أطلقت جامعة صينية مشروعا تحت شعار “المشي مقابل المال” لتشجيع الطلاب على المشي نظير الحصول على تخفيضات على الوجبات، بحسب صحيفة الشعب اليومية.
وأوضحت الصحيفة أن جامعة تشجيانغ جونجشانج تقدم خصما 15 في المائة على الوجبات الغذائية لكل طالب يمشي 10 آلاف خطوة يوميا، وإذا حقق 40 ألف خطوة يرتفع الخصم إلى 45 في المائة.
ويقوم تطبيق المراسلة الصيني “وي شات” بمراقبة وتسجيل الحركات البدنية للمستخدمين.
وحتى يتمكن الطلاب من الفوز بالخصومات، يجب عليهم إظهار السجل البدني الخاص بهم على التطبيق ليتأكد موظفو المطعم أنهم حققوا الخطوات المطلوبة.
ونال هذا التقرير اهتماما من جانب المستخدمين وأبدى عشرات آلاف الصينيين إعجابهم به على موقع التواصل الاجتماعي الصيني “ويبو”، وهو النسخة الصينية من تويتر.
“الركب تحترق”
وصف أحد مستخدمي ويبو، الذي ادعى أنه اختصاصي تغذية في إحدى الجامعات الصينية، هذا البرنامج بأنه “جيد” وقال: “هذه طريقة اقتصادية لنظام غذائي ورياضي متوارزن”.
لكن الفكرة لم تجد قبولا من الجميع. وركزت غالبية التعليقات على التساؤل حول واقعية الفكرة فيما يتعلق بعدد الخطوات المطلوبة يوميا.
وقال أحد المستخدمين: “40 ألف خطوة، من المؤكد أن الركب ستحترق”. وكتب آخر أنه عانى من إجهاد العضلات بعد المشي 40 ألف خطوة.
وردا على هذه المخاوف، قالت الجامعة إن المشي يمثل فقط أحد الأنشطة المدرجة في هذا البرنامج.
وقال تشانغ لينكين، وهو مسؤول في مطعم الجامعة للصحيفة: “عندما يلعب الأولاد كرة السلة، تسجل الهواتف الذكية بياناتهم (النشاط البدني)، وتقوم باحتساب الجري في الملعب من بين خطوات المشي اليومية”.
وشرح لينكين مصدر الفكرة وكيف جاءت، “إبان الاحتفال بعطلة نهاية السنة الصينية الشهر الماضي، استمتع الطلاب بتناول الكثير من الأطعمة الجيدة في منازلهم. لكن يمكن الجمع ما بين تناول طعام جيد وممارسة الرياضة”.
وليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها جامعة صينية تحسين مستوى اللياقة البدنية للطلاب.
ففي العام الماضي أعلنت جامعة غوانغدونغ للدراسات السياسية، عن برنامج جديد لتقييم القدرة الرياضية للطلاب في الاختبارات وتضمن المشي لمسافة 10 آلاف خطوة.
لكن هذه المبادرة قادت إلى دفع الطلاب للغش والخداع في عدد الخطوات، نظرا لأن الوصول إلى 10 آلاف خطوة يوميا أمر صعب، بحسب مسؤول في وكالة شينخوا الرسمية الصينية.
وتواجه الصين حاليا مشكلة حقيقية في انتشار البدانة، وهناك تحذيرات من ارتفاع سريع لمعدلات البدانة بين الشباب.
ومن المتوقع أن يعاني أكثر من ربع أطفال الصين من البدانة أو زيادة الوزن بحلول 2030، وفقا لإحدى الدراسات.
كما أن هناك انتقادات لسياسات الصحة العامة التي تنتهجها الحكومة الصينية، لأنها تركز بصورة أساسية على ممارسة الرياضة، في حين نادرا ما تشير إلى ضرورة الالتزام ببرنامج غذائي أو الحد من السعرات الحرارية واستهلاك الوجبات السريعة.