قال العميد خالد عكاشة، رئيس مركز الفكر للدراسات الاستراتيجية، إن إسرائيل نجحت في توجيه ضربة استخباراتية قوية تمثلت في قدرتها على تحديد مكان القيادي في حركة “حماس” إسماعيل هنية، ما يعكس امتلاكها لبنية تحتية استخباراتية متقدمة.
وأوضح “عكاشة”، خلال لقائه مع الإعلامي نشأت الديهي في برنامج “بالورقة والقلم”، المذاع عبر قناة TeN، مساء السبت: أن “هذا النوع الجديد من الحروب يعتمد بشكل كبير على الجهد الاستخباراتي، وهو ما برز بوضوح في المواجهات السابقة مع حزب الله، حيث أدت الضربات الإسرائيلية إلى تراجع كبير في إمكانيات الحزب وفقدانه القدرة على القيادة والسيطرة”.
وأضاف أن الضربة الأخيرة تمثل “هجومًا أوليًا ناجحًا استهدف البنية العسكرية والقيادية للمشروع الإيراني في المنطقة”، لافتًا إلى أن التقدم التكنولوجي الذي تملكه إسرائيل لعب دورًا محوريًا في تحقيق هذا الإنجاز.
ورغم الزهو الإسرائيلي بهذا النجاح، أكد عكاشة أن “إيران تمتلك القدرة على استيعاب هذه الضربة”، مشيرًا إلى أن “البنية التحتية الاستخباراتية التي استُخدمت في تنفيذ هذه العمليات لا تزال قائمة على الأراضي الإيرانية، ما يجعل تكرار مثل هذه النجاحات الإسرائيلية أمرًا واردًا في المستقبل”.
خبير أمني: إسرائيل تمتلك مبادرة المفاجأة وعملياتها لا تنفذ عشوائيًا
وفي سياق متصل قال اللواء أركان حرب محمد قشقوش، أستاذ الأمن القومي، إن الضربة الإسرائيلية الأخيرة على إيران تؤكد تمتع إسرائيل بقوة وتكامل عسكري واستراتيجي متقدم، لافتًا إلى أن هذه العمليات لا تُنفذ بشكل عشوائي، بل وفق محددات وتجربة استراتيجية عميقة.
وأوضح “قشقوش” خلال لقائه مع الإعلامي نشأت الديهي في برنامج “بالورقة والقلم”، المذاع عبر قناة TeN، مساء السبت: أن إسرائيل تتعامل مع إيران بمنطق الهدف الاستراتيجي البعيد المدى، وأنها ترى في طهران تهديدًا يتطلب استنفارًا دائمًا للقدرات العسكرية، مشيرًا إلى أن “مهما بلغت قدرة منظومة القبة الحديدية، فإنها تحتاج إلى الوقت والموارد، نظرًا لاتساع رقعة الدولة وضرورة الاستعداد المستمر”.
وأضاف أن إسرائيل تستفيد من نقطة قوة رئيسية تتمثل في دعم دولة كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يمنحها عنصر المفاجأة والمبادأة في تنفيذ عملياتها العسكرية.
وأشار إلى وجود نقاط ضعف بنيوية داخل إسرائيل، أبرزها محدودية القوة البشرية، وهو ما يفرض سقفًا معينًا لا تستطيع تجاوزه في أية مواجهة طويلة الأمد.
وأكد أن إيران، على الرغم من امتلاكها لمرونة في التحرك وعدم وجود سقف مماثل لتحركاتها العسكرية، إلا أن قدراتها التكنولوجية العسكرية لا تزال محدودة مقارنة بإسرائيل، وهو ما يقلل من فعالية ردودها حتى الآن.