اعتبر الاتحاد الأوروبى، اليوم الخميس، أن تصويت بريطانيا ضد خروجها من التكتل الأوروبى دون اتفاق «ليس كافيا»، داعيا البرلمان البريطانى إلى الموافقة على اتفاق مع بروكسل لتجنب خطر «بريكست» غير المنظم.
وقالت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبى، إنه يتعين على النواب البريطانيين الموافقة على اتفاق مع بروكسل بشأن «بريسكت»، إذا كانوا يريدون القضاء على خطر الخروج بشكل غير منظم من الاتحاد، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأضافت المتحدثة: «استبعاد الخروج بدون اتفاق، ليس كافيا أن يتم التصويت ضد ذلك، بل يجب الموافقة على اتفاق».
وتابعت: «لقد توصلنا لاتفاق مع (رئيسة الوزراء تيريزا ماى)، والاتحاد الأوروبى مستعد للتوقيع عليه»، فى إشارة إلى النسخة المعدلة من اتفاق بريكست التى رفضها مجلس العموم فى تصويت جرى الثلاثاء الماضى.
بدوره، قال رئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك، إنه يناشد أعضاء الاتحاد الأوروبى التفكير فى تأجيل بريكست لفترة طويلة «إذا رأت المملكة المتحدة أن هذا ضرورى»، وذلك قبل أسبوع من مناقشة قادة التكتل للأمر فى بروكسل.
وقال توسك فى تغريدة على حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «خلال مشاوراتى قبل (قمة الاتحاد الأوروبى)، سأناشد الدول الـ27 بأن تكون مستعدة لقبول تأجيل خروج بريطانيا لفترة طويلة إذا رأت المملكة المتحدة أنه من الضرورى أن تعيد التفكير فى استراتيجيتها بشأن البريكست، وأن تحقق إجماعا على ذلك».
بدوره، قال جوليلمو بيكى وزير الدولة بوزارة الخارجية الإيطالية، إن بلاده ستقبل تمديد العمل بالمادة 50 من اتفاقية لشبونة فيما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى إذا طلبت لندن ذلك، مؤكدا أن روما «ستدعم رغبة الشعب البريطانى».
ومن المتوقع أن يتوصل قادة الاتحاد الأوروبى لقرار حول أى طلب لبريطانيا لتأجيل الخروج خلال قمتهم المقررة فى 21 و22 مارس الحالى، إذا تقدمت بمثل هذا الطلب بعد تصويت على تأجيل بريكست يشهده البرلمان البريطانى خلال ساعات.
وفى لندن، قال المتحدث المعنى بالشئون المالية فى حزب العمال البريطانى المعارض، جون مكدونل، إن حزبه سيدعم تمديدا محدودا لموعد الخروج من الاتحاد الأوروبى إلى ما بعد 29 مارس الحالى بهدف التوصل لحل توافقى يمكن أن يدعمه أعضاء مجلس العموم.
وذكر مكدونل فى تصريح لشبكة «سكاى نيوز» البريطانية: «سنطرح تعديلا لضمان أن يدرس البرلمان التمديد. ليس من الضرورى أن يكون تمديدا طويلا»، مضيفا: «سندعم تمديدا محدودا».
وكانت سارة نيوتون، وزيرة العمل والمعاشات البريطانية قد أعلنت عبر حسابها على موقع «تويتر» استقالتها لكى تكون «قادرة على التصويت لصالح إجراء يؤيد الالتزام بالخروج من الاتحاد الأوروبى بموجب اتفاق».
وواصلت نيوتون، التى تنتمى إلى حزب المحافظين (الحزب الحاكم): «فى الانتخابات العامة الماضية، حصلت على تفويض من الناخبين بأن أسهم فى عملية البريكست بشكل منظم وبموجب اتفاق مع الاتحاد الأوروبى».
وأضافت: «أستقيل من الحكومة لكى أكون قادرة على التصويت على إجراء يثبت التزامى أمام الناخبين بترك الاتحاد فى ظل اتفاق».
فى غضون ذلك، أعرب الناخبون البريطانيون عن رغبتهم فى استقالة ماى، بعدما عانت رئيسة الوزراء البريطانية من خسارة فادحة ثانية عقب تصويت البرلمان البريطانى ضد خطتها المعدلة لـ«بريكست».
وأوضح استطلاع أجرته مجلة «بوليتيكو» الأمريكية، شارك فيه 500 ناخب بريطانى قبيل تصويت البرلمان على استبعاد الخروج دون اتفاق، أن 50% من المشاركين يرغبون فى استقالة ماى، مقابل 32% أيدوا بقاءها.
وأشار الاستطلاع أيضا إلى وجود دعم بين الناخبين البريطانيين لتمديد عملية «بريكست»، حيث أيد 44% فكرة التمديد مقابلة معارضة 39%، ويدعم الناخبون تمديد موعد الخروج إلى شهر واحد فقط بنسبة 52%، فى مقابل 44% يدعمون تمديده ثلاثة أشهر.
فى غضون ذلك، سجل الجنيه الإسترلينى، اليوم الخميس، أكبر خسارة فى سبعة أسابيع أمام العملة الأمريكية بعد أن قالت مصادر بريطانية وفى الاتحاد الأوروبى إن مفاوضات بريكست وصلت إلى مأزق، بحسب «رويترز».
وقال مصدر حكومى، إنه لا يوجد ما يشير إلى أن أى شىء سيتغير على مدى الساعات الثمانى والأربعين القادمة فى محادثات انفصال بريطانيا، مضيفا أن الاتحاد الأوروبى لا يتزحزح عن موقفه.
وهبط الإسترلينى 0.73% إلى 1.3075 دولار فى أكبر خسارة ليوم واحد مقابل الدولار منذ 18 يناير الماضى، وأثناء الجلسة لامس الأسترلينى أدنى مستوى له منذ 25 فبراير عند 1.3067 دولار.
لكن العملة البريطانية ارتفعت 0.37 % أمام العملة الأوروبية إلى 85.55 بنس لليورو بعد أن أرجأ البنك المركزى الأوروبى زيادة محتملة فى أسعار الفائدة حتى عام 2020، وقال إنه سيستأنف برنامجا لتقديم قروض رخيصة إلى البنوك.