كتبت/ الاء طه
يُحكى أن الاقلام اول ما بدأت كانت “من اعصان الاشجار” ، حيث استخدم السومريون الذين عاشوا في بلاد سومر في العراق القديم القلم مدبب الذي صنعوه من الاغصان الصغيرة للأشجار بعد تهذيبها وجعلها أقلامآ مناسبة للكتابة على الواح الطين الطرية ، التي تجف فيما بعد ، وكان ذلك حوالي عام 3500 قبل الميلاد
ثم ظهر بعد ذلك “قلم القصب” … حيث قام المصريين القدماء بإبتكار أداة تسمح لهم بجعل لغتهم ملموسة ودائمة ، فقاموا بإنشاء قلم القصب، وقد صنعت هذه الأقلام من جذوع أنبوبية مجوفة ، من نباتات البامبو ، وقاموا بقطع أحد طرفي هذه الأنبوبة بميل ثم ملء جذع القصب بسائل الكتابة.
وظهرت بعد ذلك أقلام ريش الطيور… وكان قلم الريشة قيد الاستخدام لأطول فترة من التاريخ من القرن السابع إلى القرن التاسع عشر ، حيث استخدم الأوروبيون ريش الطيور للكتابة، وكان أفضل أنواع الريش هي المأخوذة من البجع الحي والديك الرومي والأوز ، وكان يتم تجفيف هذه الريشة بالحرارة لإزالة أي زيوت منها ، ثم يتم تشكيل نهاية الريشة بسكين ، ثم غمرها في محبرة لملء جحر الريشة الذي يعمل كمخزن.
ثم انتهى عهد الريشة عندما بدأ جون ميتشل من برمنجهام ، في تطوير أقلام من الصلب ، ويعتقد المؤرخون أنه بحلول خمسينيات القرن التاسع عشر ، تم صنع نصف أقلام العالم في برمنجهام.
وبعد ذلك بدء يظهر القلم الحبر .. وكان أول مخترع له الروماني بتراش بونارو ، الذي حصل على براءة اختراع من أجل اختراع قلم الحبر الأول مع برميل حبر في عام 1827
ثم ظهر قلم الحبر السائل .. الذي اخترعه بائع غاضب في لحظه غيظ ، حيث انه في عام (1884) كان بائع التأمينات (لويس ادسون واترمان) قد تمكن من انتزاع عقد مهم وبصعوبة من مجموعه من المنافسين له ، وعندما قدم لعميله ريشه وزجاجة حبر لتوقيع العقد انساب الحبر من الريش على الورق وأفسد العقد ، فهرع واترمان بسرعة لايجاد عقد اخر ليتمكن من الحصول على العمولة ، وفي اثناء غيابه القصير جاء احد المنافسين له وتمكن من اتمام الصفقه لنفسه، وهو ما أغضب واترمان ودفعه لإختراع قلم مزود بخرطوشة او انبوبه حبر داخلية حتى لا يتكرر هذا الموقف مرة أخرى.
وبعد عده تجارب نجحت الفكره وانتشرت الاقلام ، واصبح قلم واترمان ذا سمعة عالية إلى وقتنا هذا ، وسجل اختراعه في مدينة نيويورك ، ويحتوي قلم الحبر السائل هذا على خزان للحبر مصنوع من المطاط للتمكن من مواصلة الكتابة ، وانتشرت هذه الاقلام في مختلف أرجاء العالم بعد عام 1884 ميلادي وعلى مدار القرن العشرين ، خضع التصميم لعدد من الابتكارات ، بما في ذلك استخدام خرطوشة حبر قابلة للإستبدال ، ويمكن إعادة ملئها .
وعند العرب .. تعود فكرة اختراع قلم الحبر الذي يحتوي على مخزن للحبر الى ” المعز لدين الله الفاطمي “الذي بنى مدينة القاهرة عام 969 ميلادي ، فقد طلب من القاضي النعمان ابن محمد صناعة قلم الحبر وبعد أيام أحضر هذا القاضي قلم الحبر ، ومعه الصانع المسلم الماهر الذي صنع القلم من الذهب .
ثم ظهر قلم الحبر الجاف الذي كان أكثر ملاءمة للكتابة على الأسطح مثل الخشب والكرتون وحتى تحت الماء ، وذلك خلال القرن التاسع عشر ، وارتبط بالمخترع الأمريكي جون هـ. الذي حصل على براءة اختراع ولكن التصميم لم ينتج في الواقع تدفقًا مرضيًا للحبر بالنسبة للكتاب.
وفي1930 ظهرت محاولة أخرى لتطوير قلم الحبر الجاف من صنع لازلو بيرو ، وهو صحافي مجري عاش في الأرجنتين خلال الحرب العالمية الثانية.
ثم في عام 1943 ، مُنح لازلو وشقيقه جورج ، وهو كيميائي ، براءة اختراع جديدة. استمروا في صنع نماذجهم التجارية الأولى من أقلام Biro ، التي أصبحت الآن اسمًا مألوفًا ومرادفًا لقلم الحبر ، كانت أقلام Biro ناجحة إلى حد كبير في سلاح الجو الملكي البريطاني لدرجة أنه أصبح يستخدم على نطاق واسع من قبل الجيش ، الأمر الذي جعله يصل إلى مستوى الشعبية التي لا يزال يتمتع بها إلى اليوم.
أما عن القلم الرصاص .. فحكاية ظهوره أنه في عام 1564 ميلادي اكتشف الجرافيت في منطقة كمبرلاند في شمال انجلترا ، مما أدى الى اختراع القلم الرصاص.
وفي العام 1565 ميلادي بدأ الناس يستخدمون أقلام الرصاص ، حيث اخترع العالم الالماني ” كارل جستنر ” قلم الرصاص يتكون من الجرافيت الدقيق المحاط بعيدان من الخشب مربوطة بعضها ببعض ، ثم أصبحت الاقلام الرصاص تصنع من الصلصال أي الطين مع الجرافيت بنسب جيدة ، ولكن أقلام الرصاص بشكلها الحالي الذي نعرفه الآن لم تظهر إلا عام 1812 م.