كتب- محمد اشرف
تسلمت مصر رسميا رئاسة الاتحاد الأفريقى، اليوم، الأحد، لمدة عام، وبمجرد الإعلان عن اسم الرئيس السيسى داخل قاعة نيلسون مانديلا فى مقر الاتحاد الأفريقى بأديس أبابا، قوبل ذلك بتصفيق حار من الوفود المشاركة، وسط توقعات أفريقية بأن رئاسة مصر للاتحاد ستسهم فى ترسيخ مفهوم التكامل والتنمية للقارة السمراء.
ومن جهته، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أهمية ترسيخ مبدأ “الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية”، فهو السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات المُشتركة التى تواجهنا.
وأضاف السيسى فى كلمته عقب تسلمه رئاسة الاتحاد الأفريقى، أن أفريقيا أكثر قدرة على فهم تعقيدات مشاكلها وخصوصية أوضاعها ومن ثم أقدر على إيجاد حلول ومعالجات جادة وواقعية تُحقق مصالح شعوبها وتصونها من التدخل الخارجى والسقوط فى براثن الأنماط المبتكرة والمُعاصرة من الاستغلال، تلك الأنماط المعاصرة التى لا تلائم واقعها.
وأعرب الرئيس عن امتنانه لرئيس الوزراء الإثيوبى أبيى أحمد، وشعب إثيوبيا الشقيق على ما لمسناه من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، كما تقدم بالشكر للرئيس بول كاجامى على ما بذله من جهود صادقة لدفع العمل الأفريقى المُشترك وعلى جهده الدءوب خلال توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي، وما تحقق بالتبعية من تقدم ملحوظ على صعيد إصلاح الاتحاد الأفريقي، بما يجعله أكثر قدرة على إنجاز المسئوليات المهمة الموكلة إليه فى ظل أوضاع إقليمية ودولية دقيقة تتشابك فيها التحديات والمخاطر التى تجابه المصالح الأفريقية،
وأؤكد أن مصر ستعمل جاهدة على مواصلة الطريق الذى بدأناه سوياً للإصلاح المؤسسى والهيكلى والمالى للاتحاد، واستكمال ما تحقق من إنجازات، ترسيخاً لملكية الدول الأعضاء لمنظمتهم القارية، وسعياً نحو تطوير أدوات وقُدرات الاتحاد ومفوضيته لتلبية تطلعات وآمال الشعوب الأفريقية.
وأعرب السيسى عن خالص التهانى لفخامة للرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، بمناسبة اختياره لتولى رئاسة الاتحاد الأفريقى عام 2020، مضيفا: “وكلى إيمان أن تعاوننا كترويكا رئاسة الاتحاد سيدعم الاستمرارية والمؤسسية فى إطار العمل الأفريقى المُشترك، ويُعزز من تضامننا الأفريقى.. ويُسعدنى كذلك أن أُرحب بالقادة الأفارقة الذين يترأسون وفود بلادهم للمرة الأولى باجتماعات قمة الاتحاد الأفريقي، مُهنئاً إياهم بثقة شعوبهم، ومتمنياً لهم خالص التوفيق والسداد فى مهامهم، ومُتطلعاً للتعاون معهم لتعزيز العمل الأفريقى المُشترك”.
كما توجه الرئيس بالشكر لأصحاب الجلالة والفخامة والمعالى على الشرف الرفيع والثقة الغالية التى منحوها لمصر لقيادة دفة الاتحاد الأفريقى خلال عام 2019، الذى يمثل قمة العمل الأفريقى المشترك، والذى تجلى فى أبهى صوره فى ثورات التحرر الوطنى فى أفريقيا منذ خمسينات القرن الماضي، حين عكفت مصر على تصدر الكفاح السياسى ضد الاستعمار كمحور مهم فى سياستها الخارجية آنذاك، وكانت القاهرة وجهةً أساسيةً لكل الحركات الأفريقية الساعية للاستقلال والتحرر الوطنى من الاستعمار.
