حدث في 29 رمضان.. بناء مدينة القيروان

فن و ثقافة , No Comment

فى 29 رمضان 48 هـ الموافق 9 نوفمبر 668م، أمر عقبة بن نافع ببناء مدينة القيروان لتكون حصنا منيعا للمسلمين ضد اعتداءات الروم والصليبيين.

وتقع القيروان فى تونس على بُعد 156 كم من العاصمة تونس، والقيروان كلمة فارسية دخلت إلى العربية، وتعنى مكان السلاح ومحط الجيش أو استراحة القافلة وموضع اجتماع الناس فى الحرب، وتعتبر من أقدم وأهم المدن الإسلامية، بل هى المدينة الإسلامية الأولى فى منطقة المغرب. ويعتبر إنشاء مدينة القيروان بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية فى المغرب العربى، فلقد كانت مدينة القيروان تلعب دورين مهمين فى آن واحد، هما الجهاد والدعوة، فبينما كانت الجيوش تخرج للغزو والتوسعات، كان الفقهاء يخرجون منها لينتشروا بين البلاد يعلمون العربية وينشرون الإسلام فهى بذلك تحمل فى كل شبر من أرضها عطر مجد شامخ وإرثا عريقا يؤكده تاريخها الزّاهر ومعالمها الباقية التى تمثّل مراحل مهمة من التاريخ العربى الإسلامى.

لقد بقيت القيروان نحو أربعة قرون عاصمة الإسلام الأولى لإفريقية والأندلس ومركزاً حربيًّا للجيوش الإسلامية ونقطة ارتكاز رئيسية لإشاعة اللغة العربية. وعندما تُذكر القيروان يُذكر القائد العربى الكبير عقبة بن نافع الفهرى وقولته المشهورة عندما بلغ فى توسعاته المحيط الأطلسى وهو يرفع يده إلى السماء ويصرخ بأعلى صوته: «اللهم أشهد أنى بلغت المجهود، ولولا هذا البحر لمضيت فى البلاد أقاتل من كفر بك حتى لا يُعبد أحد من دونك»..

وقد جمع عقبة بن نافع بعد انتهائه من بناء مدينة القيروان وجوه أصحابه وأهل العسكر فدار بهم حول مدينة القيروان، وأقبل يدعو لها ويقول فى دعائه: «اللهم املأها علما وفقها واعمُرها بالمطيعين والعابدين، واجعلها عزا لدينك وذّلا لمن كفر بك، وأعز بها الإسلام»، أما عن المكانة العلمية للقيروان، فقد كانت أول المراكز العلمية فى المغرب، تليها قرطبة فى الأندلس، ثم فاس فى المغرب الأقصى.


بحث