تعرف على أسباب عزوف الشباب عن الزواج

منوعات , No Comment تعرف على أسباب عزوف الشباب عن الزواج

كتبت / الاء طه

مع تزايد نسبة العزوف عن الزواج في المجتمعات العربية عامة والمجتمع المصري خاصة سعت صحيفة أهرام الصبح لمعرفة  أسباب  العزوف عن الزواج لدى الشباب .أفادت الدكتورة سعاد حسن الباحثة الإجتماعية بأن هنالك العديد من الأسباب التي تدفع الشباب لتأجيل خطوة الزواج أهمها :

الأسباب المادية

قد تكون الحالة الاقتصادية من أهم الأسباب التي تدفع الشباب للعزوف عن الزواج، وذلك بسبب ما يتطلبه الزواج من تكاليف ونفقات مرتفعة جداً، قد لا يستطيع الشاب توفيرها، ومن الأمثلة على هذه النفقات المهر، وتجهيز منزل الزوجية، وإقامة حفل الزفاف، بالإضافة إلى ذلك فإنّ معظم الشباب لا يستطيعون تحمّل نفقات الحياة الزوجية، وتكوين أسرة، وإنجاب الأطفال؛ وذلك بسبب تدني الأجور، وغلاء المعيشة، وانتشار البطالة بشكلٍ كبير، لذا فإنهم يلجأون في مثل هذه الحالات إلى تأخير الزواج لأجلٍ غير محدود إلى أن تتغير ظروفهم وتتحسن.

 أسباب نفسية

في كثير من الأحيان يكون السبب الحقيقي لعزوف الشخص عن الزواج نابع من عوامل وتأثيرات نفسية، والتي قد تكون في مجملها نتيجةً لبعض التجارب السابقة المؤلمة، والتي تركت الأثر الكبير على الشخص، مما يجعله ينطوي وينغلق على نفسه، كنوعٍ من أنواع الدفاع الذاتي عن النفس، خوفاً من تكرار الألم الذي تعرّض له في السابق مرةً أخرى، وغالباً ما يبدأ هذا الإحساس في مرحلة الطفولة، ومن ثم ينمو تدريجياً إلى أن يسيطر بشكلٍ كامل على الشخص، ومن الأمثلة على ذلك نشأة الطفل في بيئةٍ قاسية وجافة، وخالية من الحب والمودة، أو معايشة الطفل لتجربة طلاق والديه، هذه الأمور كلها ستجعل من الصعب على الشخص الدخول في علاقةٍ جادة تنتهي بالزواج.

 تدني مستوى تقدير واحترام الذات

المقصود باحترام الذات هي النظرة التي يرى بها الشخص نفسه، ومدى شعوره بالاحترام والقيمة والأهمية، إلا أنه في بعض الحالات يفقد الشخص هذه القيمة، ويسيطر عليه الشعور الداخلي بعدم الجدارة أو الكفاءة، كأن يرى نفسه قبيح، أو سمين جداً، أو كبير في السن، لذلك يجد أنه لا يستحق الاهتمام من أحدٍ، أو أنه غير جدير بالارتباط في علاقة مع طرفٍ آخر، كما أنّ عدم الثقة بالنفس تؤدي إلى انطواء الشخص على نفسه، وانعزاله عن العالم، مما يقلل من فرص لقاءه مع الشخص المناسب للزواج منه.

المبالغة في التوقعات

تساهم المبالغة الشديدة في وضع التوقعات والآمال غير المنطقية إلى بقاء الشخص عازباً لفترةٍ طويلة، حيث إنه يرسم في خياله مواصفات معينة لشريك حياته، ويستمر في البحث عن الشريك الذي تتوفر فيه هذه التوقعات كلها، وفي كثيرٍ من الأحيان قد يرفض التنازل أو التساهل عن إحدى هذه الرغبات، وبالتالي يجد صعوبةً بالغة في إيجاد الشريك المطابق بشكلٍ كامل لما يريد، فيصطدم بالواقع، ويدرك الفرق بينه وبين الخيال، مما قد يجعله يرفض الزواج، ويختار الاستمرار في حياة العزوبية.