وتابع السيسي: “وها أنا أقف أمامكم اليوم، واعياً لحجم المسئولية الكبيرة التى عهدتم بها إلى مصر لتنسيق العمل الأفريقى المُشترك فى ظرف دولى وقارى دقيق، تعصف به نزعات التطرف وموجات الإرهاب، وتتزايد فيه التحديات التى تواجه مفهوم الدولة الوطنية، فى وقت تتعاظم فيه تطلعات الشعوب، وليس هناك ما يبعث على التفاؤل مثل اجتماعنا معاً للتدبر والتداول فى شئون قارتنا المجيدة، وتنسيق خطانا على طريق المسيرة الواحدة من أجل إسعاد مئات الملايين من أبنائنا وأحفادنا وهو الهدف الذى نكرس له كل عملنا وجهدنا”.
وقال إنه مضى أكثر من نصف قرنٍ على اجتماع الآباء المؤسسين الذين أرسوا سوياً لبنة الوحدة الأفريقية هنا بأديس أبابا فى مايو 1963، يومها قال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر” ليكن ميثاقاً لكل أفريقيا، ولتُعقد اجتماعات على كل المُستويات الرسمية والشعبية ولنبدأ طريقنا فى التعاون الاقتصادى نحو سوق أفريقية مُشتركة”، كلمات مضى عليها أكثر من نصف قرن ولكن ما يزال صداها ماثلاً أمامنا.
وأضاف أنه مُنذ تلك اللحظة التاريخية وحتى الآن استطاعت أفريقيا أن تقطع شوطاً طويلاً، واستطعنا تحقيق الكثير من الأحلام، وتغلبنا على العديد من العقبات وواجهنا ما استجد من تحديات، تخلصنا من الاستعمار وإن بقيت آثاره ورواسبه، وما زلنا نعمل جاهدين على ترسيخ مقومات السلام والأمن والاستقرار، وعلى تحقيق التكامل الاقتصادى والاندماج القارى لدولنا وشعوبنا، سعياً نحو بناء الإنسان الأفريقى، كما ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الفهم المشترك والاحترام المتبادل بيننا جميعاً هو أعظم قوة دافعة نمنحها للاتحاد الأفريقى، وأنه بتعميق إرادتنا المتحدة يستطيع عملنا المشترك أن ينطلق نحو كل الآفاق التى نستهدفها ونتطلع إليها، وكما قال الزعيم الغانى الراحل كوامى نكروما “فى انقسامنا ضعف، وفى اتحادنا يمكن لأفريقيا أن تصبح واحدة من أعظم القوى فى العالم”.
وأشار الرئيس السيسى إلى أنه بالرغم من جهودنا الحثيثة للسيطرة على النزاعات بالقارة ومحاصرتها، وخطتنا الطموحة لإسكات البنادق فى كافة أرجاء القارة بحلول عام 2020، فلا يخفى عليكم أن الطريق أمامنا لا يزال طويلاً لإنهاء الاقتتال فى أفريقيا، وعلينا أن نستمر فى السعى سوياً لطى تلك الصفحة الأليمة من تاريخ النزاعات فى أفريقيا، والتى نالت من آمال التنمية بالقارة.
وأكد أنه يتعين علينا أن نؤمن بضرورة التحصن بدرع التنمية لمُعالجة جذور الأزمات، ومن هنا أدعوكم أشقائى قادة أفريقيا للعمل معاً على إعادة إحياء وتفعيل سياسة قارتنا الإطارية لإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات، ولوضع خطط عمل تنفيذية تُحصن الدول الخارجة من النزاعات ضد إخطار الانتكاس، وتساعد على بناء قُدرات مؤسسات الدولة لتضطلع بمهامها فى حماية أوطانها، وتساهم فى التئام جروح مجتمعاتنا. ونتطلع لإطلاق أنشطة مركز الاتحاد الأفريقى لإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات، والذى تستضيفه القاهرة، فى أقرب وقت ممكن ليكون بمثابة منصة تنسيق جامعة وعقل مفكر يعكف على إعداد برامج مُخصصة للدول الخارجة من النزاعات، تراعى خصوصية الدولة وتحمى حقها فى ملكية مسار إعادة الإعمار والتنمية.
