اللواء تامر الشهاوى ضابط الاستخبارات العسكرية المصرى السابق وعضو مجلس النواب ولجنة الدفاع والأمن القومى المصرى السابق يكتب ..”حل الدولتين قد يكون أسرع وأقرب مما يتصور البعض”
١-عملية يوم ٧ اكتوبر أثبتت بما لا يدع مجالاً لشك أن جيش الدفاع الاسرائيلي بكل امكانياته لم يستطع مواجهة حركة مسلحة بأسلحة خفيفة، كما تأكد عدم قدرة المقاتل الإسرائيلي على المواجهه العسكريهة، وأن جيش الدفاع الاسرائيلي تتمركز قدراته فى القدرات الجوية والصاروخية اى التعامل بعيد المدى.
٢-كل التصريحات التى صدرت من الجيش الاسرائيلى عقب يوم ٧ اكتوبر غير مقنعة ” عسكرياً ” لأى خبير عسكرى فكيف لم تستطع وحدات الإنذار المبكر والرادار والمراقبه والاستخبارات التنبيه بهذا الهجوم الذى اتى براً وجواً وبحراً .
٣-أصبح واضحاً أن إسرائيل تنتهج سياسة الارض المحروقة فى قطاع غزه كرد فعل انتقامى لاجتياح يوم ٧ اكتوبر و أتصور أن أي متابع بما فيها حماس نفسها تعلم يقينا أن من نتائج العملية سيكون رد فعل انتقامى من اسرائيل والدول الداعمة لها .
٤-رغم كل الاجراءات التى قامت بها إسرائيل منذ يوم ٧ وحتى الأن بما فيها اتباع سياسة الارض المحروقه إلا أنها لم تؤتى بأى نتائج ايجابية لإسرائيل حتى الان فهى لم تستطع إعاده الرهائن ولن تستطيع احتلال القطاع وان استطاعت فلن تستطيع الاستمرار وستكون تكرار لسيناريو انسحابها من القطاع فى ٢٠٠٥ .
٥-المتابع لجميع الاجتياحات السابقة لقطاع غزه كانت تتم من ناحية معبر كرم ابو سالم ولكن هذه المرة الحشد من اتجاه معبر اريز والمعروف أن هذا المعبر يمر بمنطقه زراعات فى داخل القطاع لعمق ٥ كيلو تقريباً وهذا معناه ان الجيش الاسرائيلي حال اقتحامه القطاع من هذا الجانب يريد تحقيق نصر اعلامى فقط يخاطب به العالم ويخاطب به الداخل الاسرائيلي.
٦-من وجهة نظرى الجيش الإسرائيلي لن يغامر بحرب مدن داخل قطاع غزه وسيستمر فى حصار القطاع واستهدافه بالطائرات والصواريخ وأعمال الاستخبارات لتحديد نقاط تجمع عناصر وقيادات حماس وكذا اماكن تخزين الرهائن.
٧-العالم أجمع يعلم يقيناً أن إسرائيل بكل تحالفاتها لن تستطيع بأى صورة من الصور أن تبيد شعب قوامه ١٠ مليون فلسطينى مقيمون فى الاراضى المحتلة.
٨- الزيارات المكوكية ومراسم الحج الشبه يومى إلى تل أبيب من القيادات الاممية والغربية والدعم غير المحدود والغير مسبوق يؤكد مخاوف حقيقية لدى الغرب من توسع النفوذ الروسى والصينى فى الشرق الاوسط باستغلال الأزمة الفلسطينية ويؤكد ايضاً ان أمن وسلامة دولة إسرائيل هى أمن قومى أمريكى غربى كونها تمثل رأس الحربة الامريكية الغربية لنفوذهم فى المنطقة.
٩- الممر الاقتصادي والذى تم الكشف عنه خلال قمة العشرين فى 10 سبتمبر 2023 الهند الولايات المتحدة والذى يتكون من ممرّين هما الممرّ الشرقي ويربط الهند بدول الخليج العربي، والممرّ الشمالي الذي يربط دول الخليج بأوروبا عبر الأردن وإسرائيل هذا الممر لن يكتب له النجاح فى ظل الصراع الدامى فى الاراضى المحتلة.
١٠- كلمات الأمين العام للأمم المتحدة والمندوب الأمريكى ووزراء خارجية الدول الغربية فى الأمم المتحدة المحت فى اكثر من مناسبة الى إدانة مزدوجة لكل من حماس وإسرائيل كما المحت إلى أن استمرار هذا الصراع إلى مالانهاية أمر غير ممكن .
١١- نتانياهو والقاده العسكريين وقادة الأمن والاستخبارات يواجهون موقف قاسى وخطير وأغلب الظن سيتم محاكمتهم على غرار لجنة اجرانت التى تشكلت عقب حرب عام ٧٣ لدراسة اسباب هزيمة إسرائيل ، لذا فإنهم سيعمدون إطالة أمد الحرب على أمل تحقيق انتصارات تحسن من موقفهم .
١٢-سيكون الهدف من الحشد الإسرائيلى على غزه هو تدمير البنية العسكرية لحركه حماس لتحقيق نصر معنوى فى المقام الاول واستعادة هيبة جيش الدفاع بالإضافه إلى استخدام حصار القطاع كأوراق تفاوضية للإفراج عن الأسرى لدى حماس وكهدف نهائي تحقيق أفضل شكل تفاوضى لحل الدولتين حال التوافق الدولى على العوده لهذا المسار كمخرجات أوسلوا .
بناء على كل ماسبق أرى بين السطور أن هناك رغبة دولية أصبحت مطروحه بقوة الأن وهى اللجوء الى حل الدولتين وارى ايضاً ان هذا الحل مطروح من الداخل الإسرائيلي اكثر من اى وقت مضى وأن ما يدور حالياً من نقاشات هو على أى أراضى تقام الدولة الفلسطينية خاصة بعد الرفض المصرى الاردنى لسياسة التهجير .
ملخص ما اود طرحه ” ان حل الدولتين قد يكون اسرع واقرب مما يتصور البعض ولكن على أى أساس وأى حدود وأى وضع ذلك هو ماستسفر عنه الايام القليلة القادمة “