أدلى الناخبون الإسرائيليون، أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة بأصواتهم فى انتخابات الكنيست، التى تنطوى على رهانات كبيرة يقررون فيها الإبقاء على رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو رغم اتهامات تلاحقه بالفساد، أو استبداله برئيس الأركان السابق الجنرال بينى جانتس حديث العهد فى السياسة.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام 6.3 مليون ناخب عند الساعة السابعة صباحا لتستمر حتى الساعة العاشرة مساء فى معظم المناطق بينما لا يتوقع أن تصدر النتائج قبل صباح اليوم الأربعاء، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وجرى التصويت وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث نشرت الشرطة الإسرائيلية 17 ألف عنصر لتأمين أكثر من 4 آلاف مركز اقتراع تضم 10,720 صندوق انتخابى.
وتخوض 40 قائمة انتخابات الكنيست، بينها اثنتان عربيتان وهما: تحالف «الجبهة الديمقراطية ــ العربية للتغيير» وتحالف «القائمة الموحدة ــ التجمع الوطنى» للتنافس على 120 مقعدا بالكنيست.
وقبيل انطلاق التصويت، تواصل نتنياهو مع الناخبين بشكل مباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى، فى ظل الحظر المفروض على استخدام وسائل البث الإذاعى والتليفزيونى والمنافذ الإعلامية التقليدية فى الدعاية خلال يوم الانتخابات.
ونشر نتنياهو رابطا على تويتر وفيسبوك وبث عليه تسجيلا مصورا بالعبرية قال فيه «صباح الخير. هذا الصباح أريد أن أتحدث معكم عبر مسنجر. كل المطلوب ضغطة واحدة على الرابط. أنا فى الانتظار»، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء.
وأدلى نتنياهو برفقة زوجته سارة بصوته فى مركز اقتراع بالقدس المحتلة، وحث الإسرائيليين على «حسن الاختيار» فى الانتخابات التى يسعى فيها إلى الحصول على ولاية خامسة. وقال نتنياهو: «يجب أن تنتخبوا، فهذا عمل مقدس وجوهر الديمقراطية.. عليكم أن تحسنوا الاختيار».
وبثت وسائل إعلام إسرائيلية صورة لزوجة نتنياهو وهى تؤدى صلوات تلمودية عند حائط البراق بالقدس من أجل فوز زوجها بالانتخابات.
من جانبه، أدلى الجنرل السابق جانتس (59 عاما) بصوته فى مدينته روش هاعين متعهدا بـ«مسار جديد». وقال بعد إدلائه بصوته «سعيد بوضع نفسى فى خدمة إسرائيل وبالوقوف من أجل مصلحة الشعب على عتبة مسار جديد»، مضيفا: «يجب أن نحترم الديمقراطية وندعو جميع الأطراف إلى احترام هذا اليوم والمحافظة على الهدوء».
وذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن حزب «الليكود» الذى يتزعمه نتنياهو نشر نحو 1200 كاميرا بعضها على شكل أقلام وأجهزة حملها ممثلو كتلته داخل مراكز الاقتراع فى البلدات العربية؛ بحجة منع عمليات التزوير، وفقا لوكالة الصحافة الفلسطينية «صفا».
وبلغت نسبة الاقتراع فى الانتخابات حتى ظهر أمس، 24%، وفق لجنة الانتخابات الإسرائيلية. ويتوقع أن تكون النتيجة متقاربة بين الطرفين، والأرجح أن تؤدى بعد صدورها رسميا إلى مفاوضات محمومة لتشكيل حكومة ائتلافية، فى وقت تشير استطلاعات الرأى إلى أن نتنياهو فى موقع أفضل للقيام بهذه المهمة.
وسيتشاور الرئيس الإسرائيلى، رءوفين ريفلين، مع قادة كل حزب ممثل فى الكنيست قبل أن يختار من يعتقد أن لديه أفضل فرصة لتشكيل الحكومة.
وحشد نتنياهو، الذى أطلقت عليه مجلتا تايم وإيكونوميست لقب «الملك بيبى»، معسكرا يمينيا متشددا ضد الفلسطينيين، وسلط الضوء على إنجازاته على صعيد السياسة الخارجية الإسرائيلية، وهى ثمرة علاقاته مع إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وتعد انتخابات الكنيست بمثابة استفتاء على نتنياهو، لكن آماله فى التفوق على مؤسس إسرائيل، ديفيد بن جوريون، ليصبح أطول رئيس للوزراء بقاء فى السلطة، تقوضت بسبب اتهامات تلاحقه بالفساد.