السفير الفرنسى فى القاهرة: العلاقة الشخصية بين السيسى وماكرون خلقت مناخا مناسبا لتطور العلاقات

أخبار مصر , No Comment

قال السفير الفرنسى فى القاهرة ستيفان روماتييه، إن حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى قمة السبع الكبار فى مدينة بياريتز الفرنسية الأسبوع الماضى، جاءت للتأكيد على قوة العلاقات التى تجمع بين مصر وفرنسا، والتى تشهد تطورا متناميا فى العديد من المجالات.

وذكر روماتيه، فى لقاء مع عدد من الصحفيين بمقر السفارة الفرنسية، أن اللقاء المشترك الذى جمع الرئيس السيسى ونظيره الفرنسى ماكرون شهد تاكيد العلاقات الثنائية بين البلدين والروابط الحضارية والثقافية التى تربط بين الشعبين المصرى والفرنسى الصديقين، مشيرا إلى أن اللقاء تضمن الحديث حول آليات التعاون المشترك ومواصلة تطوير العلاقات الثنائية والتشاور والتنسيق حول القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك.

وقال روماتييه، إن التواصل الشخصى والعلاقات الوثيقة بين الرئيسين السيسى وماكرون تساعد على خلق المناخ لتعاون الشركات والقطاع الخاص من البلدين، موضحا: «هناك تغير فى الرؤية تجاه مصر فى قطاع الاستثمار من جانب المستثمرين الأوروبيين، وخلال وجودى الأسبوع الماضى فى فرنسا شاركت فى اجتماع للشركات كان محوره مصر، وتحدثت إليهم حول عدة نقاط أساسية أولها أن مصر تحقق معدل نمو اقتصادى هو الأعلى فى منطقة البحر المتوسط بنحو 6%، وهو ما لا تستطيع أية شركة فى فرنسا أو أوروبا تجاهله، وأن هذا يعتبر إنجازا كبيرا بالمقارنة بما كان عليه الوضع قبل الاصلاحات الاقتصادية التى انتهجتها الحكومة المصرية».

وبحسب روماتيه، فإن المشروعات الكبرى التى تقوم بها مصر حاليا مثل المدن الجديدة تفتح فرص كبيرة لجذب الشركات الفرنسية، والحكومة الفرنسية مستعدة لتمويل التعاون بين الشركات المصرية والفرنسية، بعدما أعلن الرئيس ماكرون خلال زيارته للقاهرة يناير الماضى عن تخصيص مليار يورو لمشاريع التنمية فى مصر من خلال منح وقروض.

وتابع: «لا أجامل مصر ولكنه الواقع بأن مصر بلد على الشركات أن تستغل الفرص المتاحة به فى أسرع وقت وإلا ستجد السوق ممتلئ مستقبلا ولن تجد مكانا بالسوق المصرى».

وأوضح روماتيه أن السياحة الفرنسية القادمة لمصر شهدت تحسنا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ عدد السياح الفرنسيين القادمين إلى مصر فى 2018 ما بين 400 ألف إلى 500 ألف سائح، وذلك فى وقت يؤكد فيه الوكلاء السياحيون فى فرنسا أن مصر الأكثر مبيعا فى الرحلات والموسم السياحى المقبل فى الشتاء نهاية العام الحالى وبداية العام المقبل، معتبرا أن ذلك الموسم سيكون «موسم مصر»، قائلاً: “أتوقع أن يكون العام المقبل عاماً استثنائيا في تدفق السياح الفرنسيين إلى مصر، لا أعلم إن كان سيتخطى أرقام ما قبل 2011 ولكن أؤكد اننا على الطريق لتحقيق ذلك”.

كما قال السفير الفرنسي بالقاهرة ان معرض توت عنخ أمون والذي تستضيفه باريس شهد إقبالاً تاريخيا من قبل الحضور الفرنسيين إذ تخطت إعداد الحضور المليون و300 ألف زائر وهو اكبر عدد يزور معرض في فرنسا، حيث كان أكبر عدد زائرين لمعرض أثري قبل تنظيم معرض توت في القرن الماضي حوالي مليون و200 ألف، وتوقع روماتييه أن ينعكس هذا المعرض على إعداد السياح الفرنسيين المتجهين لمصر.

أما عن أبرز الملفات التى ناقشتها قمة السبع التى عقدت الأسبوع الماضي فى فرنسا، أوضح روماتيه، أن القمة ناقشت عدة قضايا منها القضية الليبية وإيران وملف الصراع بين أوكرانيا وروسيا، فضلا عن مناقشة عودة موسكو للمجموعة، وإضافة لذلك تمت مناقشة القضايا الاقتصادية والتحديات المالية ذات التأثير على الاقتصاد العالمى.

وحول الملف الإيراني، والزيارة المفاجئة لوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلي بياريتس وعقده مباحثات مع نظيرة الفرنسي جان إيف لودريان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أوضح روماتيه، أن الملف الإيراني كان أحد أهم الموضوعات المطروحة بين الرئيسين ترامب وماكرون، قبل بدء اجتماعات قمة مجموعة السبع في بياريتس.

وأشار إلى أن قادة مجموعة السبع توافقوا خلال لقاءاتهم فى بياريتس، على عدم السماح لإيران بالحصول علي السلاح النووي، فضلا عن العمل على نزع فتيل الأزمة ووقف التصعيد المحتمل في المنطقة، قائلا: “نعمل فى فرنسا من منطلق مسئوليتنا ولكننا لسنا وسطاء بين أحد”.

