أنا في منصبي واللي هيفكر يشيلني منه، همحيه من على وش الأرض».. هذه الجملة حقيقية، ولا تمت للخيال بأي صلة، قالها الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، لعدد من زملائه في إدارة الإعلام، بعد أن اصطدم بهم بسبب طريقته التي وصفها البعض بالمستفزة، ولا أعرف دورًا للجالس على كرسي المتحدث الرسمي باسم الوزارة، إلا التواصل مع وسائل الإعلام، والمواطنين، وذلك لتفسير قرارات الوزير، أو إيضاح أخرى غامضة، أو ليكن حلقة وصل بين الإعلام وقيادات الوزارة، وهي المهمة التي فشل فيها خالد مجاهد بامتياز مع مرتبة الشرف.
ما الذي يجنيه خالد مجاهد من هذا المنصب؟! يجعله يتمسك به بكل ما أوتي من قوة- وللحق فإن الرجل لديه من القوة ما مكنه من الحفاظ على منصبه، رغم مئات من الشكاوى في حقه، وتدخل النيابة الإدارية في ديسمبر 2016، ووقفته وقتها عن العمل لمدة ثلاثة أشهر؛ لتجاوزه الإداري، وكان لا يجب على وزير الصحة السابق الدكتور أحمد عماد الدين، أن يعيده إلى منصبه مرة أخرى- أنما نقول إيه عزبة- وبعدها عاد المتحدث أقوى من الأول، وكأنه عاد لينتقم.
عاد خالد مجاهد ليفرض سيطرته، ليس فقط على إدارة الإعلام، وإنما على الوزارة، ليعيث في الديوان تكبرا وتجبرا، يفصل هذا، ويهدد ذاك، وينقل آخر من الإدارة التي ورثها (بحكم القرابة)، حتى بات ديوان أهم وزارة خدمية في مصر بين قبضة يديه، وبالطبع ليست اليد المناسبة.
على الرجل علامات استفهام، يعلمها القاصي والداني في وزارة الصحة، وتتردد أقاويل داخل ديوان عام الوزارة، تؤكد استغلاله لمنصبه، وتدخله المباشر، ليعمل عددا من الموظفين غير المعينين من الباطن في الوزارة، في حين أنه ينكل بالمعينين، فقط لأنهم «مش من شلته».
لم يكتسب خالد مجاهد خلال السنوات الثلاث السابقة، سوى كره الجميع، اللهم إلا بعض المنتفعين، يكرهه زملاؤه في إدارة الإعلام، وبالطبع نكل بمعظمهم، ويكرهه الصحفيون الذين يتابعون ملف الصحة، حتى أن بعضهم قرر ترك الملف، وتغطية قطاع آخر، ويكرهه المواطنون الذين تعاملوا معه بشكل مباشر، أو غير مباشر، من أجل حالة مَرضية، وآخرهم الشاعر أيمن بهجت قمر، الذي اشتكى من سوء معاملته، حين طلب منه التدخل لإنقاذ حالة إنسانية.
وتخيل المتحدث الجهبذ أنه عندما يدعو عددا من القيادات، في بعض المؤسسات الصحفية والإعلامية، ليتناولوا العشاء معًا، في منزله، أنه أمِنَ رقابة الإعلام وبحث وتحري الصحافة، لا يدرك أنه لن يأمن هذا ولا ذاك إلا بعمله، وإخلاصه، وتفانيه في خدمة المواطنين.
كان يستطيع بنفوذه الذي يمتلكه، والذي يدفع ببقائه في منصبه كمتحدثٍ رسمي، حتى بعد تغيير وزير الصحة السابق الدكتور أحمد عماد الدين، وببعض من العمل الحقيقي، أن يحقق ما أراد تحقيقه، إلا أنه سلك الطريق الخطأ.. وللحديث بقية