كتبت / آية عبد الهادي
في الثالث من أبريل عام ١٨٩٩ أصدر البنك الأهلي المصري الأوراق النقدية لأول مرة بناء على القرار المؤرَّخ في ٢٥ يونيو عام ١٨٩٨ ، وصدر الجنيه الورقي وقد حمل أحد وجهيه صورة جملين في صحراء مصر، بينما يحمل الوجه الآخر زخارف هندسية يتوسَّطها اسم البنك الأهلي المصري والفئة النقدية للورقة.
حيث أُعلِنَت مصر مملكة مستقلة، وأُعلِن السلطان أحمد فؤاد الأول ملكًا عليها، وضُرِبَت النقود باسمه في دور الضرب البريطانية، وقد حمل الجنيه المضروب في عهده عام ١٩٢٤ صورة جمل وبدو أمام أسوار القاهرة والقلعة، وعلى ظهر الورقة زخارف هندسية يتوسَّطها اسم البنك الأهلي المصري والفئة النقدية التي تمثلها الورقة.
وبعد إلغاء تبعية مصر للدولة العثمانية وإعلانها سلطنة تحت الحماية البريطانية، صدرت النقود المصرية المتداولة عن البنك الأهلي في عهد السلطان حسين كامل وقد سُكَّت في دور الضرب البريطانية، وصدر الجنيه الورقي الذي كان أحد وجهيه يحمل صورة معبد خنسو بالكرنك، بينما يحمل الوجه الآخر زخارف هندسية يتوسَّطها اسم البنك الأهلي المصري والفئة النقدية للورقة.
في عهد الملك فؤاد الأول عام ١٩٢٦ صدرت أول عملة مصرية تحمل صورة شخص هو عم إدريس، وكانت من فئة الجنيه؛ فأطلق عليها عامة الشعب جنيه الفلاح، وقد حمل ذلك الجنيه على أحد وجهيه صورة لوجه فلاح مصري (إدريس)، بينما حمل الوجه الآخر صورة لجامع المنصور قلاوون.
وفي عام ١٩٣٠ بدأ لأول مرة في تاريخ أوراق النقد المصري وضع العلامة المائية على الأوراق النقدية؛ وذلك لعدم تزييفها بدلًا من الاعتماد فقط على تعقيد الألوان، وفي ٢٣ أبريل عام ١٩٣٠ كان أول استخدام للعلامة المائية عندما قام البنك الأهلي المصري بإصدار نموذج جديد للورقة النقدية من فئة الجنيه مطبوعًا عليها العلامة المائية لأبي الهول، ويحمل أحد وجهيها صورة تمثال الملك توت عنخ آمون، بينما يحمل الوجه الآخر صورة جامع المنصور قلاوون…
أصدر البنك الأهلي المصري في يوليو عام ١٩٥٠ ورقة من فئة الجنيه تحمل على الوجه صورة الملك فاروق الأول، وعلى الظهر معبد إيزيس وكشك تراچان بجزيرة فيلة. حيث أن الملك فاروق الأول هو الحاكم المصري الوحيد الذي وضع صورته على أوراق البنكنوت المصرية؛ حيث بدأ البنك الأهلي المصري في طباعة صورته على أوراق النقد.
و أثناء حكم الرئيس محمد نجيب عاد شكل الجنيه إلى التصميم الذي حمله في عام ١٩٥٠، ولكن مع وضع صورة الملك توت عنخ آمون بدلًا من صورة الملك فاروق الأول.
وفي مايو عام ١٩٥٢ أصدر البنك ورقة جديدة من فئة الجنيه تحمل على أحد وجهيها صورة تمثال الملك توت عنخ آمون، وعلى الوجه الآخر صورة معبد إيزيس بجزيرة فيلة.
اكتمل تمصير الجنيه عام ١٩٦٠ بعد إصدار قانون بقرار جمهوري ينص على إنشاء البنك المركزي المصري ومنحه حق إصدار أوراق النقد المصرية، وفي عام ١٩٦٣ في أثناء حكم الرئيس جمال عبد الناصر ظهر إصدار آخر للجنيه مطبوعًا عليه علامة النسر المائية، ومرسومًا على الوجه صورة الملك توت عنخ آمون، وعلى الظهر زخارف وخطوط هندسية متداخلة، والفئة النقدية للورقة (جنيه مصري) مكتوبة باللغة الإنجليزية، ولكن هذا الجنيه صدر هذه المرة عن البنك المركزي المصري لا عن البنك الأهلي المصري.
وفي أواخر عام ١٩٦٨ بدأ البنك المركزي في استخدام الخيط المعدني باعتباره وسيلة من وسائل الضمان ضد التزييف، وكذلك استخدام صورة رأس تمثال الكاتب المصري القديم لتكون علامة مائية لأوراق النقد المصري، وصدرت ورقة من فئة الجنيه تحمل على أحد وجهيها صورة لمسجد قايتباي محاطة بزخارف عربية، بينما يحمل الوجه الآخر صورة جزء من واجهة معبد أبو سمبل الكبير، وبجانبه رسم لواجهة المعبد الصغير وزخارف فرعونية أعلى الورقة.
أصدر البنك المركزي في ١٥ مايو عام ١٩٧٩ ورقة نقدية جديدة بحجم أصغر من سابقتها، وتصميم جديد تغلب عليه درجات اللون البني، يحمل أحد وجهيها صورة لمسجد السلطان قايتباي مع أرضية من الزخارف العربية، بينما يحمل الوجه الآخر صورة لمعبد أبو سمبل، وعلى جانبي الرسم خرطوشتان فرعونيتان. ومن الجدير بالذكر أن هذا التصميم الجديد للورقة النقدية قد استمر في الجنيه الورقي المطروح للتداول حتى اليوم