتقدمون ممن افتتنوا بأنفسهم وبعقولهم أو تبنوا فى حياتهم مبدأ: “خالفْ تُعرفْ”.
“خالد منتصر”، فى جميع مقالاته الشيطانية، يفتش فيما أنتجه الأولون من شواذ الأفكار، ويعيد طرحه ، ومن ثمَّ فهو ليس مفكراً أو مجدداً أو مصلحاً، ولكنه مجرد وسيط ، وما يقوم به تستطيع أية سكرتيرة معدومة الخبرة والعلم القيام به على نحو مثالى. وفى أحيانٍ كثيرة.. لا ينسبُ تلك الأفكار إلى أصحابها، ولكن ينسبها إلى نفسه الأمَّارة بالسوء. وفى جميع الأحيان ينزع تلك الأفكار من سياقها، وإذا تراجع أصحابها عنها بعدما تبين لهم الحق من الباطل، يخفى الحقيقة وينكرها، مُستغلاً جهالة متابعيه وكراهيتهم للإسلام بالسليقة، ورغبتهم المحمومة فى قراءة كل ما يسئ إلى الإسلام.
ويبقى السؤال: إذا كنت يا “خلود”، وتلك التسمية التى تألفها أذناك من رفقائك وما أكثرهم وأغزرهم، تتجرأ على القرآن الكريم وتطعن فيه تارة، وتطالبُ بنسخ أحكامه تارة أخرى، فلماذا  تحصرُ جرأتك فى الإسلام فقط دون غيره من أديان السماء، ولماذا تتخذُ من الدين الخاتم، دون سواه خصماً وعدواً لدوداً، أم أنك تبشر بدين جديد.. هو دين خالد منتصر؟


بحث