تواصل وزارة الثقافة فعاليات احتفالها بثاني أيام مؤتمرها الدولي ” ثورة ١٩١٩ بعد مائة عام “عبر طرح مجموعة من الدراسات وعقد مجموعة من اللقاء والنقاشات، بحضور ثلة من الباحثين والأكاديمين على المستويين العربي والغربي.
وفي ثاني أيام المؤتمر الدولي “ثورة ١٩١٩ بعد مائة عام ” وفي الجلسة الثانية من المؤتمر قال الدكتور مسعود ضاهر، المؤرخ اللبناني والمتخصص في الدراسات التاريخية أن تجربة اليابان النهضوية استمدت مفاهيمها من التجربة المصرية ؛ إذ اعتمدت وتركزت على تجربة محمد علي ، مؤسس مصر الحديثة الذي نقل المجتمع المصري نقلة نوعية مشيرا إلى اعتماده في كتابه “النهضة العربية” علي تجربة مصر والذي أثبت من خلاله تفاصيل تأثر التجربة اليابانية بمصر.
وأضاف ضاهر : نجحت نهضة اليابان فيما أحجمت مسيرة التحديث في مصر عن الاكتمال بسببب اعتزال محمد عن المجتمع لكونه آثر أن يكون الصانع الاوحد والزارع الأوحد رغم كون تجربة محمد علي تحاشت القروض وتمكنت من إحداث طفرة في الصناعة والزراعة لذا يؤخذ عليه أن النهضة كانت بمعزل عن المجتمع على عكس التجربة اليابانية التي صبت جل تحديثها في خدمة المجتمع.
وأضاف ضاهر : ساهم خلفاء محمد علي في إفشال مشروع النهضة المصرية؛ لعدم وفاء خلفاء محمد على لبرنامجه فمنهم من أغلق المدارس وأوقف البعثات بقدوم الخديو إسماعيل وانبهاره بالنموذج الأوروبي وتورطه بالديون، وتفريطه في قناة السويس جراء إغراق البلاد في الديون تلاشى مشروع التحديث.
واسترسل كانت ثورة ١٩١٩ نتاج للأعمال التي انجزت في عهد محمد علي؛ مع تمسكها بالتخلص من الحاكم الأجنبي نتاج أخطاء محمد علي وحلفاءه كما أنها نتاج لمطالبات الثورة العرابية التي لم تجد لها ظهيرا شعبيا فضلا عن تأثر نخبها بتقرير ويلسون في حق الشعب في تقرير المصير، لذا قدمت هوية قومية متفردا ونوعا جديدا من النضالات الناجحة في تاريخ مصر الحديث والمعاصر ونموذجا متفردا معتمدا على حركة جماهيرية واسعة علي أسس ديموقراطية تقوم على سيادة الدستور وإقامة دولة مدنية مزودة بالعلوم المدنية الحديثة واكدت على الجمع بين التقاليد والتراث إلى جانب الانفتاح على الثقافات العالمية وأسست للمواطنة بعيدا عن التمييز الديني أو الطبقي.
أحدثت ثورة ١٩١٩ تطورا ملحوظا في مفهوم الهوية الوطنية التي حاول كل من السلطنة العثمانية وبريطانيا طمسها وأسست لمرحلة سياسية واجتماعية جدية وأسهمت في إطلاق نهضة واسعة كما تعد طليعة الثورات العربية ودعمت الكثير من حركات التحرر عربيا وعالميا.
وتناول عبدالمنعم محمد سعيد، أستاذ العلوم السياسية تماثلات الهوية المصرية منذ ١٩١٩ وحتى ١٩٥٢ قائلا: “كانت ثورة ١٩١٩ قومية بامتياز عبرت عن الشخصية المصرية متبرئة من البقايا العثمانية، فضلا عن حفاظها على مفاهيم المدنية والعلمانية رغم دور الأزهر لكن مصر تتميز بازدواجية الديني والعلماني، كما أن مصطلح شخصية مصر تبلور مع ١٩١٩؛ رفض جيل ١٩١٩ التخلي عن الملامح المميزة للشخصية المصرية رغم ظهور فكرة القومية العربية في الثلاثنيات.
ثم واصلت سمية على قطب، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة متناولة ثورة ١٩١٩ من منظور الشباب وثقافتهم الجمعية وعلاقة ذلك بالتاريخ، عبر ورقتها البحثية التي تحمل عنوان ” ثورة ١٩١٩ في ذاكرة الشباب” بهدف رصد ما تبقي من ثورة الشباب من ثورة ١٩١٩ ورصد الرواسب المتبقية من الثورة لدى عينة من الشباب المصري عن ملابسات ثورة ١٩١٩ أسبابها ونتائجها وشعاراتها، معتمدة على ٢١ مقابلة مع عينة من الشباب من سن ٢٠ ل٣٥ عام.