كتبت / الاء طه
لم تنج الآثار السودانية، والتراث الإنسانى، من نيران الحرب الضارية التي اندلعت بين القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع، والتي راح ضحيتها الآلاف من السودانيين، فمع الخسائر الهائلة في الأرواح والخسائر المادية، طالت نيران الحرب الضروس الآثار السودانية، إذ كشفت تقارير صحفية، أن آثار السودان تتعرض للسرقة والنهب بشكل ممنهج.
وكشفت عدة تقارير أن القطع الأثرية التاريخية، معروضة للبيع عبر الانترنت، بأرقام هزيلة للغاية، وهو الأمر الذى دفع اليونسكو لدق جرس الإنذار فيما يتعلق بتراث السودان التاريخى، في ظل اتهامات لقوات الدعم السريع بنهب المتاحف وسرقة الآثار وتهريبها.
و في ضربة قوية ضد شبكات تهريب الآثار الدولية، أعلنت المباحث الجنائية بولاية نهر النيل عن تفكيك شبكة إجرامية متورطة في نهب كنوز تاريخية نادرة من السودان، في خطوة تعتبر بمثابة رد حاسم على استغلال الوضع الراهن في البلاد.
بعد أشهر من التحقيقات الدقيقة والمتابعة المستمرة، تمكنت المباحث الجنائية من القبض على عشرة أفراد من جنسيات أجنبية، متورطين في سرقة آثار سودانية كانت مخبأة في مصنع للمواسير البلاستيكية وشقة سكنية في مدينة عطبرة، شمال العاصمة الخرطوم. هذه العملية، التي أُنفِذت بسرية تامة وحذر شديد، جاءت لتكشف عن محاولات الشبكة الأجنبية لتهريب آثار نادرة سُرِقت من متحف السودان القومي في الخرطوم، بالإضافة إلى قطع أثرية أخرى سُرِقت من مدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور.
دعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، سوق الفن إلى الامتناع عن شراء القطع الأثرية السودانية، عقب تقارير عن نهب المتاحف في العاصمة السودانية الخرطوم، وسط الحرب الأهلية المستمرة، بحسب ما ذكره موقع” artnews”.
وفي بيان، حذرت منظمة اليونسكو ، وهي هيئة الأمم المتحدة المكلفة بحماية التراث العالمي ، الجمهور وسوق الفن من المشاركة في استيراد أو تصدير الأعمال المرتبطة بالسودان، لأن “البيع غير القانوني أو تهجير هذه العناصر الثقافية من شأنه أن يؤدي إلى اختفاء جزء من الهوية الثقافية السودانية وتعريض تعافي البلاد للخطر”.