أكد الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، أن مشهد استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المملكة العربية السعودية كان احتفاءً غير مسبوق، يعكس الحفاوة الكبيرة بالضيف، ويدل على عمق العلاقات التاريخية بين الرياض وواشنطن، مشيرًا إلى أن هذا الامتداد في العلاقات ظهر اليوم بشكل عصري متطور.
زيارة ترامب خلقت حالة سياسية جديدة
وأوضح مصطفى الفقي، خلال مداخلة مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج “يحدث في مصر”، المُذاع عبر شاشة “إم بي سي مصر”، أن الرئيس الأمريكي بعث برسالة واضحة مفادها أن من يكون صديقًا لأمريكا سيحظى بتعامل مختلف، ومن يختار غير ذلك سيكون له مسار آخر، مضيفًا أن زيارة ترامب خلقت حالة سياسية جديدة في الشرق الأوسط، وأكدت أن الولايات المتحدة لا تزال فاعلة ومؤثرة، ولديها أصدقاء وشركاء حقيقيون في الإقليم.
وتابع: العلاقات الأمريكية السعودية تجاوزت محطات تاريخية معقدة، بما فيها فترة التوترات في العصر الناصري، واستقرت اليوم على ركائز استراتيجية ذات طابع اقتصادي متين يمتد لسنوات مقبلة، متابعًا: “ترامب استثمر في تقديم المملكة العربية السعودية كواحة للتقدم العلمي والتكنولوجي”، منوهًا بأن خطابه في الرياض عكس إنجازات ملموسة، وعبّر عن علاقة وثيقة واندماج متقدم بين السعودية والولايات المتحدة، خاصة في مجالات التكنولوجيا والتحديث، واليوم خطوة مفصلية تفتح الباب أمام مرحلة جديدة في العلاقات الإقليمية والدولية، وهي زيارة مفتاحية بكل المقاييس.
كاتب سعودي: نشهد تغيرًا جذريًا في نظرة واشنطن للشرق الأوسط
أكد الكاتب السعودي جاسر الجاسر، أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية اكتسبت زخمًا مختلفًا وكبيرًا، خاصة لدى السعوديين، مشيرًا إلى أن ترامب نفسه أكد أن المملكة شهدت تحولات كبيرة منذ زيارته الأولى عام 2017، موضحًا أن السعودية اليوم باتت تمتلك محددات واضحة ضمن رؤية 2030، أبرزها الذكاء الاصطناعي وتوطين صناعة الأدوية.
وشرح “الجاسر”، خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر، الفرق بين المملكة في 2017 واليوم، فقد كانت في 2017 بمرحلة وضع الرؤى وصياغة الأفكار وتعزيز الهوية والحضور السياسي، أما اليوم فقد بدأت فعليًا برامج ومبادرات تُطبق على الأرض، مؤكدًا أن جائحة كورونا ساهمت في تسريع التحول الرقمي، وأدارت المملكة كثيرًا من القطاعات بطريقة آلية، مما مهد الطريق لتحقيق تطورات بارزة في مجالات مختلفة، خصوصًا التكنولوجية.
التعاون مع السعودية في البرنامج النووي السلمي
وأضاف أن الولايات المتحدة فتحت باب التعاون مع السعودية في البرنامج النووي السلمي، موضحًا أن هناك تغيرًا جذريًا في نظرة واشنطن للشرق الأوسط، وخصوصًا المملكة، مشيرًا إلى أن نبرة إيران السياسية تغيّرت مؤخرًا، متمنيًا أن تسهم المرحلة المقبلة في تخفيف حدة التوترات.
وتابع: “الذهنية العربية لم تعد سلبية كما كانت، والمشهد الإقليمي يشهد تحوّلًا إيجابيًا واضحًا سيؤثر على مستقبل المنطقة بأكملها”.