بطل الحكاية.. بقلم /د. صباح الحكيم

مقالات , No Comment

منذ بداية الأحداث السياسية الكبرى التي شهدها الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، كان الرئيس عبد الفتاح السيسي هو بطل الحكاية، الرجل الذي يثبت يومًا بعد يوم أن القيادة ليست مجرد منصب، بل مسؤولية عظيمة. في كل محفل، ومن خلال كل موقف، يظهر السيسي كقائد قادر على مواجهة التحديات بصلابة وحكمة. حتى في القمة الإسلامية الأخيرة التي عُقدت في قطر، والتي من المفترض أن تكون محطة من محطات التعاون بين الدول الإسلامية، كانت مصر بقيادة السيسي هي الصوت المسموع، الحريص على مصلحة بلاده، وعلى وحدة الأمة العربية والإسلامية. قد تكون هذه القمة لم تخرج بنتائج حاسمة أو تغيير ملموس على الأرض، لكن في النهاية، يبقى السيسي هو القائد الذي يتصدر المشهد ويؤكد على أن مصر، بجلالة قدرها، لن تترك قضايا الأمة عرضة للخيبات والتوصيات الفارغة.

لقد كانت قمة قطر بمثابة لقاء آخر من اللقاءات التي لا تقدم أكثر من التصريحات المجاملة. مصر، على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها، تظل الدولة القادرة على إحداث التغيير في المنطقة، ورئيسها لا يزال هو القائد الذي يضع مصلحة وطنه في أولى أولوياته. على الدول الإسلامية أن تعي أن مجرد الاجتماعات الفارغة لن تقدم شيئًا حقيقيًا، وأن العمل الجاد هو الطريق الوحيد لتحقيق التقدم المنشود.

وفي إطار تطور الأحداث على الساحة السياسية الدولية، عقدت القمة الإسلامية الأخيرة في قطر، والتي شهدت حضور قادة دول العالم الإسلامي لمناقشة القضايا المشتركة وتوحيد المواقف بشأنها. ولكن على الرغم من الأجواء البروتوكولية، والإعلانات الضخمة حول أهداف القمة وتوصياتها، فإن ما خرج من الاجتماع كان أقرب إلى ردود فعل هامشية من وجهة نظر الكثير من المتابعين.

والسؤال هنا؟؟!!!!!

توصيات قمة قطر: ماذا خرجنا بها؟

أصدرت القمة جملة من التوصيات التي أثارت العديد من التساؤلات حول مدى جدواها. فقد تم التأكيد على دعم القضايا الفلسطينية، وتقديم الدعم للأقلية المسلمة في بعض الدول، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء. لكن هل كانت هذه التوصيات ذات فعالية حقيقية؟ وهل أحدثت تغييرات ملموسة على أرض الواقع؟ الإجابة تتضح في الواقع العملي: لا شيء جديد، لا تقدم يذكر، ولا نتائج ملموسة تجذب الأنظار

و.على الرغم من محاولة البعض تقزيم دورها في بعض الأوقات، تبقى دولة ذات سيادة عظيمة، ورئيس عظيم يقودها بحنكة وبصيرة في ظل تحديات غير مسبوقة. إذا كان البعض يحاول التقليل من دور مصر على الساحة الإقليمية والدولية، فإن الحقيقة لا يمكن تجاهلها: مصر هي قلب العالم العربي والإسلامي، ولا يمكن لأي قمة أو اجتماع أن يتجاهل دورها القيادي والمركزي في المنطقة. رئيس مصر، عبد الفتاح السيسي، يعمل بجد لتحقيق استقرار بلاده وتعزيز مكانتها في كافة المحافل الدولية، رغم التحديات التي يواجهها.

وهنا أيضا هل كان يجب عقد الاجتماع؟

يطرح الكثيرون السؤال: هل كان يجب عقد هذه القمة أساسًا؟ الواقع أن مثل هذه الاجتماعات غالبًا ما تكون محط اهتمام إعلامي، ولكن لا تقدم الحلول الفعالة. ما تطرحه القمة من توصيات لا يتعدى كونه كلامًا عامًا، بعيدًا عن التطبيق الجاد. والأسئلة التي تبقى بلا إجابة هي: أين هي الحلول الفعلية للمشاكل التي يعاني منها المسلمون في مختلف أنحاء العالم؟ أين هي الإجراءات الحاسمة لدعم القضية الفلسطينية بشكل عملي؟

النتائج السلبية التي أسفرت عنها هذه القمة تجعلنا نتساءل: هل كان من الأفضل عدم عقد الاجتماع من الأساس؟ ربما كان الأجدر بالدول الإسلامية أن تركز على تعزيز التعاون الحقيقي على الأرض بدلاً من إصدار بيانات غير ملزمة لا تخرج عن إطار التوصيات الهزيلة.

 


بحث