تستخدم العديد من النساء الهواتف الذكية كثيرًا خلال فترة الحمل لعدة أغراض، منها التعرف على كيفية رعاية الرضيع، والحديث مع الطبيب والأهل، وتصفح المواقع التي تبيع مستلزمات الأطفال، وغيرها من الأشياء التي تجعلها تحمل الهاتف لساعات طويلة، ومع تقدم المرأة في شهور الحمل يدور سؤال في ذهنها “هل يؤثر الهاتف على صحة الجنين أم هو آمن؟”.
في بحث قام به هيو تايلور عالم أمريكي في جامعة “ييل”، اتضح أن الهاتف له تأثير حينما يكون قريبا من النساء خلال الحمل، ومن أبرز الأضرار “النشاط المفرط”.
واستخدم “تايلور” فئران تجارب حامل، ووضع الهاتف بجانبها وهو على وضع التشغيل لساعات طويلة إلى أن ولدت الأجنة، وبعد فحصها اكتشف إصابتها بالقلق وضعف الذاكرة نتيجة لتعرض أمهاتهم إلى الإشعاع الذي كان له تأثير سلبي على تطور الخلايا العصبية في قشرة الدماغ الأمامية، في الوقت الذي وُلِدَت الفئران التي لم تتعرض أمهاتهم إلى الهاتف بصحة جيدة، وفقًا لصحيفة “تلجراف” البريطانية.
وفي دراسة قام بها فريق من أطباء معهد برشلونة للصحة العالمية في إسبانيا استهدفت أكثر من 80 ألف حالة لأم وطفلها في (الدنمارك، وإسبانيا، والنرويج، وهولندا، وكوريا)، اتضح أن الأطفال الذين كانت أمهاتهم يستخدمون الهاتف خلال الحمل يعانون من فرط الحركة ومشكلات سلوكية أخرى، مثل قلة الانتباه والتركيز.
وأكدت الطبيبة لورا بيركس، قائدة الفريق الذي أجرى الدراسة، أن الحامل في حالة استخدامها الهاتف أكثر من ساعتين يوميًا؛ فإن الأجنة معرضة للإصابة بفرط الحركة بشكل كبير، وذلك حسبما نقل موقع “baby centre”.
وأوضحت الدراسة أيضًا أن استخدام الحوامل للهاتف لساعات طويلة يتسبب في ميل مشاعر الأطفال إلى التوتر والقلق أغلب الأوقات دون سبب واضح، إضافة إلى الإصابة بضعف الذاكرة وعدم القدرة على التفوق الدراسي؛ وذلك لأن الهاتف الذكي يصدر إشعاعات ضارة بالمخ خلال مرحلة التكوين.
ويمكن للمرأة الحامل تقليل ضرر الهاتف على الجنين من خلال استخدامه لساعات قليلة وعدم وضعه على الجسم، مع الحرص على إطفائه خلال النوم أو ضبطه على وضع الطائرة ووضعه في الحقيبة خلال التواجد خارج المنزل بدلًا من مسكه في اليدين؛ ليكون تأثير الإشعاع أقل.