بعد ساعات من تصويت البرلمان البريطانى لصالح تأجيل خروج لندن من الاتحاد الأوروبى «بريكست»، أكد الاتحاد الأوروبى تمسكه بالاتفاق الحالى الذى أبرمته بروكسل مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى بشأن «بريكست»، مشددا على أنه الاتفاق الوحيد المتاح والممكن.
وقال ميشال بارنييه، كبير مفاوضى الاتحاد الأوروبى فى محادثات «بريكست»، إن الاتفاق الحالى الذى أبرمته بروكسل مع لندن بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد هو الوحيد المتاح، وفقا لوكالة رويترز.
وتابع بارنيه، ممسكا بنسخة من معاهدة الانسحاب التى رفضها البرلمان البريطانى مرتين الأولى فى يناير، والثانية بعد تعديلها، الثلاثاء الماضى: «إذا كانت المملكة المتحدة ما زالت تريد مغادرة الاتحاد الأوروبى… بطريقة منظمة، وهو ما تقوله رئيسة الوزراء البريطانية، عندئذ فإن هذه المعاهدة، فى شكلها الحالى، التى تنظم الانفصال المنظم… هذه المعاهدة هى الوحيدة الممكنة والمتاحة».
وأضاف بارنييه: «حتى نواصل المسير، فإننا نحتاج ليس إلى أن يكون لدينا تصويت سلبى ضد المعاهدة أو ضد الخروج بدون اتفاق، بل إلى تصويت بناء وإيجابى».
كما صرح متحدث باسم المفوضية الأوروبية أن بريطانيا سيتعين عليها أن تبرر أى طلب لتأجيل بريكست قبل نهاية الشهر الحالى وأن زعماء الاتحاد سيعطون أولوية لتفادى تعطيل مؤسسات الاتحاد الأوروبى أثناء دراسته.
وأوضح المتحدث أن «طلبا لتمديد المادة 50 من معاهدة لشبونة يحتاج إلى موافقة جميع الدول الأعضاء السبعة والعشرين».
وأضاف المتحدث أن مجلس زعماء دول الاتحاد «سيدرس مثل هذا الطلب مع إعطاء أولوية للحاجة إلى ضمان أداء مؤسسات الاتحاد الأوروبى لوظائفها مع الأخذ فى الاعتبار الأسباب ومدة تمديد محتمل».
ومن المنتظر أن يجتمع المجلس يومى الخميس والجمعة القادمين.
ووافق مجلس العموم البريطانى، أمس الأول، على مطالبة الاتحاد الأوروبى بتأخير بريكست، إلا أنه رفض خطة إجراء استفتاء ثان على خروج بريطانيا من التكتل.
وصوت مجلس العموم بأغلبية 412 صوتا مقابل 202 لصالح اقتراح ماى الخاص بطلب تمديد مفاوضات «بريكست»، لمرة واحدة مدتها ثلاثة أشهر، حتى 30 يونيو المقبل، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
ونجت ماى بفارق ضئيل من الهزيمة فى تعديلين على اقتراحها، حيث رفض المجلس بأغلبية 314 صوتا مقابل 312 تعديلا لمنح البرلمان السلطة على المضى قدما فى هذه العملية، وصوت بأغلبية 318 صوتا مقابل 302 ضد تعديل تقدم به حزب العمال المعارض يطلب السعى إلى توافق فى الآراء بشأن اتفاق خروج بريطانيا، المقرر فى 29 مارس الحالى.
ورفض المجلس كذلك تعديلا يدعو إلى إجراء استفتاء ثان على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بأغلبية 334 صوتا مقابل 85 صوتا.
وتعرض زعيم حزب العمال جيريمى كوربين لانتقادات من قبل العديد من المشرعين المؤيدين للاتحاد الأوروبى لعدم دعمه إجراء استفتاء ثان.
وقال كوربين إن التأخير فى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى سيمنح المشرعين «الفرصة والمسئولية للعمل معا لإيجاد حل للأزمة التى تواجه البلاد»، مضيفا: «أؤكد مجددا دعمنا للتصويت العلنى ليس باعتباره تسجيل نقاط سياسية، ولكن كخيار واقعى لكسر الجمود».