لأول مرة في التاريخ .. نقل آني للمعلومات بين حاسوبين عملاقين بدون كابلات

تكنولوجيا , No Comment

كتبت/ يوسف أشرف

في إنجاز وُصف بأنه قفزة نوعية في مسيرة التطور العلمي للبشرية، أعلن باحثون عن نجاح أول عملية نقل آني للمعلومات بين حاسوبين كموميين، مستخدمين ظاهرة “التشابك الكمي” الغامضة، والتي حيّرت آينشتاين ووصفها بـ”الفعل المخيف عن بُعد”.

وعلى الرغم من أن مصطلح “النقل الآني” يُستدعى غالبًا في سياق أفلام الخيال العلمي، حيث تنتقل الأجسام فورًا من مكان إلى آخر، فإن ما تحقق فعليًا يقتصر على نقل معلومات كمومية – تُعرف باسم “الكيوبت” – بين معالجين كموميين، وذلك دون أي اتصال مادي تقليدي مثل الكابلات أو الألياف الضوئية.

العملية الفريدة تمت على يد فريق بحثي من جامعة أكسفورد، حيث استخدم العلماء تقنية “مصيدة الأيونات”، التي تعتمد على استخدام الليزر للتحكم بدقة في حالات أيونات معلّقة داخل حقل كهرومغناطيسي. ومن خلال التحكم في حالة التشابك الكمي لتلك الأيونات، نجح الفريق في نقل الكيوبت من كمبيوتر كمي إلى آخر، في تجربة غير مسبوقة على مستوى العالم.

ووفق ما نشره موقع “Ecoportal” وتابعته “العربية Business”، فإن هذا الإنجاز يُعد خطوة تمهيدية نحو إنشاء شبكات كمومية فائقة السرعة، تمكّن من نقل كميات هائلة من البيانات بشكل فوري وآمن، وبطريقة يستحيل اختراقها أو اعتراضها، بحسب مجلة “Science Alert”.

ويمثل النقل الآني مفهوماً ثورياً في عالم الاتصالات، حيث يُتوقع أن يُعيد تعريف البنية التحتية الرقمية مستقبلًا، ويستبدل الإشارات الكلاسيكية المعتمدة على البتات والكوابل، بشبكات كمومية عابرة للقارات.

وبينما لا تزال الحوسبة الكمية في مراحلها المبكرة، فإن ما تحقق اليوم يُعد علامة فارقة على طريق تطوير “الإنترنت الكمومي العالمي” الذي قد يصبح حقيقة في المستقبل القريب، في عالم لم يعد فيه الخيال العلمي بعيدًا عن الواقع.


بحث