وطالب السيسى بأن يستمر العمل على تطوير وتعزيز بنية السلم والأمن الأفريقية بشكل شامل ومُستدام كهدف استراتيجى لقارتنا، وستظل الوساطة والدبلوماسية الوقائية على قمة أولويات الاتحاد الأفريقي، كما سنعكف على تعزيز التنسيق والمواءمة بين آليات السلم والأمن القارية والإقليمية، لتتكامل دون تقاطع، بما يعزز الاستجابة المبكرة والفعالة لمختلف الأزمات.
وقال أن الإرهاب يظل سرطاناً خبيثاً يسعى للتغلغل فى أجساد الأوطان الأفريقية، ويهاجم مفاصل الدولة الوطنية، ويختطف أحلام الشعوب وأبناءها، أن مكافحة الإرهاب بشكل شامل تتطلب منا تحديد داعميه ومموليه، ومواجهتهم سوياً فى إطار جماعى وكاشف، ومع إدراكنا لصعوبة تلك المعركة وتعقيدها، تظل هى الطريق الأمثل لاجتثاث جذور الإرهاب والقضاء عليه، ولا يُقلل ذلك من حتمية دحض سموم التطرف التى تُفرز الإرهاب، وضرورة تعزيز مؤسسات الدولة الوطنية الحامية والقوية.
وأوضح السيسى أن جسر الهوة بين إرساء السلام والاستقرار وجنى الشعوب لثمار التنمية، يتصدر هموم محافل السلم والأمن الدولية، ويشغل بال القيادات السياسية ويستثير ألمع العقول الدبلوماسية والأمنية والاستراتيجية، وفى هذا الإطار يسعدنى الإعلان عن إطلاق النسخة الأولى من مُنتدى أسوان للسلام والتنمية المُستدامة خلال عام 2019، ليكون منصة إقليمية وقارية يجتمع بها قادة السياسة والفكر والرأى وصناع السلام وشركاء التنمية فى مدينة أسوان جوهرة النيل، لنبحث معاً آفاق الربط بين السلام والتنمية بشكل مُستدام بما يصنع فارقاً ملموساً فى حياة الشعوب ويبث الأمل فى نفوسهم.
وأضاف أن قمة الاتحاد الأفريقى تعقد اليوم تحت عنوان “المهاجرون والعائدون والنازحون، نحو حلول دائمة للنزوح القسرى فى أفريقيا”، وهنا أود أن أؤكد أننا بصدد عَرَض لأمراض مُتعددة؛ فانتشار النزاعات، ووحشية الإرهاب، وهمجية التطرف، وتغير المناخ وقسوة الفقر وشح المياه وتفشى الجفاف، كلها عوامل تتضافر وتتداخل لتدفع البشر لفراق ديارهم، لاسيما وأن آثار تلك الأزمات تنعكس على أفريقيا بالمقام الأول، حيثُ تصل أعداد اللاجئين إلى نحو 8 ملايين لاجئ 90% منهم لاجئين داخل القارة، كما تصل أعداد النازحين إلى حوالى 18 مليون نازح، وهو ما يحثُنا على تبنى مُقاربة تنموية تشمل مشروعات قارية وإقليمية ضخمة لتوفير أكبر قدرٍ من فرص العمل لمواطنى القارة، واعتماد برامج إعادة إعمار مُستنيرة تُعيد تأهيل المُجتمعات وتهيئ الظروف لعودة النازحين لديارهم، فضلاً عن إرساء خطة تطوير متوسطة الأمد تخلق مناطق اقتصادية مُتكاملة وجاذبة فى أنحاء القارة لتوظيف الأيدى العاملة والعقول الأفريقية وإبقائها فى أحضان قارتها الأم.
وأكد على أنه ينبغى فى ذات السياق تكثيف تعاوننا العلمى للاستفادة من قُدرات القارة الطبيعية فى تنويع مصادر الطاقة، من خلال دعم مشاريع الطاقة المُتجددة والنظيفة، بما يُسهم فى تخفيف الآثار البيئية لظاهرة تغير المُناخ التى نشهدها وتتأثر بها حياة شعوبنا، وإذ تلتزم أفريقيا بالعمل على حماية كوكبنا وفقاً لاتفاق باريس للمُناخ، فإنها تدعو دول العالم المُتقدم إلى الالتزام بتعهداتها، لا سيما وأن هذه الدول هى الأكثر تأثيراً على مُناخ الأرض والأكثر استفادةً من مواردها.
