أكد المحلل السياسي محمد علي ظفر أن الاتفاق الذي أُبرم بين الهند وباكستان لوقف إطلاق النار، بوساطة أمريكية، يُعد خطوة إيجابية من شأنها أن تحظى بترحيب واسع بين الجانبين، معتبرًا أن هذه المبادرة تمثل بداية جديدة للتفكير في كيفية التوصل إلى تهدئة وسط استمرار التوترات.
وقال ظفر، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، إن على الطرفين إدراك أهمية تقليل التصعيد العسكري، ومراعاة التداعيات المحتملة لتوسع هذا النزاع إلى مناطق أخرى إذا لم يتم احتواؤه بشكل عاجل، مشيرًا إلى أن تدخل الولايات المتحدة يعكس نيتها الجادة في أداء دور الوسيط، عبر شراكتها مع الطرفين لتقريب وجهات النظر والوصول إلى موقف أكثر حيادًا يسهم في وقف التصعيد.
وأضاف أن هذه المرحلة من التهدئة ستتيح الفرصة لبحث عدد من القضايا المشتركة مثل أزمة المياه والنزاعات على الأراضي، بالإضافة إلى تناول سبل دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام، والعمل على منع تفجر أي صراع جديد، بما يضمن الوصول إلى حالة من الاستقرار والتهدئة الملائمة للطرفين.
وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقف إطلاق نار كامل وفوري بين الهند وباكستان، وذلك عبر منشور على صفحته في منصة “تروث سوشال”.
وقال ترامب: “بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسرني أن أعلن أنّ الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار كامل وفوري”.
وأضاف: “تهانينا لكلا البلدين على استخدام المنطق السليم والذكاء العالي”.
وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أنّ حكومتي الهند وباكستان “ستبدآن محادثات بشأن مجموعة واسعة من القضايا في موقع محايد”.
وأشاد روبيو برئيسي الوزراء الباكستاني والهندي على “حكمتهما وحنكتهما السياسية في اختيار طريق السلام”.
بدوره، أكّد وزير الخارجية الباكستاني، محمد إسحاق دار، التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع الهند.
وأضاف أنّ “باكستان سعت دائماً لتحقيق السلام والأمن في المنطقة من دون المساس بسيادتها وسلامة أراضيها”.
وفي وقت سابق من اليوم، قال رئيس الحكومة الباكستانية، شهباز شريف، إنّ بلاده “انتقمت لدماء الأبرياء” بعد شن ضربات صاروخية على الهند.
ووصف شريف الهجمات بأنّها “رد مناسب” على الضربات الهندية على باكستان، والتي نُفذت يوم الأربعاء، بعد هجوم إرهابي في كشمير الشهر الماضي.
وكانت باكستان، قد شنّت عمليةً عسكريةً، فجر اليوم، رداً على الهجوم الهندي على أراضيها، حملت اسم “البنيان المرصوص”، بحسب بيان للجيش الباكستاني.
وصرّحت المتحدثة باسم الجيش الهندي، صوفيا قوريشي، بأنّ الجيش الباكستاني نفذ محاولات تسلل جوي استهدفت أكثر من 26 موقعاً داخل الأراضي الهندية، ما أسفر عن أضرار في المعدات وإصابات بين الأفراد في عدد من القواعد الجوية.