وبحسب روماتيه، بإن باريس تلعب دور لرسم خارطة طريق أو وضع ورقة أو الوصول لنوع من الاتفاق بين طهران وواشنطن والأطراف الأوروبية المعنية حول الاتفاق النووي، وأن ما تقوم به فرنسا ولا تزال هو تخفيف حدة التوتر بين الجانبين، خاصة وأن سياسة واشنطن في هذا الملف هو الضغط الاقتصادي بشكل كبير على إيران بغية الحصول على أكبر قدر من المكاسب.

وذكر روماتيه: “لا نعتقد أن هذه السياسة ستؤتي بنتائج إيجابية في الوقت الراهن، بدليل ما يحدث حاليا في المنطقة العربية والجنوب اللبناني مؤخراً واليمن، إذ أنه لا زال لإيران دور سلبي، بالإضافة إلى التوترات القائمة في منطقة الخليج مما يعني خلق حالة من عدم الاستقرار التجاري خاصة في مجال التجارة فى منطقة الخليج العربي”.

واعتبر روماتيه، أن ما تعمل عليه فرنسا هو ضمان عدم انتهاك الاتفاق النووي من قبل إيران، حيث إنه الاتفاق الوحيد الذى يمنعها فى الوقت الراهن من امتلاك قدرات عسكرية نووية، مشددا فى الوقت ذاته على أن المجتمع الدولي لن يسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي، فضلا عن رفضه أنشطتها ودورها السلبي المزعزع للاستقرار فى المنطقة، مشيرا إلى أن الاتفاق النووي الحالي هو الصيغة الوحيدة القائمة لمنع طهران من امتلاك قدرات عسكرية نووية أو بالستية.

ومواصلا الحديث حول الملف الإيراني وكيفية تعامل فرنسا مع التهديدات الإيرانية بخفض تعهداتها بشأن الاتفاق النووي، أوضح روماتيه أن هذا جزء من اللعبة، تريد إيران إظهار بعد المراوغة ولكن فى المقابل علينا التعامل معها بسلاسة.

وتابع السفير الفرنسي: “سنستمر فى جهودنا التى بدأنها فى التعاطي مع الملف الإيراني حتى الوصول إلى ما نريده منها والوصول كذلك إلى اتفاق قوي وواضح”.

ومضى فى القول هناك اتصالات مستمرة وقوية بين الرئيسين ماكرون وروحاني وبين ماكرون وترامب وكذلك نقاشات بين لودريان وظريف، وهناك زيارات رفيعة المستوى متبادلة كان أخرها زيارة وفد إيراني إلى فرنسا فى الأيام الأخيرة برئاسة نائب وزير الخارجية الإيراني.

وأكد “سنستمر علي هذا النهج وهذه أولوية لنا وسنرى عما إذا كانت ستسفر عن نتائج فى الأسابيع القليلة المقبلة أم لا”.

وأوضح روماتيه أنه من خلال مناقشة التفاصيل خلال الأيام الأخيرة بين بلاده وظهران يمكن القول أنه باتت هناك فجوة صغيرة للغاية للوصول إلى اتفاق أو بناء شئ ما، مضيفاً: “هناك شئ ما يبني مع واشنطن وطهران ويمكن أن يقود إلى شئ فى النهاية”.

وحول الملف الليبي، قال روماتيه، إن ما تم الاتفاق عليه في قمة الدول السبع الصناعية الكبرى بحضور الرئيس السيسي هو مبدأ عقد مؤتمر بشأن ليبيا يضم كافة القوى الليبية والقوى الإقليمية والدولية ذات الاهتمام بالشأن الليبي، وبالتالي نحتاج إلى التوصل للتفاصيل المتعلقة بالاجتماع مثل الموعد والمكان ومن سيشارك، وهو ما تعمل عليه فرنسا حاليا مع كافة الأطراف، ومنها إيطاليا التي تظل لاعباً رئيسياً في الأزمة الليبية رغم ما تعانيه حالياً من مشاكل سياسية في روما، وهناك جهود دولية أيضا في ذلك الإطار مثل الزيارة الأخيرة للمبعوث الأممي غسان سلامة للقاهرة ولقائه مع سامح شكري وزير الخارجية الذي تضمن بحث كيفية تحويل الاتفاق على ضرورة عقد مؤتمر إلى واقع ملموس.

وأشار إلى أنه من المبكر الحديث عن تلك التفاصيل، لكن علينا العمل على أن يكون المؤتمر في أسرع وقت ويكون شامل لأن استبعاد أي من الدول أو الأطراف التي لها تأثير على الوضع داخل ليبيا يضر بالمؤتمر ونتائجه.

وأكد السفير أن الخلافات الفرنسية – الإيطالية حول ليبيا تم تجاوزها بعد مرحلة من الخلافات حول طريقة التوصل لحل للأزمة الليبية، مضيفا أنه بالطبع أحيانا تكون هناك أهداف مختلفة لكلا البلدين لأن الشاغل الأكبر لإيطاليا هو وقف تدفق اللاجئين عبر ليبيا، في المقابل لا تعاني فرنسا من نفس المشكلة لأن تدفقات اللاجئين لا تصل فرنسا مباشرة، بينما الأولوية لفرنسا في الملف الليبي هو تحقيق الأمن، مشيرًا إلى إدراك باريس أن إيطاليا طرف مهم في الوضع الليبي بما لديها من علاقات واتصالات ببعض الأطراف الفاعلة والميليشيات داخل ليبيا.


بحث