وقال الرئيس إن أفريقيا استطاعت تحقيق العديد من المكاسب من خلال تبنيها مواقف مُشتركة وموحدة بالمناقشات والمفاوضات الدولية مُتعددة الأطراف، الأمر الذى يحثنا على ترسيخ التوافق الأفريقى للدفاع عن المصالح الأفريقية، خاصة فيما يتعلق بحق الدولة الأصيل فى امتلاكها لبرامج التنمية، وحق أفريقيا التاريخى فى تمثيل عادل بمجلس الأمن الدولى بما يعكس الموقف الأفريقى الموحد وفقاً لتوافق إيزوِلوينى وإعلان سرت.
وتابع: “يوماً تلو الآخر تستعيد المرأة الأفريقية العظيمة دورها المحورى فى المساهمة فى قيادة قارتنا، وإليها أوجه تحية تقدير وإعزاز، لما تحملته وما زالت من التصدى لويلات الحروب بالصبر، والتغلب على ندرة الموارد بالجهد، إليكن سيدات أفريقيا أقول، أن أمامكن الأُفق مضيئاً إلى مُنتهاه، لا يوجد ما يمنعكن من تحقيق آمالكن وترسيخ قيادتكن، فقط عليكن مواصلة الجهد والعمل والتسلح بالعلم والإرادة، وعلينا نحن أن نفتح جميع الأبواب أمام تحقيق آمال وأحلام المرأة الأفريقية.
وإلى شباب أفريقيا، قلب القارة النابض وسواعدها الفتية أقول، إننا نبذل الجهود، ونُعد الخطط، آملين أن نترك لكم قارة أقوى مما ورثناها، وأن نفتح لكم أفاقاً أرحب مما وجدنا، وأن نخلق لكم أدواتاً تمكنكم من قيادة دفة أفريقيا الآمنة القوية. وكونوا على ثقة بأننا نؤمن دائماً بكم وبأحلامكم، ويبقى عليكم العمل الجاد، فقارتكم تحتاج سواعدكم وكفاحكم، فازرعوا بأراضيكم أغصان غد مشرق قبل أن تندفعوا فى مغامرات للهجرة أقرب للانتحار، وتريثوا قبل الانسياق وراء افتراءات تطرف تسقطكم فى براثن الإرهاب”.
وإلى شرُكاء أفريقيا بدول العالم، شدد الرئيس، على أن الشراكة مع أفريقيا فُرصة حقيقية لتحقيق المصالح المشتركة، واستثمار رابح اقتصادياً وتنموياً. أن أفريقيا وهى تحرصُ على تعزيز تكاملها تبقى منفتحة على العالم، وسنسعى لتعميق التعاون مع شركاء القارة الحاليين لاعتماد خطط تنفيذية قابلة للتفعيل تعود على شعوب القارة بنتائج ملموسة، كما سنعكف على توسيع آفاق التعاون الأفريقى مع مُختلف الشركاء الدوليين مُستهدفين بناء القُدرات الأفريقية، ونقل المعرفة، وتحديث منظومة التصنيع القارية، وتطوير البنية الأساسية والتكنولوجية، وإرساء قواعد الاقتصاد الرقمى بأفريقيا.
وقال أن أفريقيا توجه الدعوة إلى مؤسسات القطاع الخاص العالمية والشركات الدولية مُتعددة الجنسيات للاستثمار فى قارتنا، فأسواق أفريقيا مفتوحة والظروف الاستثمارية مُهيأة وأيادينا ممدودة للتعاون وأراضينا غنية بالفرص والثروات، ولدينا الثروة البشرية، وعزمنا على بناء مُستقبل قارتنا فى شتى المجالات لا يلين.