الخوف من الالتزام

الزواج عبارة عن علاقة تكاملية، مبنيةً على مبدأ الأخذ والعطاء بين الزوجين، بحيث يلتزم كل طرفٍ منهما بما عليه من واجبات والتزامات اتجاه أسرته، ولهذا السبب فإنّ الكثير من الأشخاص يشعرون بالخوف من هذا النوع من الالتزام، فهم يرون أنه تقييد لحريتهم، واستقلاليتهم، وخاصةً بعد إنجاب الأطفال، الذي يؤدي إلى كثرة الطلبات والمسؤوليات والضغوطات، والتي قد تثقل كاهل الشخص، لذلك يتجنب البعض الدخول بمثل هذه العلاقة من الأساس، بهدف الحفاظ على حياتهم المستقلة دون أيّة ارتباطات.

حب العزلة والروتين

يعاني الكثير من الأشخاص من دوامة الروتين اليومي، وازدحام جدول أعمالهم، لذلك قد لا يجدون الوقت الكافي للارتباط في علاقةٍ جادة كالزواج، بالإضافة إلى حب البعض للعزلة، ورغبتهم بقضاء الوقت وحدهم، للاسترخاء، أو ممارسة الهوايات المفضلة، وبالتالي فهم يتجنبون الزواج الذي قد يعكر صفوهم، ويمنعهم من التمتع بعزلتهم.

عدم الرغبة في فقدان الحرية

من الأسباب التي قد تؤدي إلى العزوف عن الزواج هو الخوف من فقدان الشخص لحريته الخاصة، حيث أنّ الزواج يحتم على الزوجين تقديم بعض التنازلات والتضحيات من حينٍ لآخر؛ وذلك للحفاظ على الانسجام في علاقتهما، ومن هذه التنازلات التخلي عن بعض الاهتمامات الشخصية، أو ممارسة الهوايات، أو التقليل من العلاقات الاجتماعية، إلا أن مثل هذه الأمور تُعتبر مرفوضة وغير مقبولة لدى العديد من الناس، فهم يفضلون التمتع بقدرٍ كبيرٍ من الحرية في التصرف كما يشاؤون، دون اضطرارهم للتنازل عمّ يحبون ويريدون، لذلك فهم يتجنبون الزواج الذي سيفرض هذه القيود جميعها عليهم.

 التفكير في المستقبل

يكرس العديد من الشباب معظم أوقاتهم في التفكير والتخطيط لمستقبلهم، وذلك من أجل تحقيق طموحاتهم وأهدافهم، بالإضافة إلى تأمين أنفسهم مادياً ووظيفياً، فيلجأ البعض إلى استكمال الدراسة، أو أخذ الدورات التدريبية، أو قضاء الكثير من الوقت في العمل، والتفاني فيه، بهدف إثبات الوجود، والحصول على ترقيةٍ، ومن ثم الوصول إلى الأمان الوظيفي، ولهذه الأسباب كلها قد يفضل الشاب البقاء عازباً وعدم الزواج، وتكوين أسرة؛ لاعتقاده بأنّ الحياة الزوجية ستلهيه عن تحقيق ما يصبو إليه.

أسباب عزوف الفتيات عن الزواج

أصبحت المرأة في عصرنا الحالي تتمتع بالعديد من الحقوق والميّزات، فلم تعد تعتمد بشكلٍ كامل على الرجل في حياتها؛ مما ساهم في زيادة متوسط عمر الزواج لديها، ومن الأسباب التي ساهمت في عزوف الفتيات عن الزواج واختيار حياة العزوبية نذكر منها ما يأتي:

رغبة الفتاة في استكمال تعليمها، والحصول على الشهادات العليا، بالإضافة إلى التركيز على الأهداف الوظيفية، وانشغالها في تحقيق طموحاتها، كما أنّ معظم الفتيات يفضلن تأمين أنفسهن مالياً قبل الاستقرار والارتباط. رغبة الفتاة في الحياة المستقلة، والتي من خلالها يمكن أن تحقق اهتماماتها الشخصية من سفر، وممارسة الهوايات، وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، بعيداً عن التزامات وضغوطات الحياة الزوجية. البحث عن شريك الحياة المناسب، والذي يمتلك جميع المواصفات التي تحلم بها الفتاة، بالإضافة إلى رفضها الارتباط بالشخص الخاطئ لمجرد الزواج وحسب.

 


بحث