وأُطالب مؤسسات التمويل الدولية والقارية والإقليمية بأن تضطلع بدورها فى تمويل التنمية بأفريقيا، وتوفير الضمانات المالية لبناء قُدرات القارة بما يُسهم فى تعزيز التجارة وزيادة الاستثمار، وأذكرهم دوماً أن لكل قارة خصائصها، ولكل دولة خصوصيتها. وقد أن الأوان لكى تُفكر تلك المؤسسات بشكل مُختلف تجاه أفريقيا، وتقدم شروطاً ومعاييراً مرنة تسهم فى تحقيق الدول الأفريقية لأحلامها باللحاق بركب التقدُم والتحديث والتنمية المُستدامة.
وشدد السيسى، على أن نجاحنا فى تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية يتوقف إلى حد كبير على قدرتنا على مواجهة هذا التحدى يداً واحدةً، وبالتالى علينا أن نعمل سوياً على تذليل المعوقات التى تواجه تعميق العمل الأفريقى المشترك من خلال التركيز على ثلاثة محاور..
أولها؛ تعزيز جهود تحقيق التكامل الإقليمى فى أفريقيا وأفضل سبيل لذلك هو تطوير البنية التحتية الأفريقية، من خلال تعظيم المشروعات العابرة للحدود، وتشجيع الاستثمارات فى هذا المجال، لا سيما فى إطار المشروعات المدرجة ضمن أولويات الاتحاد الأفريقى كمشروع ربط القاهرة برياً بكيب تاون، ومشروع الربط الكهربائى بين الشمال والجنوب، وربط البحر المتوسط ببحيرة فكتوريا.
وثانى هذه المحاور؛ هو دفع الاندماج القارى عبر تسريع وتيرة إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وهو أحد أهم أولويات الاتحاد الأفريقى بما يساهم فى تخفيض أسعار الكثير من السلع، ويزيد من تنافسية القارة الأفريقية على المستوى العالمي، وبالتالى تحتم علينا الظروف المحيطة تعزيز تعاوننا وتكثيف جهودنا للدفع بدخول الاتفاقية المنشئة للمنطقة إلى حيز النفاذ وتفعيلها فى أقرب وقت ممكن، كما يتعين علينا العمل سوياً على استكمال المنظومة التجارية والاستثمارية والاقتصادية الأفريقية بما يُتيح لنا تحقيق نتائج واقعية تلمسها شعوبنا.
ويمثل المحور الثالث والأخير تتويجاً للمحورين السابقين، وهو السعى لتوفير المزيد من فرص العمل للشباب، الأمر الذى يتطلب بشكل رئيسى حشد الاستثمارات الوطنية والدولية وجذب رؤوس الأموال وتوطين التكنولوجيا.
وأوضح الرئيس أن أنظار القارة تتطلع إلينا وتترقب قراراتنا وأعمالنا بكل اهتمام، وليس أمامنا بديل سوى قبول التحدى وإثبات أن أبناء هذه الأرض المناضلة قادرون على العطاء المستمر من أجل إيجاد عالم أفضل لشعوبنا الأفريقية، ومن ثم فإن العمل الأفريقى المشترك لم يعد اختياراً أمامنا وإنما أصبح أمراً حتمياً فى ظل ظرف دولى مليء بالتحديات والصعوبات التى لن تستطيع الدول مواجهاتها فرادى، ومن هنا تبرز أهمية ترجمة أقوالنا وقراراتنا إلى خطوات عملية محددة، بحيث يتأكد للعالم الخارجى أننا نعنى ما نقول، وأن التضامن الأفريقى كيان فاعل يستطيع أن يحرك المواقف ويفرض نفسه على الأحداث، وليس مجرد شعاراً نظريا.
وأضاف أن أسلافنا امتلكوا حكمة الوحدة، ومنهم نستمد الشجاعة، تلك الشجاعة التى قال عنها الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، والذى سميت هذه القاعة تيمناً به، “أنها ليست غياب الخوف، وإنما القدرة على التغلب عليه”، ومن واجبنا أن نجدد العهد على أن نكمل تلك المسيرة بعزم لا يلين وإلهامٍ لا ينضب فى الاستناد طواعيةً وتحمساً على صخرة التضامن الأفريقى التى طالما عززت إيمان شعوب القارة بأن ترابطها هو السبيل الوحيد لصون حقوقها ومصالحها.
واختتم السيسى كلمته بقوله: “تحيا أفريقيا وتحيا شعوبها العظيمة”.